اغتالت حركة الشباب المتطرفة أمس، ضابطا أمنيا بالعاصمة الصومالية مقديشو، بعد يومين فقط على شن طائرات عسكرية، يعتقد أنها أميركية، غارة جوية على معسكر لحركة الشباب في بالقرب من مدينة عيل عدي جنوب الصومال.
وقالت الشرطة الصومالية، إن حركة الشباب المتشددة قتلت بالرصاص محمد عمر، وهو ضابط كبير في جهاز المخابرات الوطنية أمام منزله في مديرية شبس بالعاصمة مقديشو. وبحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، فقد اعتقلت قوات الأمن عددا من الأشخاص كانوا بالقرب من موقع الحادث. ولم تكشف قوات الأمن الحكومية أي تفاصيل حول الحادث، لكن ضابط الشرطة إبراهيم نور قال في المقابل إن ضابط المخابرات، الذي شارك في عمليات أمنية استهدفت الحركة، كان يجلس أمام منزله من دون حراسه الشخصيين عندما أطلق عليه مسلحون النار فأردوه قتيلا.
وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن عملية القتل، حيث نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية في الحركة، قوله: «نحن وراء قتل الجنرال محمد».
وأكد نور، المعطيات، مشيرا إلى أن المسلحين لاذوا بالفرار، وقال: «وصلت الشرطة وقوات الأمن لاحقا إلى موقع الجريمة للتحقيق ومطاردة المسلحين، ولم يكن برفقة الضابط (القتيل) أي حراس عندما قتل».
وتحدثت وسائل إعلام محلية صومالية عن سماع سكان مدينة عيل عدي دوي انفجارات كبيرة متتالية مساء أول من أمس، ونقلت عن ضباط بالجيش الصومالي وقوع غارة، لكنهم لم يقدموا تفاصيل إضافية. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن تلك الغارة الجوية. لكن مصادر صومالية قالت إنها تعتقد أن طائرات حربية أميركية نفذت هذه الغارة بالتنسيق مع الجيش الصومالي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد وافق الشهر الماضي على خطة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تمنح القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا صلاحيات بشن غارات جوية مكثفة ودقيقة، بهدف حرمان حركة الشباب من الملاذات الآمنة، بالإضافة إلى دعم القوات الصومالية والأفريقية في حربها ضد الحركة. وخلال العام الماضي نفذت القوات الأميركية 15 غارة بطائرات من دون طيار في الصومال ضد حركة الشباب، وفقا لإحصاءات غير رسمية، تحدثت أيضا عن مقتل قرابة 300 عنصر من مسلحي الحركة التي صعدت حملة تفجيرات دموية على الرغم من خسارتها معظم المناطق الخاضعة لسيطرتها في قتالها مع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، التي تدعم الحكومة الصومالية.
وجاءت هذه التطورات فيما تسعى الحكومة الصومالية التي يترأسها حسن خيري إلى إعادة بناء وتأهيل الجيش الوطني، ودعم المؤسسات الأمنية الحكومية لمواجهة التهديدات المتصاعدة من حركة الشباب. وقال خيري، في اجتماع عقده مساء أول من أمس، إنه من المنتظر أن يصل عدد الجنود إلى 18 ألف مقاتل، فيما قال وزير الدفاع إن الدول الصديقة للصومال تعهدت بدفع رواتب الجنود.
وتسعى حكومة خيري لبناء قوات عسكرية وأمنية محترفة لتقليل الاعتماد على قوات حفظ السلام الأفريقية، التي تساهم في مكافحة عناصر حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
إلى ذلك، عقد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، الذي يزور العاصمة التركية أنقرة، اجتماعا أمس مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في خامس زيارة خارجية يقوم بها فرماجو منذ تسلمه السلطة في شهر فبراير (شباط) الماضي.
وشارك فرماجو في الاجتماع الأول لوزراء زراعة أفريقيا وتركيا، ومنتدى الأعمال الزراعية، في ولاية أنطاليا. كما التقى رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان.
وعقب التوقيع على مذكرة تفاهم مع تركيا في مجالات التنمية الاقتصادية والتبادل الثقافي، أشاد فرماجو بالدعم والمساندة المستمرة التي تمنحها الحكومة التركية للصومال.
ومن المنتظر أن يزور فرماجو العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في أعمال مؤتمر دولي الصومال سيعقد في الحادي عشر من الشهر المقبل، وذلك بحضور مسؤولين من دول شرق أفريقيا، والدول المانحة، وضيوف شرف، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإنسانية الدولية.
من جهتها، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن حكما بالسجن مدى الحياة صدر في حق رجل صومالي عمره 31 عاما لضلوعه في أعمال قرصنة، وتهم أخرى فيما يتصل بهجوم على سفينة للبحرية الأميركية قبل نحو سبع سنوات. وقالت الوزارة في بيان إن محمد فرح عوقب أول من أمس بالسجن مدى الحياة لدوره في الهجوم، مضيفة أن 5 صوماليين آخرين حوكموا بالفعل، وأدينوا بسبب أدوارهم في الهجوم ويقضون عقوبات بالسجن.
وكانت سفينة الإنزال الأميركية «أشلاند» تشارك في عمليات لمكافحة القرصنة قبالة ساحل جيبوتي في أبريل (نيسان) عام 2010 عندما تعرضت لإطلاق نار من قراصنة على متن قارب. وقالت البحرية الأميركية إن «أشلاند» أطلقت رصاصتين من مدفع عيار 25 ملليمترا على القارب، مما أدى إلى اشتعال النار فيه، وأجبر القراصنة على القفز منه، بينما تم إنقاذ القراصنة الستة وتسليمهم لاحقا إلى السلطات.
غارات أميركية على «الشباب»... واغتيال ضابط في مقديشو
فرماجو يلتقي الرئيس التركي في خامس زيارة خارجية له
غارات أميركية على «الشباب»... واغتيال ضابط في مقديشو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة