في وقت وجه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رسالة للمصريين أمس قال فيها إنه «سيأتي إلى القاهرة (أم الدنيا) كصديق ورسول سلام»، مضيفاً أن «عالمنا الممزق من العنف الأعمى الذي ضرب أيضاً قلب مصر يحتاج للسلام وللمحبة وللرحمة، ويحتاج لصانعي السلام»؛ تنطلق اليوم (الأربعاء) في القاهرة الجلسة الثانية من الحوار بين مجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومجلس الكنائس العالمي، وذلك في إطار الجولة الخامسة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، وذلك قبل ساعات من زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة لمصر يومي الجمعة والسبت المقبلين.
وتنعقد هذه الجولة من الحوار مع مجلس الكنائس العالمي تحت عنوان «دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك»، وذلك بحضور أعضاء مجلس حكماء المسلمين، وأعضاء مجلس الكنائس العالمي والأمين العام لمجلس الكنائس القس الدكتور أولاف فيكس.
ويذكر أن مُبادرة الحوار بين حكماء الشرق والغرب انطلقت في يونيو (حزيران) عام 2015 بمدينة فلورنسا الإيطالية بهدف نشر التعايش والسلام، فيما احتضنت باريس الجولة الثانية من هذا الحوار الذي انعقدت ثالث جولاته في مدينة جنيف بسويسرا مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي الجولة الرابعة من الحوار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
وقالت مصادر مطلعة في المشيخة إن «هذه الجولة من الحوار سوف تطرح الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها آليات تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك، ودور القادة الدينيين في نشر قيم التعايش والتسامح... كما ينظم مجلس الكنائس العالمي زيارة لمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، وذلك للاطلاع على الجهود التي يقودها الأزهر الشريف في مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة».
في السياق ذاته، ينطلق «مؤتمر الأزهر العالمي للسلام» غداً الخميس في القاهرة، بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم، في مقدمتهم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي من المقرر أن يلقي كلمة في ختام المؤتمر يوم الجمعة المقبل، عقب زيارته الرسمية لمقر مشيخة الأزهر بالدراسة بالقاهرة.
ويُوجه المؤتمر رسالة مشتركة للعالم كله بأن رموز وممثلي الأديان المجتمعين في رحاب الأزهر يُجمعون على الدعوة إلى السلام بين قادة الأديان وكل المجتمعات الإنسانية، ويُؤكدون انطلاقاً من الثقة المتبادلة بينهم، على دعوة أتباع الأديان للاقتداء بهم، والعمل بهذه الدعوة يداً واحدة من أجل نبذ كُل أسباب التعصب والكراهية، وترسيخ ثقافة المحبة والرحمة والسلام بين الناس.
وأعرب البابا فرنسيس في رسالة مصورة بثت أمس، عن أمله في أن تكون زيارته مساهمة للحوار بين الأديان مع العالم الإسلامي، والحوار المسكوني مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المباركة والمحبوبة.
وقال البابا: «إنني سعيد حقاً أن آتي كصديق، وكمرسل سلام، وكحاج إلى الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة عند هربها من تهديدات الملك هيرودس... يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة». ووجه البابا الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، متمنياً أن تكون هذه الزيارة بمثابة عناق تعزية وتشجيع لجميع مسيحيي الشرق الأوسط، ورسالة صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة، ورسالة أخوة ومصالحة بين جميع أبناء إبراهيم، وبصفة خاصة، مع العالم الإسلامي الذي تحتل مصر فيه مكانة رفيعة».
وأكد فرنسيس أن «عالمنا الممزق من العنف الأعمى الذي ضرب أيضاً قلب مصر، يحتاج للسلام وللمحبة وللرحمة. إنه يحتاج لصانعي السلام ولأشخاص أحرار ومحررين. كما يحتاج لأشخاص شجعان يعرفون كيف يتعلمون من الماضي ليبنوا المستقبل، من دون أن ينغلقوا في الأحكام المسبقة؛ إنه يحتاج إلى بناة جسور للسلام والحوار والأخوة والعدل والإنسانية».
وقالت المصادر المطلعة نفسها إن «مؤتمر السلام سوف يؤكد في المقام الأول على نبذ الكراهية والعنف وأي شعور عدائي تجاه الآخر، وتأكيد أن القيادات الدينية في العالم سوف تعمل سوياً من أجل الوقوف في وجه الإرهاب، واتخاذ ما يلزم من أساليب ووسائل لدحره والقضاء عليه، فضلاً عن تضافر الجهود لأن يسود السلام في العالم، في إطار القضاء على أي معوقات تعترض تحقيق هذا السلام».
الجولة الخامسة للحوار مع مجلس الكنائس العالمي تنطلق اليوم بالقاهرة قبل زيارة بابا الفاتيكان
فرنسيس: عالمنا الممزق من العنف الأعمى يحتاج للمحبة وللرحمة وصانعي السلام
الجولة الخامسة للحوار مع مجلس الكنائس العالمي تنطلق اليوم بالقاهرة قبل زيارة بابا الفاتيكان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة