الإمارات تتفق مع الصين على استكمال «التجارة الحرة» مع دول الخليج

إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين في عدد من المجالات

وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني في بكين أول من أمس
وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني في بكين أول من أمس
TT

الإمارات تتفق مع الصين على استكمال «التجارة الحرة» مع دول الخليج

وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني في بكين أول من أمس
وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني في بكين أول من أمس

اتفقت الإمارات والصين على الدفع بخطوات استكمال اتفاقية التجارة الحرة بين بكين ومجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة، ومشاركة ثاني أكبر اقتصاد في العالم في «إكسبو 2020»، في الوقت الذي تم فيه توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين بشأن إنشاء لجنة تعاون مشتركة.
وأعرب الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي خلال لقاء عقد أول من أمس في العاصمة الصينية بكين، عن أمله في تحقيق تقدم على مستوى اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين، متمنياً إيجاد طريق «حرير» جديد يتحول من حلم إلى حقيقة ماثلة أمام الجميع.
في المقابل قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني، إن البلدين يدعمان سياسة تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وكلاهما أيضاً يدعوان إلى ترتيبات حرة وشفافة للتجارة الحرة الإقليمية، وأضاف: «سنعمل سوياً على زيادة التنسيق والتعاون حتى نتمكن من اختتام المفاوضات حول منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في وقت مبكر».
وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة القائمة بين الإمارات والصين، وما تشهده من تقدم وتطور في مختلف المجالات، منها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية والطاقة المتجددة، كما تم بحث السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها لما فيه خدمة المصالح المشتركة للبلدين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر تجاه عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً الأوضاع في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا.
وتسلم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان رسالة رسمية بمشاركة الصين في معرض «إكسبو دبي 2020»، وذلك من جيانغ زنغوي رئيس مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية، كما ترأس الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أعمال الدورة الأولى للجنة التعاون مع الصين.
وقال وزير الخارجية الإماراتي: «التعاون في قطاع الطاقة يشكل أحد الأركان الأساسية في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث وقعت شركة (أدنوك) في فبراير (شباط) 2017 اتفاقيتين لمنح حقوق امتياز في حقول النفط لكل من الشركة الصينية المحدودة للطاقة والشركة الوطنية الصينية للبترول، حيث نتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين في هذا القطاع المهم، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة». وأكد أن تحقيق الأهداف الاستراتيجية والتنموية لدول المنطقة، وتحقيق الاستقرار بالنسبة للمنطقة والمجتمع الدولي على حد سواء، يتطلبان بلا شك دوراً دبلوماسياً فاعلاً، لا تتوانى الإمارات عن القيام به ضمن رؤية قيادتها القائمة على تحقيق المنافع المشتركة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكداً أن خطر الإرهاب والتطرف تحدٍ يومي يستهدف استقرار دولنا وأمن المواطنين والمقيمين، ويهدد النظم الاقتصادية والاجتماعية.
وأشاد في مؤتمر صحافي عقد على هامش اللقاء بالعلاقات التجارية بين البلدين التي تجاوز حجمها أكثر من 50 مليار دولار في التجارة غير النفطية، مبدياً الطموح برؤية علاقات البلدين تصل إلى آفاق أبعد من ذلك، لا سيما أن الإمارات ليست أكبر ثاني سوق في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما هي أيضاً مركز رئيسي للوجيستيات والمال والأعمال والتجارة في المنطقة.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن «عدد السياح الصينيين إلى الإمارات زاد بنسبة 70 في المائة منذ قرار إعفاء المواطنين الصينيين من إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول المسبقة إلى الدولة»، وأضاف: «نتطلع لأن نرى مزيداً من المدارس الصينية في الإمارات يتم فيها تعليم اللغة الصينية لطلابنا، ونتطلع أيضاً إلى مشاركة متميزة للصين في معرض إكسبو 2020».
من جانبه قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني، إنه تم الاتفاق على تأسيس اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات والصين من قبل الرئيس شي جينبينغ وقيادة الإمارات كخطوة مهمة لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وزيادة والتعاون المتبادل لمصلحة البلدين.
وقال إن «الصين ستظل ملتزمة بالعمل على استقرار وتنمية منطقة الشرق الأوسط، ونحن ننظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك استراتيجي مهم، وسوف نعمل معاً من أجل السعي إلى تسوية لقضايا سياسية في الأماكن الملتهبة بالمنطقة»، معرباً عن تقدير الصين لالتزام دولة الإمارات بسياسة «الصين الواحدة». وأضاف: «أعربنا عن ارتياحنا للتعاون في مجال إنتاج واستكشاف ومعالجة وتكرير النفط بين البلدين، ونحن راضون عن مستوى التقدم، ونؤكد على أهمية مواصلة تسريع مسيرة التعاون في مجال تطوير النفط والغاز، وبناء الموانئ، وتطوير المناطق الصناعية، وغيرها من البرامج الاستراتيجية المهمة التي من شأنها تعزيز مجالات التعاون بيننا، وسنعمل على تعزيز الروابط المشتركة، ورفع مستوى الصناعات؛ حتى نتمكن من توفير قنوات دائمة لتعاوننا في المستقبل».



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.