* الفيلم: Split
* إخراج: م. نايت شيآمالان
* رعب | الولايات المتحدة
تقييم: (**)
أولئك الذين توقعوا عودة حميدة لمخرج «الحاسة السادسة» و«غير قابل للكسر» إلى قواعده الأولى (بعد سلسلة من الأفلام المتعثرة بطموحات غير محققة) فرحوا بخروج «انقسام» والكثير ضمّوه إلى صفوة أفلام شيامالان سريعاً.
يبدأ الفيلم بقيام رجل مصاب بحالة انفصام هائلة (23 شخصية) باختطاف ثلاث فتيات في سنوات الصبا الأولى، وحبسهن في قعر مبنى لا يستطعن الخروج منه. هناك يبدأ ترويعه لهن. هو دنيس وهودويغ وكيفن و(حين ينتقل إلى شخصية امرأة) باتريشيا وكل هذه الانفصامات مجتمعة تعيش تحت قبعة شخصية باري (كما يؤديه وباقي الشخصيات جيمس مكافوي) الذي إذا ما نظرت إليه أدركت أنه شخص مضطرب لا يؤمن له.
إلى المختطفات تنضم، غصباً عنها، الطبيبة النفسية التي كانت تعالج، لسوء طالعها، باري (بَـتي بكلي). في مشهد تكتشف فيه المكان والفتيات المحجوزات والمعرّضات للاغتصاب والقتل، نجده يحيطها بذراعيه القويتين، ويجبرها على طعن نفسها بسكين، ثم يسحق ما تبقى من قوتها بالضغط عليها حتى تموت.
هذا مرعب بقدر ما هو مزعج وجديد بقدر ما هو مفتعل. لكن هذا هو حال الفيلم من بدايته وحتى نهايته التي تشمل مفاجأة كتلك المفاجآت التي اعتاد على تقديمها في اللقطة الأخيرة من أفلامه الأولى.
المشكلة مع م. نايت شيامالان هي التالية: هو سينمائي يملك أفكاراً صالحة للسينما، وقدرات إخراج مستعارة من تجارب آخرين. عندما يطبق هذه القدرات على أفكاره تبقى تلك الأفكار أعلى مستوى مما ينفذ. هذا الفيلم مثلاً كان يستطيع أن يدهم ويخيف ويشوق وينطلق في أبعاد ذهنية مختلفة لولا أنه قليل الحيلة فنياً؛ ما يجعله يعمد إلى المتوقع من كل مشهد على حدة.
صحيح أنه يختار من الزوايا واللقطات ما يحمل توتراً عالياً طوال الوقت، إلا أن هذه الميزة تنضوي تحت ثقل التكلّـف الممارس وتميد بالمشاهد صوب الاكتفاء بالنظر منتظراً ومتوقعاً وغالب ما ينتظره ويتوقعه سيحدث بعد توقعه مباشرة. إحدى الفتيات (أذكاهن وتؤديها آنيا تايلور جوي) تهرب من الحجرة في دهاليز المكان التي لا تؤدي إلا إلى دهاليز أخرى. في أعقابها ذلك المعتوه المعقد. تدخل خزنة تقع بين صفوف خزانات أخرى متشابهة، لكنه يكشف وجودها مباشرة (حاسة سادسة؟) ويقبض عليها مجدداً كما نتوقع. وفي مثال آخر، نعلم أن الطبيبة ستلقي حتفها من قبل أن يقر المخرج بذلك. أيضاً سنعلم أن الفتاة الذكية تلك هي الوحيدة التي ستبقى على قيد الحياة، وهو ما يحدث بالفعل.
من حيث إن الفيلم يتعامل مع رجل بـ23 انقساماً (نرى ثمانية مجسدة منها فقط) فإن لا فتح سينمائياً هنا، لا الفيلم عميق ولا الدلالات مهمة، بل يكتفي المخرج بتوفير عمل تشويقي من الدرجة الثانية، وهي الدرجة التي توقف عندها منذ «الحاسة السادسة» سنة 1999. الأمر من حين إلى آخر يجبرنا على الضحك، خصوصاً عندما يلخص القاتل مشكلته بالقول: إن «الألم هو طريق الطهارة»!
لا يستحق:(*)
وسط: (**)
جيد: (***)
ممتاز: (****)
تحفة: (*****)