حصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ليلة أمس، على جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية لعام 2014، التي اختارته نظير الإنجازات الإنسانية والثقافية والفكرية وإسهاماته العالمية المتعددة.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين، تسلم الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، أمس، جائزة الشيخ زايد للكتاب التي أعلنت اختيار خادم الحرمين الشريفين شخصية العام الثقافية للدورة الثامنة 2013 / 2014، تقديرا لإسهاماته الكبرى في المجالات الثقافية والفكرية والإنسانية والعلمية ولجهوده في نشر الثقافة وخدمة التراث على المستوى العربي والإسلامي والعالم أجمع.
وتسلم الأمير متعب بن عبد الله الجائزة من الشيخ الفريق الأول محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بمركز أبوظبي للمعارض بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والفكرية العربية والعالمية ورجال الإعلام، في الوقت الذي أقيم حفل بهذه المناسبة شاهد خلاله الحضور فيلما وثائقيا عن جائزة الشيخ زايد. وعبر الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز عن شكره للقائمين على جائزة الشيخ زايد للكتاب وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد، وقال في تصريحات بعد نهاية الحفل: «شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بتسلم هذه الجائزة نيابة عنه ونقل تحياته إلى أبنائه في دولة الإمارات حكومة وشعبا وسعادته البالغة بهذه الجائزة لأنها تحمل اسما غاليا على قلبه وعلى قلوب الجميع وهو اسم الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله القائد الحكيم الذي أرسى دعائم هذه الدولة العزيزة».
وتابع الأمير متعب «إن ما يربط خادم الحرمين الشريفين مع الفقيد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه هي علاقة صداقة ووفاء ومحبة وأخوة تعود إلى زمن بعيد»، وأضاف «الحمد لله هذه المحبة وهذه العلاقة الأخوية متوارثة في أبناء الفقيد وفي مقدمتهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ولا تزال هذه المحبة تسود العلاقة بين أبناء الشعبين».
وأضاف «إن ما يربط دولة الإمارات بالمملكة العربية السعودية هو علاقة تاريخية، والحمد لله اليوم نرى هذه الجائزة جائزة الشيخ زايد للكتاب لها مكانة في العالمين العربي والإسلامي».
وأشاد الأمير متعب بن عبد الله بما يربط بين السعودية والإمارات من علاقات متينة وراسخة تعد دليلا حيا على وحدة الصف والمصير وعلى الانسجام والتعاون البناء الذي يهدف لما فيه الخير لدول المنطقة والعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع. وأكد الأمير متعب أن خادم الحرمين الشريفين يسعى إلى خدمة الثقافة والفكر ونشر ثقافة الحوار والتسامح والسلام بين شعوب العالم، لافتا إلى أن شخصية خادم الحرمين الشريفين شخصية محبة للعلم والعلماء والثقافة والمثقفين ورجال الأدب والفكر ويؤمن دائما بأهمية التواصل والتكامل بين المثقفين لما يعود بالخير والفائدة على الجميع.
وتمنى الأمير متعب في ختام تصريحه استمرار جائزة الشيخ زايد كمشروع ثقافي ناجح لدعم المبدعين في جميع المجالات والتوفيق للقائمين عليها في دوراتها المقبلة.
من جانبه أكد الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المكانة العالية التي يتبوأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على المستوى العالمي بفضل إسهاماته القيمة في دعم السلام والتسامح في العالم ودوره في دعم النهضة الثقافية والأدبية والعلمية في المملكة وخارجها. وقال ولي عهد أبوظبي، إن «الإنجازات والمبادرات الحضارية على كل المستويات الإقليمية والدولية تشهد الحضور البارز والمؤثر لخادم الحرمين الشريفين في تعزيز قيم الخير والمحبة والعدالة والعطاء الإنساني».
وأضاف أن «دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تحتفي بالعلم ورواده من المبدعين والمفكرين في كل المجالات العلمية والإنسانية إيمانا منها بدورهم في الارتقاء بالأمم والشعوب».
حضر الحفل عدد من الوزراء والمسؤولين والدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الإمارات وعبد الرحمن الخلف القائم بالأعمال السعودي لدى الإمارات والدكتور صالح بن حمد السحيباني الملحق الثقافي السعودي لدى الإمارات وعدد من المثقفين والمفكرين والأدباء.
وألقى علي بن تميم الأمين العام للجائزة كلمة أكد فيها أن الاحتفال بالجائزة في هذه الدورة يكتسب أهمية خاصة وهو يحتفي بفوز خادم الحرمين الشريفين لجهوده وإسهاماته التي كان لها الأثر الكبير في إثراء الثقافة والفكر في العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع.
عقب ذلك، كرم الشيخ محمد بن زايد الفائزين من المثقفين والمفكرين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثامنة، ثم التقطت الصورة التذكارية للفائزين مع الشيخ محمد بن زايد.
وكان الإعلان عن اختيار خادم الحرمين الشريفين شخصية العام الثقافية لعام 2014 لجائزة الشيخ زايد للكتاب، خلال مؤتمر صحافي أخيرا في العاصمة الإماراتية أبوظبي بحضور محمد المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي عضو مجلس أمناء الجائزة وأعضاء أمانة الجائزة.
من جهته، قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إن «فوز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية بهذه الجائزة هو فخر ووسام تحمله الجائزة وتعتز به، فشخصية خادم الحرمين الشريفين الاستثنائية طبعت عصرا بأكمله وسجلت إنجازاته الإنسانية والثقافية بحروف من نور ولا تزال إسهامات خادم الحرمين الشريفين في العالم أجمع مصدر إلهام واقتداء دائمين للشعوب العربية والإسلامية كافة». ولفت الشيخ سلطان إلى الدور الحضاري لخادم الحرمين الشريفين في إشاعة ثقافة التسامح والاعتدال والحوار بين أتباع الديانات والثقافات، إضافة إلى تشجيعه على العلم والمعرفة وتدشينه المبادرات الثقافية والعلمية البارزة التي أصبحت منارات يستضاء بها في أكثر من مجال.
من جانبه، أوضح الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب أن فوز خادم الحرمين الشريفين يأتي تقديرا لإسهاماته الكبرى الثقافية والفكرية والإنسانية والعلمية ولبصمته الواضحة في الواقع العربي والإسلامي العالمي المعاصر وجهوده الحثيثة في نشر روح التسامح والإخاء التي امتدت إشعاعاتها في ظل قيادته الحكيمة من السعودية إلى ربوع الأرض كافة.
وأضاف «إذ تتشرف الجائزة باقتران اسمها بالراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني الإمارات وصانع مجدها ونهضتها، فإنها لتشمخ وتزداد ألقا وتوهجا بأن تضم إلى قائمة الحاصلين عليها شخصية استثنائية هي شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز». وأشار أمين عام الجائزة إلى أن الهيئة العلمية للجائزة ومجلس أمانتها رأت في حيثيات منح الجائزة، أن شخصية خادم الحرمين الشريفين تجمع الكثير من السمات الأصيلة البارزة والإنجازات الجلية الواضحة التي يصعب عدها وحصرها موردا بعض تلك الحيثيات على سبيل التمثيل تأسيس «مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات»، ليصبح حاضنة للمؤسسات الحوارية العالمية وميدانا مفتوحا للحوار الهادف الصادق للوصول إلى تحقيق الهدف الأسمى وهو إدراك القيمة الحضارية المثلى للتنوع والعيش المشترك على قاعدة الوئام والسلام والمحبة وحسن الجوار والأخوة الإنسانية. وأشار ابن تميم إلى دور الملك عبد الله في تعزيز النهضة العلمية في السعودية وتطويرها عبر إطلاق الجامعات، منها «جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية» التي أصبحت من المنارات الثقافية والعلمية البارزة في المنطقة، إضافة إلى موقفه الريادي والشجاع ووقوفه المبدئي ضد كل ما يشوه صورة الإسلام والعروبة لا سيما الفكر المتطرف الذي يجر على الأمة الإسلامية والعربية المخاطر الجمة ويعرضها لشرور العنف والإرهاب. وأبان ابن تميم أن من إنجازات خادم الحرمين دعم اللغة العربية والثقافة وإطلاق المبادرات والمؤسسات المتعددة في هذا الإطار، مشيرا إلى «جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة» والتي جاء تأسيسها انطلاقا من رؤية خادم الحرمين في الدعوة إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات وفي الوقت نفسه رفد الثقافة العربية بالنتاج الثقافي والمعرفي التي تقدر وتكرم الكتاب ومنتجيه سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات.
يذكر أن جائزة شخصية العام هي جائزة تقديرية تمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة على المستوى العربي أو الدولي بما تتميز به من إسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعا أو فكرا على أن تتجسد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة والتسامح والتعايش السلمي.
من جانبه، أكد الدكتور صالح بن حمد السحيباني الملحق الثقافي السعودي في الإمارات أن فوز خادم الحرمين الشريفين بجائزة شخصية العام الثقافية لعام 2014م، التي تمنحها جائزة الشيخ زايد للكتاب هو فخر لأبناء الوطن.
جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية لخادم الحرمين
تسلمها نيابة عنه الأمير متعب بن عبد الله في أبوظبي
جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية لخادم الحرمين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة