أضفى المهرجان المتوسطي للفنون في سيدي بوسعيد (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية)، ألواناً فنية شتى، في الشارع وفي الفضاءات العمومية وداخل الأروقة الفنية على حد سواء، وتمكن من جلب فنانين ومبدعين قدموا إلى المدينة المصنفة ضمن التراث العالمي للاطلاع على سحر المكان بلونيه المميزين: الأبيض (للجدران) والأزرق (للشبابيك).
وانطلقت الدورة الأولى من هذا المهرجان الفتي، الذي تُشرف على تنظيمه «جمعية مواطنة وتواصل»، يوم أمس، وتتواصل حتى الثاني من شهر أبريل (نيسان) المقبل.
ويشهد المهرجان مشاركة 30 فناناً تشكيلياً من الأردن وإيطاليا وفرنسا وسلوفاكيا والمغرب، ومن تونس. ومن المنتظر مشاركة فنانين تشكيليين من داخل تونس، على غرار جزيرة جربة ومدينة السند، لتتحول سيدي بوسعيد لمدة 4 أيام متتالية إلى رقعة فسيفسائية تمثل مرجعيات الفنون التشكيلية النابعة من تفاصيل محيط سيدي بوسعيد، والمحملة بجمالية الخصوصية التي تطبع المنطقة.
وبشأن أهم الفقرات التنشيطية المؤثثة لهذا الحدث الفني، قال محمد سمير التركي، مدير الدورة الأولى للمهرجان المتوسطي للفنون، إنها «عبارة عن توليفة من مختلف المشارب والاختصاصات الفنية، وهي تشمل العروض الفنية والموسيقية، والمعارض التشكيلية والأعمال الحرفية والمعالم التراثية، علاوة على الندوات الفكرية». ويساهم 15 رساماً تونسياً في معرض للفنون التشكيلية يضم اختصاصات الرسم والنحت والكاريكاتير والبورتريه والخزف الفني. كما بُرمجت محاضرة في مسيرة الفنان التشكيلي «بول كلي»، يقدمها الفنان التشكيلي التونسي سامي بن عامر.
وأكد التركي على حضور فنون الركح، من موسيقى ورقص وفن الشارع وعروض فرجوية واستعراضية، لتبقى تونس دائماً «عنوان الفرح والسلم والأمان والتعايش وقبول الآخر، بعيداً عن لغة الإرهاب والتطرف»، على حد تعبيره.
ومن المنتظر خلال هذا المهرجان تنظيم ندوات فكرية تحت عنوان «حكايات وكتاب»، وتتناول في مجملها «العمق الحضاري والتاريخي لتونس الانفتاح والتعايش، بوجهها العربي والأفريقي المطل على أوروبا»، وتبحث مواضيع عدة من بينها «سيدي بوسعيد... قاعدة ثقافية في أفق سنة 2020» و«علاقة الفنان بسيدي بوسعيد» و«الرمزية في الفنون» و«الفن والروحانيات».
وسيحضر الدورة الأولى من هذه التظاهرة الثقافية روائيون وقصاصون لتقديم مؤلفاتهم، وتكوين حلقات نقاش مباشرة مع الحضور من أهل الفكر والأدب والمهتمين بالشأن الثقافي «على نحو يكرس مفهوم المواطنة، ويحوّل الشارع إلى ركح مفتوح للنقاش الفكري والمعرفي بين كل الناس»، من دون تمييز أو إقصاء.
تونس: مهرجان متوسطي للفنون في سيدي بوسعيد
بمشاركة 30 فناناً تشكيلياً من المغرب والأردن وإيطاليا وفرنسا وسلوفاكيا وتونس
تونس: مهرجان متوسطي للفنون في سيدي بوسعيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة