السودانيون كغيرهم من الشعوب مولعون بمتابعة أنواع المباريات الرياضية وفي طليعتها كرة القدم، وتليها الكرة الطائرة، ثم كرة السلة، ويبلغ ولع البعض منهم مرحلة «الهستيريا».
وعلى الرغم من الاضطرابات السياسية والانقسامات التي يشهدها هذا البلد، فإن الرياضة تجمع شعبه، فمباريات «هلال - مريخ» أكبر الأندية الرياضية في البلاد، تلغي الحدود بين دولة جنوب السودان المستقلة عن السودان.
انطلاقاً من الولع في الرياضة، نظمت بعثة «يوناميد» لحفظ السلام في دارفور أخيراً، سلسلة مباريات في «الكرة الطائرة»، تهدف لدعم السلم الاجتماعي وإشاعة «الروح الرياضية» بين السودانيين. وهذا العشق لمتابعة المباريات الرياضية يعد عامل توحيد وتذويب للتوتر بين الفرقاء في البلاد، فجمهور الرياضة متسامح ولا تتعدى «مناكفاته» حدود المزاح. وهذا ما استثمرته بعثة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، المعروفة اختصاراً بـ«يوناميد»، بتنظيم مسابقة رياضية في «كرة الطائرة»، في مقرها الرئيسي بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، شارك فيها فريق مكون من أفراد البعثة، ضد فريق «البرج» المحترف الذي يلعب في الدوري السوداني.
وشهدت ملاعب البعثة وقائع المباراة المثيرة التي تشبه «هلال/ مريخ»، لكون الفريقين يرتديان «الزي الأزرق» وهو لون شعار فريق الهلال الخرطومي، وفي الوقت نفسه لون «الأمم المتحدة»، ويطلق على العاملين في بعثات حفظ السلام من رجالها «ذوي البيريهات الزرقاء»، ومن الجانب الآخر، فإن فريق «البرج» كان يرتدي اللون «الأحمر الفاقع»، وهو شعار نادي المريخ الخرطومي، ولا يعرف ما إن كان الأمر مجرد مصادفة أم أن «ترتيباً» قضى بهذه الألوان.
ووزع إعلام «يوناميد» صوراً للمباراة التي شهدتها المدينة أول من أمس، وذلك ضمن رسالة يومية درج على إرسالها لوسائل الإعلام تحمل عنوان «صورة اليوم»، تُوثق فيها أنشطة البعثة الاجتماعية والثقافية والإنسانية، وجاء في «كابشن» الصورة: «أفراد من قوات حفظ السلام التابعة لليوناميد بالفانيلات الزرقاء في مباراة للكرة الطائرة مع فريق (البرج)، وهو فريق دارفوري محترف يلعب في الدوري السوداني». وذكرت الرسالة أن الحدث جرى أخيراً في مقر البعثة في الفاشر، باعتباره جزءاً من مسابقة تضمنت 12 مباراة، نظمتها البعثة.
وأوضحت البعثة أنّ المباريات التي نظمتها تعد ضمن دعمها للأنشطة السلمية، وقالت: «المباراة كانت تماشياً مع دعمها المستمر للأنشطة السلمية بين المجتمعات المحلية في دارفور».
وخسر فريق «البيريهات الزرقاء» نتيجة مباراته مع «البرج» بزيه الأحمر، مما يعني عند جمهور الرياضة السودانية، الذين يشجعون لون فريقهم، أن «المريخاب الحمر» - نسب للمريخ - انتصروا على «الهلالاب الزرق» - نسب إلى الهلال، وفارق اللون وحده كفيل بتوفير الدعم من مشجعي «الأحمر» في كل البلاد، على أن المجتمع المحلي انتصر بإقامة المباراة.
ونظم المنافسة الرياضية «قسم الشؤون المدنية» أحد مكونات «يوناميد»، ويعمل على دعم تفويض البعثة في مراقبة وتسهيل عملية السلام بين المجتمعات المحلية، وبناء الثقة وإدارة الصراع ودعم المصالحات وفض النزاعات باتجاه سلام دائم ومستدام، عن طريق التواصل المباشر مع السكان، وتقديم الدعم العملي لنشاطات المجتمع.
وتكونت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لعمليات السلام في دارفور في 31 يوليو (تموز) 2007، بقرار مجلس الأمن الدولي 1769 تحت الفصل السابع، وظل تفويضها يجدد سنوياً. وتعد أكبر بعثة حفظ سلام أممية، ويبلغ عددها قرابة 20 ألفاً من الجنود ورجال الشرطة والإداريين والموظفين المدنيين. وتجري مباحثات بين الأمم المتحدة والحكومة السودانية لوضع استراتيجية «خروج» للبعثة، على خلفية تحسن الأوضاع الإنسانية في الإقليم الذي ظل يشهد حرباً بين القوات الحكومية ومسلحين متمردين منذ 2003.
رجال «يوناميد» يلاعبون فريق «البرج» للكرة الطائرة في دارفور
أصحاب «البيريهات الزرقاء» يخسرون اللعبة وينتصرون للسلام
رجال «يوناميد» يلاعبون فريق «البرج» للكرة الطائرة في دارفور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة