مهرجان «كناوة وموسيقى العالم» يحتفي بمرور 20 سنة على انطلاقه

نجح في نفض الغبار عن الصويرة والارتقاء بفنها إلى العالمية

جانب من المهرجان
جانب من المهرجان
TT

مهرجان «كناوة وموسيقى العالم» يحتفي بمرور 20 سنة على انطلاقه

جانب من المهرجان
جانب من المهرجان

يحتفل مهرجان كناوة وموسيقى العالم هذه السنة بمرور 20 سنة على إطلاقه بمبادرة من أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي الذي جعل منه رافعة للتنمية السياحية والثقافية لمدينة الصويرة الواقعة جنوب الدار البيضاء.
وتنظم دورة هذه السنة بين 29 يونيو (حزيران) وأول يوليو (تموز)، مباشرة بعد شهر رمضان.
وفي مؤتمر صحافي عقد للمناسبة، قالت نائلة التازي، مديرة إنتاج المهرجان: «صحيح أنّ الحفلات الرسمية للمهرجان لن تبدأ إلا يوم الخميس 29 يونيو، إلّا أنّنا نستعد لاستقبال ضيوف المهرجان منذ يوم الثلاثاء، أي مباشرة بعد عيد الفطر، حيث سنوفر أجواءً فنية وروحية خاصة في مدينة الصويرة خلال يومين قبل انطلاق المهرجان».
وعلى مدى ثلاثة أيام ستنظم 30 سهرة على خمس منصات، بالإضافة إلى الليالي الخاصة في رياضات الصويرة. ويشارك في المهرجان هذه السنة 32 فنانا من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى 20 معلما كناويا. ومن أبرز الأسماء العالمية المشاركة في هذه الدورة، نجم موسيقى البلوز البرازيلي لوكي بيترسون، وعازف الجاز الأميركي بيل لورانس، والموسيقي البرازيلي كارلينيوس براون، والسنغالي إسماعيل لو، وراي ليما من الكونغو.
وتتميز الدورة الـ20 لمهرجان كناوة بالكثير من الأنشطة والأمسيات الخاصة. ومن بين الموضوعات الجديدة لهذه السنة تجربة المزج لأول مرة بين فن السماع الهندي الباكستاني وفن موسيقى كناوة المغربي، بمشاركة المغربي مهدي النابولسي والهندي شهيب حسن والباكستاني مراد خان والإيراني حبيب مفتاح بوشهري والفرنسي تيتي روبين.
ويقول الموسيقي الجزائري كريم زياد، المدير الفني للمهرجان «التحقت بمهرجان الصويرة قبل 18 سنة، وأنا جد فخور بالنتائج». وأضاف: «كانت مقاربتنا منذ البداية تقتضي دعوة كبار الموسيقيين العالميين، خصوصاً البلوز والجاز وغيرهما من الموسيقى العالمية ذات الأصول الأفريقية، ومزج أعمالهم وإبداعاتهم مع إيقاعات كناوة. وتوصلنا إلى نتائج باهرة». ونوّه «من أهم التجارب التي سنقدمها خلال هذه الدورة مزيج إيقاعات ماراكيتو البرازيلية وإيقاعات كاراكيتو الكناوية المغربية. وليس صدفة أنّ الفرق بين الاسمين هو الحرف الأول فقط. فالشبه بين الإيقاعين كبير جدا، ودليل على أصالتهما وتحدرهما من نفس الأصل». وتذكر التازي بدايات المهرجان قبل 20 سنة، عندما كان المسؤولون ينظرون إلى الفريق الشاب الذي يقود المهرجان بوصفه شبابا متحمسا وحالما. وفي ذلك تقول: «كثيرون لم يؤمنوا بطموحنا. بل إن بعض الأصوات عارضت المهرجان. إلّا أنّ النتائج غيرت آراءهم». وتضيف نائلة أنّ المهرجان لم ينجح فقط في التنشيط الثقافي والاجتماعي لمدينة الصويرة ونفض الغبار عن هذه الثقافة التي كانت مهدّدة، بل استطاع أيضا الارتقاء بموسيقى كناوة إلى مصاف موسيقى العالم وعرف بها عالميا وأصبحت اليوم تطرق أبواب اليونيسكو للاعتراف بها كتراث إنساني لا مادي.
من جانبه، يرى عبد السلام عليكان، المعلم الكناوي، أنّ المهرجان رد الاعتبار والكرامة لفن كناوة. وأضاف: «لم يكن أحد يتصور أنّ الفنان الكناوي الذي كان مهمشا ويمارس التسول بفنه، سيعتلي المنصات والخشبات ويرقى إلى المستوى الذي وصله اليوم بفضل المهرجان».
وقبل 6 سنوات التحق المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالركب، كشريك للمهرجان ومشرف على تنظيم المنتدى الفكري والثقافي الملحق به والموجه صوب أفريقيا. ويقول إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان: «اهتممنا بالمهرجان لعدة اعتبارات، منها طابعه الحقوقي إذ يهتم بلون ثقافي خاص بأقلية اجتماعية، ثم لكونه وسيلة لرد الاعتبار لهذه الثقافة وحمايتها وتكريمها وانفتاحه على العالم، وأخيرا للإقبال الذي يعرفه هذا الفن والنطاق الواسع لمحبيه من مختلف شرائح المجتمع المغربي».
وحول منتدى السنة الحالية الذي يترقب مشاركة نحو 20 متحدثا من مختلف أنحاء العالم، وأوضح اليزمي أنّه سيتمحور حول موضوع «الإبداع والسياسات الثقافية في عصر التكنولوجيا الرقمية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.