السوداني وليد النقر يستغل معركته مع السرطان لزرع الأمل

حوّل مرضه بإرادة حديدية إلى «حملة تنوير شاملة»

وليد النقر
وليد النقر
TT

السوداني وليد النقر يستغل معركته مع السرطان لزرع الأمل

وليد النقر
وليد النقر

قد لا تظنه مريضاً، فروحه الوثابة وحب أصدقائه وزوجته وعائلته والخير الكبير الذي لم يمنعه المرض عن القيام به، أسهمت جميعها في اقتراب نصره على السرطان، وحسم معركته الجسورة مع المرض الوبيل، بل إنه حول معركة تعافيه الشخصية إلى «حملة شرسة» لمقاومة السرطان.
اجتمع في الخرطوم نشطاء وأطباء وصحافيون حول الناشط المدني والمدافع الحقوقي وليد النقر ليعلنوا تحت قيادته، حرباً لا هوادة فيها على المرض، وأجمعوا على تسخير المعرفة والتنوير والتثقيف وتطوير النظام الصحي في البلاد كأسلحة في معركتهم تلك.
فوجئ وليد النقر بإصابته بسرطان القولون في المرحلة الثالثة، بعد فترة قليلة من تجربه «زواجه المثيرة، وغير التقليدية»، لكنه لم يستسلم ولم ييأس، وقرر خوض معركة حقيقية بروح قوية وإرادة أبطال، ولم يكتف بحربه الخاصة، بل قرر توظيفها لمحاربة المرض. بدأ بعد عام من إصابته بنشر تجربته، عبر الوسائط ومنصات التواصل الاجتماعي، بل وعبر الاتصال المباشر وإقامة المنتديات، للتنوير والتوعية بالمرض وبأهمية الكشف المبكر والنشاط في الجمعيات التطوعية المتعلقة بالمرض، بل والعمل على تطوير النظام الصحي في البلاد، التي أصبح المرض ينتشر فيها بنسب مروعة.
وأظهرت إحصاءات بداية العام الجاري ارتفاعاً كبيرة في نسبة الإصابات بالسرطان في السودان، البلد الذي يعاني قطاعه الطبي والعلاجي من شح الموازنات، والتدخلات السياسية، وقلة الأجهزة التشخيصية والعلاجية.
وذكر وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة في مارس (آذار) الماضي، أن حالات الإصابة بالمرض في السودان تتراوح بين (11 - 13) ألف حالة سنوياً في السودان. واعترفت السلطات الطبية المختصة بالصعوبات التي تواجه مرضى السرطان، وخاصة قوائم الانتظار الطويلة لتلقي العلاج.
وصنفت دوائر طبية متخصصة ولاية الجزيرة بوسط البلاد بأنها الأعلى في معدلات الإصابة بالمرض، وتليها ولاية الخرطوم، ثم ولاية القضارف شرق البلاد، وتتراوح نسبة الإصابة بالمرض عند الأطفال بين (7 - 8) في المائة من النسبة العامة. ويجري تسجيل 12 ألف إصابة كل عام، ويحتاج 50 في المائة من المرضى لعلاج فوري.
ويرجع مختصون ارتفاع نسب الإصابة بالمرض إلى قلة مراكز التشخيص الحديثة، وتأخر اكتشاف المرض، وإلى الفقر وضعف الوعي الصحي، وعدم وجود الأعداد الكافية من الاختصاصيين، الذين يعملون منهم يستخدمون تقنيات وأجهزة «قديمة» تتعطل كثيراً، وقد لا تؤدي لنتائج دقيقة.
يقول وليد النقر إنه فوجئ بإصابته بسرطان «القولون» في مرحلته الثالثة، لكنه خضع لخطة علاجية قاسية تضمنت العلاج الإشعاعي والكيميائي، لمحاصرة الورم «15 سم»، قبل خضوعه لجراحة لإزالته، وأضاف: «كانت فترة قاسية، وتجربة مريرة تحتاج لاستعداد بدني ونفسي، ولحسن حظي توفر لي الدعم من الأصدقاء والعائلة، وتوفرت لي فرصة علاج جيدة».
