«لن يحدث هذا أبدا مرة أخرى على متن خطوط (يونايتد)»، وعد قاطع أعلنه أوسكار مونوز الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز الأميركية أمس بعد أن أعلن اعتذاره للمسافر الذي أخرج بالقوة من الطائرة. وخلال مقابلة تلفزيونية أمس حاول مونوز إعادة سمعة الشركة لما كانت عليه مظهرا شديد الاعتذار والندم على ما حدث من موظفيه على إحدى الرحلات. وحتى عندما سأله المذيع إذا حدث ذلك مرة أخرى في المستقبل ورفض أحد الركاب ترك مقعده بالطائرة إذا طلب منه ذلك بسبب أخطاء في الحجز، أصر مونوز على النفي موضحا: «لن نحضر ضباط أمن لإخراجهم من الطائرة، أو لإبعاد راكب أتم حجزه ودفع ثمن التذكرة وجلس على مقعده».
وقال مونوز إن الحادث الذي وقع يوم الأحد نجم عن «مشكلة في النظام» منعت الموظفين من إعمال «الحس السليم» في ذلك الموقف وإن الدكتور ديفيد داو الذي جره ضباط الأمن إلى خارج الطائرة لم يرتكب جرما.
ولكن اعتذار مونوز له حد، فهو يرفض فكرة الاستقالة من منصبه رغم شعوره «بالحرج والعار» مضيفا: «أنا عينت في هذه الوظيفة لجعل (يونايتد) أفضل، وهذا ما فعلناه وسنستمر في ذلك». وأظهرت لقطات فيديو صورها ركاب رجلا يصيح في حين يجذبه أفراد الأمن من مقعده على طائرة يونايتد إيرلاينز في رحلتها رقم 3411 قبل إقلاعها من مطار أوهير الدولي في شيكاجو مُتجهة إلى لويسفيل بولاية كنتاكي يوم الأحد 9 أبريل (نيسان).
وشوهد الرجل ذو الملامح الآسيوية أثناء جره على ظهره من يديه وأطرافه في الممر بين مقاعد الطائرة وفمه ينزف ونظارته معوجة وقميصه مرفوع عن بطنه. وأثار التسجيل موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وهذه المرة الثانية في أقل من شهر التي تتعرض فيها يونايتد إيرلاينز لانتقادات بسبب معاملتها للركاب.
وبعدما اتضح أن الراكب وهو طبيب أميركي يبلغ من العمر 69 عاما فيتنامي المولد امتدت موجة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي لفيتنام، فرغم أن يونايتد إيرلاينز لا تسير رحلات مباشرة إلى فيتنام لكن دعوات واسعة النطاق انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة الشركة بعد عرض التسجيل المصور الذي يظهر مسؤول أمن يجر الطبيب ديفيد داو وقد لطخت الدماء وجهه بالقوة إلى خارج الطائرة يوم الأحد لإخلاء مكان لعاملين بالشركة.
وغضب الفيتناميون كذلك بسبب مزاعم عن ماضي داو نشرت في الولايات المتحدة وشملت أنه قد يكون عنصريا.
وعلق أنه ترانج خويا على «فيسبوك» موقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا في فيتنام قائلا: «مشاهدة هذا تجعل الدماء تغلي في عروقي. لن أستخدم طيران يونايتد إيرلاينز أبدا في حياتي».
وكتب نجوين خاك هوي يقول: «قاطعوا يونايتد!!! هذا تجاوز! فلنكن متحابين ومتحدين يا أيها الشعب الفيتنامي».
ولم يرد تعليق فوري من الحكومة أو وسائل الإعلام الرسمية.
وقال ديفيد هاس، الخبير بموقع «إيرلاينز دوت دي آي» المتخصص في مجال الطيران «نحن في حاجة إلى افتراض أنه في المتوسط يتم قبول حجز عدد ركاب في الطائرات أكبر بنحو 10 في المائة من سعتها أو عدد ركابها». وتابع هاس قائلا إن حقيقة أنه من النادر ترك أي شخص يعاني من شدة الغضب عند بوابة التوجه إلى الطائرة بسبب عدم وجود مكان له «تعتمد على حسن تنبؤ شركات الطيران».
وتعرف شركات الطيران بالضبط الطرق أو الوجهات التي غالبا ما يتخلف الركاب فيها عن الحضور في موعد تحرك الطائرة، كما تعرف السبب في ذلك.
وتؤكد «لوفتهانزا» أن لديها نظاما محددا في هذا الصدد، ويقول جرنتس دورفر إنه في حين أن المسافرين اليابانيين يحضرون دائما عند بوابة التوجه إلى الطائرة، فإن معدل التخلف عن الحضور في الهند مرتفع بشكل كبير. ولحساب احتمال بقاء عدد معين من المقاعد فارغة على أي طريق معين، يتعين على شركات الطيران أن تأخذ بعين الاعتبار معايير كثيرة تتجاوز القيم التجريبية القائمة على السلوك في مختلف الثقافات.
ويوضح هاس «أن نظام التنبؤ يشمل إحصاءات تغيير الحجز، وبيانات الطقس المحدثة وتقويمات العطلات الرسمية وفترات العطلات والمعلومات المرتبطة بموطن المسافرين والجهات الذاهبين إليها».
فعلى سبيل المثال، مواطن سويدي اشترى تذكرة رخيصة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في برشلونة كلفته أقل من 50 يورو. وقبل بضعة أيام على الرحلة، اتضح أن الطقس سيكون باردا نوعا ما؛ نظرا لهبوب عاصفة على إسبانيا، «عندئذ سيكون هناك احتمال كبير نسبيا أن هذا الراكب لن يتوجه إلى المطار للقيام بهذه الرحلة» وفقا لخبير الطيران.
وتبدأ «لوفتهانزا»، مثلا، في إدخال هذه البيانات إلى نظام التنبؤ الخاص بها قبل نحو 361 يوما من أي موعد للإقلاع. ونتيجة لهذا الإجراء سافر في العام الماضي، 300 ألف مسافر إضافي على طائرات تم حجز مقاعد أكبر من العدد المتوفر بها.
الرئيس التنفيذي لطيران {يونايتد}: أعتذر ولن أستقيل
في أعقاب إخراج مسافر من الطائرة بالقوة لأخطاء بالحجز

أوسكار مونوز (أ.ف.ب) - مظاهرة من أفراد الجاليات الآسيوية بشيكاغو أمام مكتب شركة طيران «يونايتد» أمس (أ.ب)
الرئيس التنفيذي لطيران {يونايتد}: أعتذر ولن أستقيل

أوسكار مونوز (أ.ف.ب) - مظاهرة من أفراد الجاليات الآسيوية بشيكاغو أمام مكتب شركة طيران «يونايتد» أمس (أ.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة