تفجير استهدف مركزاً لتدريب الشرطة غرب القاهرة يخلف 16 جريحاً

الجيش أعلن مقتل 14 «تكفيرياً» في سيناء

تفجير استهدف مركزاً لتدريب الشرطة غرب القاهرة يخلف 16 جريحاً
TT

تفجير استهدف مركزاً لتدريب الشرطة غرب القاهرة يخلف 16 جريحاً

تفجير استهدف مركزاً لتدريب الشرطة غرب القاهرة يخلف 16 جريحاً

قالت وزارة الداخلية المصرية، أمس، إن 16 شخصا بينهم ثلاثة مواطنين و13 من أفراد الشرطة، أصيبوا جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت في محيط مركز تدريب شرطي في محافظة الغربية بدلتا مصر، فيما أعلن المتحدث العسكري عن مقتل 14 من العناصر «التكفيرية» في العمليات العسكرية التي جرت خلال اليومين الماضيين.
وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني، بوزارة الداخلية، إن انفجارا وقع أمس بمحيط مركز تدريب قوات الشرطة بدائرة قسم شرطة ثان في مدينة طنطا. وأوضح المسؤول الأمني أن الحادث نتج عن انفجار عبوة كانت مزروعة بدراجة بخارية، ما أسفر عن إصابة 13 من أفراد الشرطة وثلاثة من المواطنين، تصادف وجودهم بمكان الواقعة، وقد تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج. وأشار إلى أن عناصر الأمن فرضوا كردونا أمنيا ومشطوا المنطقة محل الحادث لتأمينها واتخاذ الإجراءات القانونية.
وتشن مجموعات إرهابية هامشية، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان عمليات إرهابية في عدة مدن مصرية، أبرزها القاهرة، والجيزة، والفيوم، لكنها تمتد من وقت لآخر لمحافظات أخرى. لكن التنظيمات الإرهابية الأكبر والأكثر تأثيرا يتركز نشاطها في مدن بشمال سيناء، حيث يشن الجيش عمليات عسكرية لدحر تنظيم ولاية سيناء، أكبر التنظيمات الإرهابية في البلاد. وأعلن العقيد أركان حرب، تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، أمس، عن مقتل 14 تكفيريا شديدي الخطورة، وتدمير عربتين نقل صغيرتين بشمال سيناء. وقال العقيد الرفاعي في بيان على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه «استمرارا لجهود القوات المسلحة في القضاء على البؤر الإرهابية واستهداف مناطق تجمع العناصر التكفيرية بشمال سيناء، واصلت القوات الجوية دعمها لعناصر إنفاذ القانون لاستهداف أوكار وعربات العناصر الإرهابية وتنفيذ أعمال الاستطلاع الجوى لمناطق مكافحة النشاط الإرهابي». مشيرا إلى أن قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء تمكنت من ضبط 21 من المشتبه بهم، واكتشاف وتدمير بؤرة خاصة بالعناصر الإرهابية عثر بداخلها على عدد من العبوات الناسفة وبعض الأدوات المستخدمة في تصنيعها، إضافة إلى تدمير عبوة ناسفة كانت معدة ومجهزة لاستهداف القوات على أحد محاور التحرك، فضلا عن ضبط فرد يستقل حافلة صغيرة عثر بداخلها على أسلاك تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».