استنكار يمني للانقلاب الحوثي على «مفتي الجمهورية»

الحكومة قالت إن الخطوة تمت بإيعاز إيراني وتنذر بفتاوى تستبيح الدماء والأعراض

استنكار يمني للانقلاب الحوثي على «مفتي الجمهورية»
TT

استنكار يمني للانقلاب الحوثي على «مفتي الجمهورية»

استنكار يمني للانقلاب الحوثي على «مفتي الجمهورية»

حذرت الحكومة اليمنية من أن الانقلابيين أكدوا مشروعهم الطائفي والمذهبي والسلالي من خلال تشكيل ما سمي بدار إفتاء جديدة جميع أعضائها من طائفة واحدة، مبينة أن المفتي الانقلابي الجديد درس وترعرع في حوزات قُم وطهران، وعُيّن لتنفيذ أجندة إيران الطائفية في اليمن.
وأصدر ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى» للانقلابيين، مساء أول من أمس، قراراً يقضي بتعيين شمس الدين محمد شرف الدين مفتياً للديار اليمنية بدلاً من القاضي محمد العمراني، مفتي الجمهورية.
وتعليقاً على هذه الخطوة، قال الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة الأوقاف باعتبارها المسؤولة عن الشؤون الإسلامية والدينية في اليمن تعتبر هذه الخطوة إضافة لسجل الحوثي وصالح الانقلابي. كنا نعتقد أن الانقلاب سياسي وعسكري، لكن هذه الخطوة تؤكد أن الانقلاب طائفي مذهبي سلالي. ولا أدل على هذا من طبيعة التشكيل لهذه الهيئة، فجميعهم من أسرة وطائفة واحدة، ولا يوجد تنوع حتى في مسألة في أعضاء الهيئة». وحذر عطية الشعب من أن هذا التعيين سيفتح الباب أمام سيل من الفتاوى التي تستبيح دماء وأعراض وأموال الشعب اليمني وفقاً لأبعاد طائفية. وتابع: «هذا يؤكد ما نقوله دوماً من أن هذه الجماعة تدعو للمذهبية والطائفية والسلالية والعنصرية. نحن في الوزارة نرفض هذه الخطوة رفضاً قاطعاً وتعتبر جزءاً من الانقلاب وغير دستورية؛ لأن تشكيل هيئة الإفتاء حق محض لرئيس الجمهورية وفقاً للدستور اليمني». وأردف: «كنا نتمنى أن يكون الجانب الشرعي والديني بعيداً عن الصراعات المسلحة، لكن هؤلاء أفسدوا الدنيا والدين بهذا الانقلاب، ونحن في وزارة الأوقاف لدينا مفتٍ عام ودار إفتاء قائمة ولا نعترف بهذه الهيئة الانقلابية، وبالتالي فإن الجديد هو إدخال يد إيران في الجانب الشرعي».
ولفت وزير الأوقاف إلى أن المفتي الجديد درس في قُم وطهران وترعرع في أكناف ملالي إيران. وأضاف: «ها هم اليوم يريدون إصدار فتاوى لاستباحة دماء الشعب اليمني. نحن نقول: انتظروا قريباً، بعد تشكيل هذه الهيئة، الفتاوى التي تستبيح دماءكم وأعراضكم وأموالكم، تحت مبررات ساقطة قانوناً وشرعاً، وبالتالي فإن أي إجراء يترتب على هذه الهيئة نرفضه ولا نعترف به».
بدوره، قال فهد سلطان، عضو «المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط» إن خطوة تغيير مفتي الجمهورية بشخص من داخل التركيبة الهاشمية الأكثر تعصباً وتشدداً للمشروع الحوثي، تؤكد التوجه الرسمي في استهداف المجتمع بكل تنوعاته؛ في خطوة تجعل المشروع الحوثي هو فكر الدولة ودينها ومذهبها، وجعل باقي المذاهب تابعة له، كما هو الحال في تعيين بعض الأقطاب الصوفية والشافعية ضمن تركيبة الإفتاء التي صدر بها قرار. وأكد سلطان أن جماعة الحوثي تعمل منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، على إبقاء ذاتها الفكرية والسياسية حاضرة في الذهنية اليمنية وتعميق وجودها للمستقبل البعيد، بما يستدرك أوجه القصور التي لحق وجودها منذ الإطاحة بالنظام الإمامي فجر 26 سبتمبر 1962، وما لحقه من محطات كانت تختفي وتظهر من جديد وتقاوم أي ذوبان داخل النظام الجمهوري على مدى ستة عقود.
واتخذت ميليشيات الحوثي خطين متوازيين، الأول سياسي عبر تكريس عدد من القوانين والقرارات بما يجعلها قادرة على الوصول إلى أماكن مهمة داخل بنية الدولة، وشمل هذا مئات القرارات السياسية، والآخر شعبي اجتماعي؛ من خلال تعميق الولاء وتكريس النزعة الطائفية المذهبية، ومسح وطمس كل المعالم المناوئة للجماعة داخل تركيبة المجتمع، والاستهداف المباشر للثقافة والوعي، عبر الحسينيات والمراكز الدينية والمذهبية، والتغيير في تركيبة المجتمع ذاته، وفقاً لما يراه فهد سلطان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.