التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أمس، بأسر وأقارب ضحايا تفجير كنيسة «مار جرجس»، داخل مطرانية طنطا (دلتا مصر)، وقدم لهم العزاء في أبنائهم الأبرياء الذين راحوا ضحية الإرهاب يوم «الأحد الدامي».
في حين احتفل المسيحيون بعيد القيامة، أمس، وسط حراسة أمنية مشددة على أبواب ومداخل الكنائس التي خيمت عليها الأحزان، بسبب تزامن العيد مع مرور أسبوع من الحزن والحداد على ضحايا تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية، الأحد الماضي. يأتي هذا في وقت قضت فيه محكمة مصرية بالسجن المشدد على خطيب مسجد رسمي، بتهمة التحريض على العنف في محافظة قنا (التي تورط عدد من أبنائها في حادثي تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية).
ورأس تواضروس قداس عيد القيامة، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية (المقر البابوي)، الليلة قبل الماضية، دون أن يشكر الحضور بأسمائهم، كما كان معتاداً كل عام، احتراماً للحداد على الضحايا. وحضر القداس عدد من كبار المسؤولين في الحكومة والوزراء.
وهنأ البابا تواضروس المسيحيين بعيد القيامة، موجهاً التهنئة لكل الأقباط في أفريقيا وأوروبا وكندا وأورشليم وقارة أستراليا وأميركا الشمالية واللاتينية، قائلاً: «نحن في داخلنا مرارة شديدة تجاه أحداث الأسبوع الماضي التي لم تعرفها مصر من قبل، تألمنا وما زلنا نتألم بسببها كثيراً».
وأضاف البابا: «نجتمع، ونحتفل، ونشكر كل الحضور الذين شاركوا الكنيسة في آلامها وفرحها. واعتدنا كمصريين أن نتشارك في الأفراح والأحزان. كل أهل مصر قدموا لنا التعازي والتهنئة»، مؤكداً أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقدمة الذين قدموا العزاء للكنيسة.
وأعلنت وزارة الداخلية في مصر حالة الاستنفار القصوى في ربوع البلاد كافة، لتأمين المنشآت الحيوية والكنائس، وأغلقت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (وسط القاهرة) أبوابها لأول مرة يوم العيد، أمس، ولم تستقبل المهنئين بالعيد أو المُعزين في ضحايا كنيستي «مار جرجس والمرقسية»، وكذلك بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر أمنية إنه «تم تشديد الحراسة على كل المنشآت الحيوية، خصوصاً الكنائس، وجرى نشر ما يقرب من 140 ألف ضابط ومجند لتأمين الكنائس في ربوع البلاد»، مضيفة: «تم تكليف خبراء المفرقعات بتعقيم وتمشيط الكنائس دورياً، وتخصيص حرم آمن لكل منها بمساحة 400 متر، بمناسبة عيد القيامة وعيد الربيع، اليوم (الاثنين)».
من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات قنا، أمس، بالسجن المشدد 5 سنوات على إمام وخطيب مسجد بوزارة الأوقاف في قنا، بتهمة الترويج لأفكار تدعو للعنف واستعمال القوة والإرهاب لهدم نظم الدولة.
وتعود الواقعة إلى أبريل (نيسان) عام 2016، عندما استخدم الخطيب، الذي يعمل في مديرية أوقاف قنا، صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في ترويج للأفكار والمعتقدات التي تدعو إلى استخدام العنف، لهدم نُظم الدولة الأساسية، وتغيير مبادئ الدستور باستعمال القوة والإرهاب.
في حين داهمت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، أمس، منطقة المقابر لضبط العناصر المتورطة في حادثي تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، وعددهم 13 هارباً. وقالت المصادر الأمنية إن تشكيلات أمنية مشطت منطقة المقابر المجاورة لمنازل المتهمين، مضيفة أن عمليات البحث والمراقبة مستمرة حتى ضبط المتهمين، وأن أجهزة الأمن بدأت في توسيع دائرة الاشتباه للوصول للجناة.
ومن جهته، قرر المستشار خالد ضياء الدين، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا في مصر، حبس 3 متهمين من عناصر الخلية الإرهابية المتهمة في أحداث تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية، لاتهامهم بالاشتراك في تنفيذ تفجيري كنيسة مار جرجس والكنيسة المرقسية، وكمين النقب بمحافظة الوادي الجديد، 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
وكانت النيابة قد أسندت إلى المتهمين تهماً بالانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والدعوة إلى تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه والاعتداء على مؤسسات الدولة، واستباحة دماء المواطنين المسيحيين، ودور عباداتهم، واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة بغرض إسقاط الدولة، والإخلال بالنظام العام.
تواضروس يلتقي أسر ضحايا تفجير كنيسة طنطا... والمقر البابوي يُغلق أبوابه لأول مرة في وجه المهنئين
محكمة مصرية تقضي بالسجن المشدد على خطيب مسجد بتهمة التحريض على العنف في قنا
تواضروس يلتقي أسر ضحايا تفجير كنيسة طنطا... والمقر البابوي يُغلق أبوابه لأول مرة في وجه المهنئين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة