أزمة دبلوماسية بين المغرب وفنزويلا بسبب قضية الصحراء

أزمة دبلوماسية بين المغرب وفنزويلا بسبب قضية الصحراء
TT

أزمة دبلوماسية بين المغرب وفنزويلا بسبب قضية الصحراء

أزمة دبلوماسية بين المغرب وفنزويلا بسبب قضية الصحراء

ندد المغرب بانتهاك الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فنزويلا، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مظاهرات شعبية في البلاد.
وذكر بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مساء أول من أمس، أن «المملكة المغربية تتابع ببالغ القلق الوضع الداخلي بجمهورية فنزويلا البوليفارية»، وتأسف لكون المظاهرات السلمية التي شهدتها فنزويلا هذا الأسبوع خلفت كثيرا من الضحايا، بما في ذلك تسجيل وفيات وسط الشباب الذين شاركوا في هذه المظاهرات.
وأبرز البيان أن «المظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا هي نتيجة للتدهور العميق للوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد»، موضحا أن «هذه الوضعية لا تتناسب مع الموارد المهمة من المحروقات التي يزخر بها البلد، والتي تظل للأسف تحت سيطرة أقلية أوليغارشية في السلطة».
وسجل البيان أن «المواطنين الفنزويليين يجدون أنفسهم محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، مثل التطبيب والتغذية، والولوج إلى الماء الشروب والخدمات الاجتماعية الأساسية».
وخلص إلى أن «المملكة المغربية إذ تندد بشدة بانتهاك الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد، فإنها تدعو الحكومة الفنزويلية إلى التدبير السلمي لهذه الأزمة واحترام التزاماتها الدولية».
وكان عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، قد أعرب عن الأسف لكون فنزويلا، البلد الأكثر غنى في أميركا الجنوبية، يحكم على شعبه بالفقر بسبب استيلاء الأوليغارشية الديكتاتورية التشافيزية على ثرواته.
وانتقد هلال بشدة سفير فنزويلا، عندما طالب هذا الأخير، خلال النقاش الذي جرى الثلاثاء الماضي بمقر الأمم المتحدة، حول تمويل أهداف التنمية المستدامة، بأن يتم أخذ «الأراضي المحتلة»، كفلسطين والصحراء المغربية، بعين الاعتبار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، معربا عن الأسف لأن يتم إخضاع «سكان البلد الأكثر غنى في المنطقة بنفطه وغازه للفقر والبؤس، بسبب استيلاء الأوليغارشية الديكتاتورية التشافيزية على ثرواته الوطنية». وقال في هذا الصدد: «لكن الأكثر مأساوية هو أن الأطفال الفنزويليين يبحثون عن طعامهم في قمامات الأزبال».
ولاحظ هلال أن الدعوة التي أطلقها الرئيس مادورو للحصول على مساعدة إنسانية من الأمم المتحدة، في وقت تزخر فيه البلاد بموارد النفط والغاز، تمثل إقرارا بفشل نظامه، ودليلا على إفلاس حكومته، وخصوصا دبلوماسيته، مضيفا أنه «في الوقت الذي لا يجد فيه شعبه الأدوية للتداوي، ولا الأطعمة للغذاء، ولا الحليب لإطعام الرضع، زد على ذلك إقدام الحكومة على إغلاق المدارس لتوفير الكهرباء، يسمح سفيرها بنيويورك لنفسه بالتجول في طائرتيه الخاصتين بالولايات المتحدة وبلدان الكاريبي».
وشدد هلال على أنه لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة في غياب الديمقراطية، ودون احترام حقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون، مؤكدا أن الديكتاتورية والمجاعة تلحقان العار بهذا البلد الكبير بأميركا اللاتينية، وأنه لا يمكن تحقيق أي تنمية مستدامة في ظل الديكتاتورية التشافيزية الحالية.
ودعا السفير هلال زميله الفنزويلي بشكل مباشر إلى التحلي بالتواضع؛ لأنه لا يمكنه أن يعطي دروسا للمغرب في وقت يقوم فيه نظامه بتجويع شعبه، وإطلاق النار يوميا على المتظاهرين السلميين، الذين يتطلعون فقط للديمقراطية والكرامة، والغذاء للبقاء على قيد الحياة.
وفي معرض رده، تساءل السفير هلال مستغربا، ما إذا كان ممثل فنزويلا قد أخطأ الاجتماع أو الأجندة، في إشارته إلى الصحراء المغربية. وحرص هلال على أن يوضح له أن المغرب لم ينتظر المصادقة على أهداف التنمية المستدامة لإطلاق نموذج للتنمية المستدامة في الصحراء بموازنة قدرها 7 مليارات دولار، مضيفا أن معدل الاستثمارات بهذه المنطقة يضمن لها تحقيق تنمية مستدامة بانخراط ومشاركة جميع مكونات ساكنتها، مؤكدا أن «الحال ليس كذلك بالنسبة لفنزويلا، آخر ديكتاتورية في أميركا اللاتينية».
وسجل هلال أنه في «الصحراء المغربية يتوفر الرجال والنساء والأطفال على كل ما يحتاجون إليه، ولا يعبرون الحدود للحصول على المواد الغذائية، كما هو الحال في فنزويلا حاليا».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.