«حماس» توزع داخلياً مسودة وثيقتها السياسية تمهيداً لإعلانها خلال أيام

ستصل إلى جهات عربية ودولية وتتضمن تطلعات الحركة إلى عهد جديد

خالد مشعل
خالد مشعل
TT

«حماس» توزع داخلياً مسودة وثيقتها السياسية تمهيداً لإعلانها خلال أيام

خالد مشعل
خالد مشعل

وزعت حركة حماس على قيادات مكتبها السياسي وأعضاء مجلس الشورى العام، المسودة النهائية للوثيقة السياسية التي ستعلن عنها الحركة خلال أيام قليلة مقبلة، في مؤتمر صحافي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت مصادر في حماس لـ«الشرق الأوسط»، إنه من المقرر أن يلقي الوثيقة رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، والذي تنتهي فترة ولايته الشهر الحالي، بعدما كان ينتظر أن يعلن عنها بعد انتهاء الانتخابات الحالية وتشكيل مكتب سياسي جديد.
وكان يفترض أن تعلن الوثيقة الجديدة من خلال الرئيس الجديد لحماس، إلا أن الحركة فضلت الإعلان عنها في ظل الحراك السياسي للإدارة الأميركية الجديدة، والتسريبات التي تجري عن تحركات عربية ودولية من أجل استئناف عملية السلام.
وأكدت المصادر أن عددا من قيادات الحركة سيحضرون المؤتمر الصحافي الذي سيعقد في الدوحة قريبا، لإعلان الوثيقة السياسية الجديدة لحماس، لافتة إلى أنها وثيقة تحمل أفكارا جديدة تتماشى مع المتغيرات في المنطقة، وتقدم لغة أكثر مرونة في مواقف حماس بشأن كثير من القضايا.
وبحسب المصادر، فإن الوثيقة ستكون باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم توزيعها على جهات عربية ودولية بعد إعلانها في المؤتمر.
وتقول المصادر إن هذه الوثيقة ستحمل رسائل متعددة للدول العربية والمجتمع الدولي، إذ تظهر تطورا في صياغة سياسات الحركة تجاه المحيط العربي والدولي، بما يساعد على منع المحاولات الإسرائيلية الحثيثة للتحريض ضد الحركة دوليا بحجة سعيها لتدمير إسرائيل، كما جاء في ميثاقها الأول الذي أعدته حماس منذ نحو 3 عقود عند تأسيسها عام 1987.
وأكدت المصادر أن الوثيقة لن تكون بديلة عن الميثاق الأساسي للحركة، ولكنها ستشمل تعديلات في جزئيات من المواقف بشأن المتغيرات السياسية بالمنطقة. وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» قد كشفت في الثامن من مارس (آذار) الماضي عن أن حماس ستعلن في وثيقتها الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، دون الاعتراف بإسرائيل، وفك الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين. وأثارت قضية الاعتراف بحدود 1967 جدلا واسعا في أوساط الحركة، قبل أن يتم حسم الأمر بأنه اعتراف لا يعني التنازل عن باقي التراب الفلسطيني.
ورأى كتاب ومحللون سياسيون مقربون من الحركة، أن الوثيقة الجديدة ستمثل انفتاحا جديدا في سياساتها ورؤيتها للقضية الفلسطينية، وأنها ستظهر الحركة في مظهر جديد. ووفق المصادر، فإن الوثيقة بالإضافة إلى إعلان قبول حماس بدولة على حدود 1967 دون الاعتراف بإسرائيل، ستشدد على أن الصراع الأساسي الذي يدفع بالحركة للتمسك بسلاحها هو وجود الاحتلال الإسرائيلي، وأن هجماتها تستهدف الإسرائيليين كجهة احتلال وليس اليهود كفئة دينية، وأن مقاومتها تتركز داخل حدود فلسطين المحتلة، وأنها ستتمسك بالمقاومة المسلحة إلى جانب جميع أشكال المقاومة الأخرى، كإحدى الطرق من أجل مواجهة هذا الاحتلال.
ووفقا للمصادر، فإن الحركة ستتجنب في وثيقتها ذكر جماعة الإخوان المسلمين كجهة تنظيمية تنتمي إليها.
وكانت حماس قد أعلنت فك الارتباط عن هذه الجماعة بطلب من مصر، من أجل تحسين العلاقات معها. وقال مسؤولون في حماس في الأشهر القليلة الماضية، إن ارتباط الحركة بالجماعة ليس تنظيميا، وإنما هو فكري بشكل جزئي. كما ستؤكد الوثيقة على عدم تدخل الحركة في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية، وأنها معنية بالحفاظ على أمن واستقرار تلك الدول. ويرى محللون وكتاب مقربون من حماس، أن الحركة ستكون بعد الوثيقة مختلفة عن الحركة ما قبل الوثيقة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أحد المقربين من قيادات حماس، إن طبيعة المرحلة تتطلب صياغات جديدة لثوابت أصيلة ومبادئ راسخة تتناسب وطبيعة المرحلة، ولكنها لن تمس الثوابت ولا المبادئ والقيم، وستحافظ عليها، وهذا قمة التطور السياسي والفكري. وأضاف عبر حسابه على «فيسبوك»: «لا تذهبوا بعيدا فيما يتعلق بالورقة السياسية التي ينتظر ظهورها قريبا»، مشيرا إلى وجود حالة خلط بين ميثاق الحركة والوثيقة السياسية التي قال إن الحركة لا تتنكر فيها لمبادئها وقيمها التي آمنت بها في ميثاقها.
وقال الكاتب والمحلل إبراهيم المدهون، المحسوب على حماس، عبر حسابه على «فيسبوك»: «يبدو أنه اقترب إعلان حماس عن وثيقتها السياسية الرسمية، وفهمت منها أمرا رئيسيا، أن حماس حركة تحرر وطني وتحصر قضيتها داخل فلسطين الجغرافية، وأنها تتمسك بآمال وتطلعات الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة». وأضاف: «أجد أن حماس بعد الوثيقة ليست كحماس قبلها، بل إننا مع حماس واضحة ثورية مؤهلة لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني، وفتح آفاق مع الكل الوطني».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.