وأجريت لوليد جراحة لإزالة الورم بعد أن تقلص حجمه إلى 5 سم، لكنه وبعد الجراحة ظل يعاني آثارها، وآثار العلاج الإشعاعي والكيميائي، و«كيس الإخراج» الخارجي، يقول: «تغير نمط حياتي كليا، العملية الجراحية كانت معقدة وطويلة استغرقت 7 ساعات، وبعد العملية عدت للمستشفى أكثر من مرة بسبب مضاعفات العلاج الكيميائي».
ويصف وليد تجربة المرض التي واجهها بأنها «صعبة»، وذلك لأنه اكتشف المرض في وقت متأخر نسبيا، ويضيف: «لو كانت هنالك رعاية صحية وطبية جيدة في البلاد لما تأخر اكتشافي للمرض لهذا الوقت».
ويرجع وليد قرب انتصاره على المرض إلى الجهد الذي بذلته وتبذله زوجته «يسرا»، وكان قد وصفها في وقت سابق بقوله: «زوجتي تطيل العمر»، وهو ينتظر تقريراً أخيراً يحدد مدى تعافيه الكامل، لكنه بدا للحاضرين في مركز «طيبة برس» حيث قدمت خلاصة تجربته، لنشطاء «جماعة الأنحاء» وضيوفهم، فقد بدا أكثر عافية من كثيرين منهم، قال ضاحكاً: «بعض الذين يزوروني يندهشون، بل أنا نفسي أحس أنهم المرضى وليس أنا».
ويتقدم وليد إلى «مبادرة صناع الأمل»، التي أعلنها نائب رئيس دولة الإمارات العربية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد للحصول على وظيفة «المليون درهم» ليخوض بها حرباً ضد «سرطان القولون»، يقول وليد: «الكشف المبكر هو الذي سأنافس به في صناع الأمل لمدة سنتين، وحتى لو لم أفز سأحاول العثور على جهات داعمة سأوظفها في مجال التوعية بالسرطان»، وأضاف: «إنها حرب قررت خوضها حتى النهاية».
وتتضمن الحرب التي ينوي وليد شنها ضد السرطان التوعية وتوفير الفحص المبكر والدعم النفسي المبكر، يقول: «في تجربتي كنت أخشى على أسرتي وزوجتي، لكن الدعم النفسي الذي توفر لي أقنعني بأن عليهم - هم - الوقوف معي وليس أنا من يخشى عليهم».
ويدعو وليد لتهيئة الأسرة والمريض وتعريفه بالتجربة التي تنتظره، حتى لا يصابوا بالصدمة، وإلى محاربة الأفكار البالية المتعلقة بالمرض، ومحاربة الوصمة الاجتماعية، يقول: «قد تتحول الوصمة إلى عنف مجتمعي ضد المريض عن طريق لومه، أو الشفقة الشديدة عليه، وكلاهما مؤذ ولا يساعد على التعافي».
ويدعو وليد الدولة لدعم النظام الصحي في البلاد، ولتوفير الأجهزة الحديثة في المستشفيات، وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية والمساعدة، لمواجهة المرض، يقول: «علاج السرطان مكلف جداً، وقد بلغت تكلفة علاجي 600 ألف درهم إماراتي، توفرت لي من أسرتي وأسرة زوجتي ومدخراتنا، إضافة إلى دعم جهات أخرى، لذلك على الدولة تحمل مسؤولياتها كاملة تجاه مرضى السرطان، لأن النسب الغالبة من السودانيين لا يستطيعون دفع هذه الكلفة الكبيرة».
وإلى جانب حربه الإعلامية ضد السرطان، ونشاطاته في العمل الطوعي بمختلف أشكاله، فإن وليد ينشط في جمعية أصدقاء السرطان في الشارقة، يقول عنها: «إنها تقدم خدمات للمحاربين مواطنين ومقيمين في الدولة، وفي برنامج التوعية ضد سرطان الخصية والبروستاتا، ولأن الرجال لا يتكلمون أطلق على الحملة (أبو شنب)، للتدليل على أن السكوت على المرض تحت ذريعة الرجولة لا يجدي».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.