تمثال فلاحة محمود مختار يثير معركة قضائية

بين المقتني الإماراتي الشيخ سلطان القاسمي و«دار سوذبيز» للمزادات

تمثال «على شط النيل» لمحمود مختار
تمثال «على شط النيل» لمحمود مختار
TT

تمثال فلاحة محمود مختار يثير معركة قضائية

تمثال «على شط النيل» لمحمود مختار
تمثال «على شط النيل» لمحمود مختار

تنظر المحاكم في بريطانيا في قضية فنية من الطراز الأول تدور بين دار مزادات شهيرة ومقتن فني معروف، وله تأثير واضح في منطقة الخليج العربي، وهو الشيخ سلطان سعود القاسمي، أما موضوع القضية فهو الاختلاف حول قيمة تمثال للمثّال المصري محمود مختار، وغموض المعلومات حول سنة صب تمثاله المعنون «على شط النيل» الذي اقتناه الشيخ سلطان القاسمي في أبريل (نيسان) 2016 من مزاد لـ«سوذبيز».
والشيخ سلطان القاسمي هو رائد أعمال وكاتب، وأيضا مؤسس مؤسسة برجيل الفنية التي تضم أضخم مجموعة من الأعمال الفنية من منطقة الشرق الأوسط.
وحسب مصدر مقرب من المؤسسة، فإن الشيخ سلطان القاسمي ابتاع التمثال من «سوذبيز» معتمدا على التوصيف في الكاتلوغ الخاص بالمزاد، الذي يشير إلى أن التمثال تم صبه في حياة مختار. ويشير المصدر إلى أن الخلاف مع الدار بدأ بعد أن طلبت المؤسسة من «سوذبيز» وثيقة بأصل التمثال من ورشة «سوس فوندير» بباريس، حيث صب التمثال. ويشير المصدر داخل المؤسسة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الخطاب أشار إلى أن سنة صب التمثال غير واضحة، مرجحة أن تكون 1939؛ وهو ما يختلف مع المعلومات التي نشرتها الدار في الكتالوغ الخاص بالمزاد.
عندما يثير أي عمل فني تساؤلات حول مصدره وسنة عمله عادة ينصرف الاهتمام إلى البائع، لكن هل على المشتري أن يجري الأبحاث والتحري؟ يقول محدثي: «عندما تفرض دور المزادات نسبة 25 في المائة فوق السعر الأصلي على القطعة الفنية، وعندما يقولون لك إنهم أجروا كل الأبحاث والتقصي، وعندما تجد شهادة ضمان في نهاية الكتالوغ الخاص بالمزاد تشير إلى أن أي خطأ في التوصيف، أو أي نقص في قيمة القطعة بعد شرائها فستقوم الدار بإعادة الثمن المدفوع، كل ذلك يدعو المشتري إلى الثقة».
يؤكد أن نقطة الاختلاف مع «سوذبيز» ليست هي أن العمل غير أصلي، بل إنه كان «موصفا في الكتالوغ بشكل خاطئ».
أسأل محدثي إن كانت المؤسسة تطلب دائما تقريرا حول الأعمال الفنية التي تشتريها، أم أن تمثال مختار كان حالة خاصة؟... يجيب: «ليس دائما، لكن الأعمال الفنية من الشرق الأوسط عامة من الصعب التوثق منها، وهو أمر طبيعي في منطقة تعاني اضطرابات وثورات وعدم استقرار؛ وهو ما يؤدي إلى خلل في التوثيق». غير أنه يشير أيضا إلى أن أعمال محمود مختار موثقة في الورشة الفنية بباريس. وفي التقرير الذي أرسلته الورشة إلى «سوذبيز»، ومن ثم إلى مؤسسة برجيل الفنية، تشير الوثيقة لنسخة التمثال بالرمز «1»، وهو الرمز نفسه المحفور على قاعدة التمثال، وحسب متحدث المؤسسة فإن الخطاب يشير إلى أن تلك النسخة تحديدا تم صبها في عام 1939، أي بعد وفاة مختار بأربعة أعوام.
التمثال إذن من أعمال مختار، ولا خلاف على ذلك، لكن الخلاف على سنة صنعه، وإذا ما كان تم صبه في حياة الفنان، وهو أمر حسب ما يشير محدثنا يهم مؤسسة برجيل جدا؛ فهي في المقام الأول لا تشتري أي عمل تم إنتاجه بعد وفاة الفنان، والجانب الآخر هو أن السعر عادة ينقص كثيرا في حالة الأعمال المنتجة بعد وفاة الفنان، وهو ما ينطبق على المنحوتات خاصة.
ومن خلال المخاطبات المتبادلة ما بين الشيخ سلطان القاسمي و«دار سوذبيز»، لم يتفق الطرفان، وتحول الأحاديث الودية إلى الجانب القانوني.
من جانبها، تشير «سوذبيز» إلى أنها لم تستطع التوصل إلى حل للخلاف رغم كل جهودها، وتضيف في بيان أرسلته لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أبدا أن نتسبب في عدم رضاء عميل نحترمه ونقدره عن خدماتنا، لكن في هذه الحالة فإننا ببساطة لم نستطع التوصل إلى حل للخلاف رغم مجهوداتنا». ويضيف البيان: «في مرحلة كتابة الكتالوغ تعمدنا استخدام كلمة (نحو) (جاء في الكاتلوغ أن صب التمثال كان في نحو العشرينات من القرن الماضي) من دون اقتراح تاريخ محدد. وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن التمثال تم صبه في حياة الفنان، حيث إن خمس من ست نسخ للتمثال تم صبها في حياة محمود مختار (1891 - 1934)، كما أن التمثال الذي باعته (سوذبيز) لا يحمل ختم البرونز الذي كان القانون الفرنسي يتطلب وضعه على كل التماثيل منذ عام 1935 وما بعدها».
وبالنسبة للتقرير الذي أصدرته الورشة الفنية بباريس، قالت الدار «الورشة الفنية حددت أن تعليقاتها حول العلامة على التمثال كان مجرد (فرض)، ومنذ ذلك الحين اقترحت الورشة نظريتين أو فرضين، الأول هو عدم وجود ختم البرونز على التمثال يدعم فكرة أنه صنع خلال حياة الفنان. الفرضية الأخرى تفترض أن الرمز (1) أو (I) على التمثال قد تشير إلى رقم القطعة لا إلى تاريخ صنعها». وبالاعتماد على المعلومات التي تلقيناها فليس من الممكن أن نصل إلى نتائج حول تاريخ القطعة اعتمادا على العلامة المنقوشة على التمثال.
وحول ما إذا كان صنع التمثال بعد وفاة الفنان يؤثر على سعره، قالت الدار لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني: «من وجهة نظرنا، وفي مثل هذه الظروف، فإن سلسلة من 6 تماثيل أنتجت بواسطة الورشة الفنية نفسها خلال حياة الفنان وبعد وفاته بوقت قصير، ستعد نسخا معتمدة في وقتها ولن يكون هناك فرق جوهري في القيمة».
ويتفق الطرفان على أن الأمر «محزن»، لكن الكرة الآن في ملعب المحكمة بلندن.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.