حفتر يمنع مواطني 6 دول من زيارة شرق ليبيا

مصادر تقلل من أهمية مقترح تقسيم طرحه مساعد لترمب

حفتر يمنع مواطني 6 دول من زيارة شرق ليبيا
TT

حفتر يمنع مواطني 6 دول من زيارة شرق ليبيا

حفتر يمنع مواطني 6 دول من زيارة شرق ليبيا

قلل مسؤولون ليبيون في حديث لـ«الشرق الأوسط» من أهمية ما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس من أن أحد مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح تقسيم ليبيا، قبل أسابيع من تنصيب ترمب، إلى ثلاث دول على أساس أقاليمها الثلاثة القديمة: طرابلس في الغرب، وبرقة في الشرق، وفزان في الجنوب.
ومثل الملف الليبي إحدى نقاط الاجتماع الذي عقده أمس وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى بمشاركة الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في مدينة لوكّا بوسط إيطاليا برئاسة وزير خارجيتها أنجيلينو ألفانو.
وقال مسؤول بالجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر وموال لمجلس النواب في شرق ليبيا لـ«الشرق الأوسط» لدينا اتصالات مع إدارة ترمب، ولم نتلق مقترحا بهذا الخصوص، ولم نسمع به، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم تعريفه «لا أعتقد أن هذا المقترح السخيف قابل للتنفيذ»، لافتا إلى أن المشير حفتر سبق وأن أكد على وحدة البلاد، ورفض الجيش الوطني لأي محاولة لتقسيمها.
إلى ذلك، بدأت السلطات الأمنية في المنطقة الشرقية في ليبيا في تنفيذ قرار مفاجئ أصدره المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، بمنع دخول حاملي الجنسيات اليمنية والإيرانية والسودانية والبنغلادشية والباكستانية والسورية، إلى شرق البلاد لاعتبارات أمنية.
ونص قرار حفتر على «منع دخول أي من هذه الجنسيات، وأي أجنبي لا يحمل إقامة أو تأشيرة في جواز سفره حتى لو تحصل على موافقة أمنية مسبقة».
وأوضح القرار أن الموافقة الأمنية تعطي للأجنبي من الناحية الأمنية فقط، مشيراً إلى أن المطار لاحظ في الآونة الأخيرة دخول أعداد كبيرة خصوصا من الجنسيتين السورية والباكستانية ولا يحملون إقامات أو تأشيرات.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مسؤول رقابة الجوازات في مطار الأبرق أن تنفيذ القرار بدأ فعليا اعتبارا من أمس، فيما أكدت رقابة الجوازات بالمطار أنها ستتخذ الإجراءات القانونية كافة ضد الشركات المخالفة.
من جهة أخرى، التقى أمس في القاهرة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي رئيس اللجنة المصرية المكلفة بحل الأزمة الليبية وزير الخارجية المصري سامح شكري مع أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج في العاصمة طرابلس.
وقال بيان للخارجية المصرية إن معيتيق، يزور القاهرة حاليا في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية للقضية الليبية، مشيرا إلى أنه ثمن الدور المصري الرامي لتمكين الأطراف الليبية من التوصل إلى تسوية تنهي الأزمة في ليبيا.
ولفت إلى أن معيتيق أطلع الوزير شكري على أبرز تطورات الأوضاع على الساحة الليبية خصوصا الاقتصادية، مؤكدا على ضرورة العمل على تحريك الملف الاقتصادي بالتوازي مع المسار السياسي بما يسهم في تحقيق التنمية والمعيشة الكريمة للمواطنين الليبيين.
ونقل البيان عن شكري تأكيده على ضرورة العمل على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية بين مختلف الأطراف الليبية ترتكز على اتفاق السلام الذي تم إبرامه بمنتجع الصخيرات بالمغرب قبل نحو عامين برعاية بعثة الأمم المتحدة.
كما أعرب الوزير المصري عن تطلع بلاده إلى استكمال الشكل المؤسسي للدولة الليبية، والتوصل إلى توافق يضمن تنفيذ الاتفاق السياسي، وتوفير الدعم الدستوري لحكومة الوفاق الوطني بما يسمح لها بأداء مهامها وإدارة مؤسسات الدولة الليبية بكفاءة تحقق تطلعات وطموحات الشعب الليبي الشقيق.
وأكد على «مواصلة مصر لمساعيها الحثيثة من أجل تحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء في إطار الحوار الليبي - الليبي دون أي تدخل خارجي، والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف وتحافظ على كيان الدولة الليبية وتصون مقدرات شعبها».
إلى ذلك، قال مصدر نفطي ليبي ومهندس بحقل الشرارة لوكالة «رويترز» إن الإنتاج في الحقل توقف بعد أن عطلت مجموعة غير معروفة خط أنابيب يربطه بمرفأ الزاوية النفطي عقب أسبوع واحد من تعطل مماثل.
وكان إنتاج الحقل ارتفع إلى 213 ألف برميل يوميا أول من أمس قبل أن يتوقف، بينما قال مصدر إن المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت حالة القوة القاهرة في تحميلات خام الشرارة من مرفأ الزاوية.
وزاد إنتاج ليبيا لأكثر من مثليه منذ العام الماضي بعد انتهاء حصار موانئ النفط الشرقية الرئيسية، لكن القطاع ما زال يعاني من توقفات متكررة بسبب القتال والصراع السياسي واحتجاجات محلية.
واتهمت مؤسسة النفط الليبية في بيان أصدرته خلال الأسبوع الماضي، جهات لم تحددها بعرض «أموال على بعض الميليشيات المسلحة مما يشجع الآخرين على انتهاج أسلوب الإغلاقات لابتزاز الدولة».
وقال مصدر ملاحي ليبي إنه لا توجد أي سفن في مرفأ الزاوية في الوقت الحالي ومن غير المتوقع وصول أي سفن في المستقبل القريب.
وفضلا عن التصدير، فإن الحقل يغذي مصفاة الزاوية البالغة طاقتها 120 ألف برميل يوميا وهي الأكبر في ليبيا.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.