أوباما والصحافيون: بدلا عن أسئلة وأجوبة.. نكات لاذعة وربما أكثر

استعان بمستشارين ومساعدين في البيت الأبيض وبفكاهيين متطوعين

أوباما يلقي كلمة في حفل رابطة صحافيي البيت الأبيض (رويترز)،   الفنانة الكولومبية صوفيا فيرغارا مع ضيف في الحفل،  المذيعة باربرا والترز والممثلة جولينا مارغوليس وزوجها في البيت الأبيض
أوباما يلقي كلمة في حفل رابطة صحافيي البيت الأبيض (رويترز)، الفنانة الكولومبية صوفيا فيرغارا مع ضيف في الحفل، المذيعة باربرا والترز والممثلة جولينا مارغوليس وزوجها في البيت الأبيض
TT

أوباما والصحافيون: بدلا عن أسئلة وأجوبة.. نكات لاذعة وربما أكثر

أوباما يلقي كلمة في حفل رابطة صحافيي البيت الأبيض (رويترز)،   الفنانة الكولومبية صوفيا فيرغارا مع ضيف في الحفل،  المذيعة باربرا والترز والممثلة جولينا مارغوليس وزوجها في البيت الأبيض
أوباما يلقي كلمة في حفل رابطة صحافيي البيت الأبيض (رويترز)، الفنانة الكولومبية صوفيا فيرغارا مع ضيف في الحفل، المذيعة باربرا والترز والممثلة جولينا مارغوليس وزوجها في البيت الأبيض

في العشاء السنوي الذي تقيمه رابطة الصحافيين الذين يغطون البيت الأبيض، تبادلوا مع الرئيس باراك أوباما، ليس عاصفة من الأسئلة والأجوبة، لكن نكاتا لاذعة. هذه عادة سنوية. غير أن نكات عشاء ليلة السبت الماضي كانت أكثر لذاعة.
كعادته (وكعادة رؤساء قبله) استعان أوباما بمستشارين ومساعدين في البيت الأبيض، وبفكاهيين متطوعين (ديمقراطيين طبعا)، لأن كثيرا من النكت لم تكن فقط عن الصحافيين، ولكن، أيضا، عن قادة الحزب الجمهوري (حضر بعضهم العشاء).
في الجانب الآخر، استعان الصحافيون بالنجم الفكاهي التلفزيوني جول ماكهيل. يمكن أن يوصف ماكهيل بأنه «غير دبلوماسي» في كثير من نكاته في التلفزيون. ورغم أنه حاول أن يكون «دبلوماسيا» أمام أوباما، فإنه قال نكتا يمكن أن تعتبر جارحة (إن لم تكن عنصرية). وفي كل الأحوال، كان أحسن «مقاوم» بالنيابة عن الصحافيين أمام «هجوم» البيت الأبيض الذي شمل (بالإضافة إلى خطاب أوباما) عروضا بالفيديو وصورا.
بل، أثناء الحفل، أمر أوباما بعزف موسيقى «هيل تو ذا تشيف» (التحية للرئيس)، التي تعزف كلما دخل الرئيس حفلا رسميا. وقال أوباما «أريد أن يعرف الجميع من الرئيس هنا». قال ذلك ردا على نكتة فيها إشارة إلى رئيس اتحاد صحافيي البيت الأبيض، وأن رئيسة سوف تخلفه (مع غمزة تقصد هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، ووزيرة الخارجية في رئاسة أوباما الأولى، والتي يتوقع أن تترشح، وربما ستفوز، بالرئاسة في انتخابات عام 2016).
بدا أوباما «الهجوم». وكان ذا ثلاث شعب: على الصحافيين، وعلى الجمهوريين، وعلى نفسه. وقال «عادة أبدأ أنا هذا العشاء بعدد قليل من النكت عن نفسي. لكن، بعد أن دمرت نفسي في عشاء العام الماضي، لم يبق فيها شيء أدمره». وضحك، وضحكت القاعة. وقال «دمرت نفسي حتى أعتذر الذين صوتوا معي لميت رومني (مرشح الحزب الجمهوري الذي هزمه أوباما في انتخابات عام 2012)».
وتندر أوباما على «أوباما كير» (برنامج التأمين الصحي لكل الأميركيين، والذي هو صاحبه من قبل أن يصير رئيسا. حتى نجح في إصدار قانونه من الكونغرس، وبدأ ينفذه في العام الماضي). تندر أوباما «هل تعلمون أن بداية أوباما كير لم تكن ناجحة؟»، وضحكت القاعة لأن البداية، حقيقة، لم تكن ناجحة.
ثم أمر أوباما الفنيين والسينمائيين الذين أحضرهم معه من البيت الأبيض (ليعرضوا صورا وفيديوهات مضحكة) بأن يعرضوا ما سماه أوباما «الفيلم الذي تفوق عليه فيلم (أوباما كير)». وعرضوا على الشاشة العملاقة في القاعة الكبيرة ملصقا لفيلم «فروزين» (المتجمد). وضجت القاعة بالضحك. وتندر أوباما مرة أخرى على برنامجه الصحي، عندما حدث عطل فني (متعمد) في عرض فيديو. وطلب أوباما مساعدة «أي خبير في القاعة». وجاءت كاثلين سيبيليوس، وزيرة الصحة والرعاية الاجتماعية السابقة (أشرفت على تنفيذ البرنامج. وواجهت نقدا عنيفا عندما حدثت المشاكل. واستقالت في وقت لاحق بسبب ذلك). وحياها أوباما «أنت الخبيرة المنتظرة».
وتندر أوباما على جون بوينار، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، ومن كبار منتقدي أوباما. وقال «لا ينتقد الجمهوريون اللون الأسود فقط، ولكن، أيضا، اللون الأبيض» (يشير هذا إلى أن جمهوريين يمينيين صاروا ينتقدون بوينار بأنه لا يتشدد ضد أوباما). وتندر أوباما على الصحافيين، خاصة صحافيي تلفزيون «فوكس» اليميني، الذي لا يتوقف عن الهجوم عليه. قال أوباما «ماذا سيفعل تلفزيون (فوكس) بعد أن أخرج من البيت الأبيض؟ كيف سيهاجمون هيلاري كلينتون؟ هل سيقولون إنها ولدت في كينيا؟» (إشارة إلى اتهامات في تلفزيون «فوكس» بأن أوباما ولد في كينيا، وطن والده. ولهذا، خرق الدستور الأميركي عندما ترشح للرئاسة. لأن الدستور يمنع المولود في بلد أجنبي من الترشح).
وتندر أوباما على تلفزيون «سي إن إن» (ليبرالي)، خاصة التغطية المستمرة والمكثفة للطائرة الماليزية التي اختفت الشهر الماضي. وصار واضحا أن «سي إن إن» وجدت الموضوع مثيرا، ويسترعي انتباه كثير من المشاهدين الذين يتابعون البحث عن الطائرة. وقال أوباما «ها أنا أرى في آخر القاعة مراسلي «سي إن إن» يبحثون عن مكان جلوسهم». وقال «لقد عدت لتوي من ماليزيا. ولكم أن تتخيلوا المسافة التي يتعين على الشخص أن يقطعها لكي يحظى بتغطية (سي إن إن)».
ثم جاء دور الصحافيين. في الحقيقة، جاء دور الممثل الفكاهي ماكهيل. كانت كل جملة قالها ربما نكته لاذعة. وقبل أن يتندر على أوباما، تندر على سياسيين جمهوريين (هو ديمقراطي). تندر على كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي الجمهوري. وقال إنه واجه مشاكل مع مواطني الولاية بسبب عراقيل في الطرق والكباري، وأن وظيفته هي أن ينصح المواطنين بوضع حزام الأمان عندما يقودون سياراتهم. وأضاف «غير أن كريستي يحتاج إلى حزامين» (إشارة إلى أن كريستي بدين جدا).
وعن أوباما، قال الممثل الفكاهي «أعرف أن نكته أحسن من نكتي. أعرف أنه خبير في ذلك. وأتذكر أول نكتة قالها عندما دخل البيت الأبيض قبل خمس سنوات. قال إنه يريد إغلاق سجن غوانتانامو». وتندر على صمت أوباما على عمليات طائرات «درون» التي تقتل الإرهابيين في اليمن وباكستان وأفغانستان والصومال. لكن، لأن الموضوع حساس (لا يتحدث عنه الأميركيون كثيرا، وكأنه سر، أو غير صحيح) كانت النكتة تعليقا أكثر منها نكتة. بل، قوبلت بصمت. في كل الأحوال، أوضح الممثل أنه مع حملة جديدة يقودها كثير من الممثلين، والفنانين، والمغنين والرسامين، ضد عمليات «درون».
لهذا، قال وولف بلتزر، مراسل تلفزيون «سي إن إن»: «كانت بعض نكت ماكهيل على طرف الهاوية». وقال صحافي في تلفزيون «إن بي سي»: «كانت بعض النكت سخيفة». وصار واضحا أن بعض النكت كان لاذعا جدا، وربما مسيئا. وليس فقط على سياسات أوباما، ولكن، أيضا، على لونه. تندر ماكهيل «ها هو أسود (أوباما)، من حي فقير في مدينة (شيكاغو)، يعيش عالة على الحكومة. يسكن في منزل بدعم حكومي (البيت الأبيض). بل أحضر زوجته وابنتيه، بل أم زوجته، يأكلن ويشربن على حساب دافع الضرائب الأميركي». وتندر «كبر أوباما في السن، وصار مثل مورغان فريمان (ممثل أسود). لكن، مورغان مثل دور رئيس (أسود)».
غير أن نكت ماكهيل القاسية لم تكن فقط عن أوباما. فقد ضحك على الكنديين في نكتة عن المغني الكندي الشاب جاستن بيبر (اعتقل في فلوريدا). وضحك على نانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، وكانت وسط الحاضرين. ثم نظر إليها، وقال «أعتقد أن نكتتي لم تعجبها».
وتندر على هيلاري كلينتون. وقال إنها، إذا ترشحت وفازت بالرئاسة «ستوفر الخزينة الأميركية ثلث راتبها» (إشارة إلى أن متوسط راتب المرأة الأميركية ثلثا راتب الأميركي). وتندر على الممثلة كيم كارداشيان (لأن زوجها أسود). ومرة أخرى، بدا وكأنه يتعمد نكاته عن السود.
لكن، كعادته، تقبل أوباما النكت، وضحك لها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.