«أرامكو» تبيع أول صكوك إسلامية بعلاوة سعرية عالية

25 نقطة أساس فوق سعر الفائدة المعروض بين البنوك السعودية

«أرامكو» تنوع مصادرها التمويلية تمشيا مع الإصلاحات الاقتصادية السعودية (غيتي)
«أرامكو» تنوع مصادرها التمويلية تمشيا مع الإصلاحات الاقتصادية السعودية (غيتي)
TT

«أرامكو» تبيع أول صكوك إسلامية بعلاوة سعرية عالية

«أرامكو» تنوع مصادرها التمويلية تمشيا مع الإصلاحات الاقتصادية السعودية (غيتي)
«أرامكو» تنوع مصادرها التمويلية تمشيا مع الإصلاحات الاقتصادية السعودية (غيتي)

ستدفع شركة «أرامكو السعودية» في أول إصداراتها من السندات الإسلامية (الصكوك)، علاوة سعرية كبيرة عما تدفعه الحكومة، وعما دفعته الشركة في اقتراضها السابق؛ وهو الأمر الذي يراه البعض طبيعياً، في حين يراه آخرون مبالغا فيه؛ إذ كان الممكن تسعير الصكوك بأقل من ذلك.
ونقلت وكالة «بلومبيرغ» بالأمس عن مصدر، أن شركة «أرامكو السعودية» انتهت من تسعير أول صكوك إسلامية تصدرها الشركة في تاريخها، وسيتم إغلاق عملية الطرح في الثالث من شهر أبريل (نيسان).
وستعرض «أرامكو» صكوكا مقوّمة بالريال لأجل سبع سنوات عند 25 نقطة أساس فوق سعر الفائدة المعروض بين البنوك السعودية (سايبور) لأجل ستة أشهر على المؤسسات الاستثمارية، في الوقت الذي تنوع فيه الشركة مصادرها التمويلية تمشيا مع الإصلاحات الاقتصادية السعودية.
وأوضحت نشرة إصدار أول سندات إسلامية (صكوك) في تاريخ «أرامكو السعودية»، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن الشركة المملوكة للدولة تنوي جمع عشرة مليارات دولار (37.5 مليار ريال) من خلال طرح هذه الصكوك المقوّمة بالريال السعودي.
ولم تشر النشرة إلى السعر المزمع للصكوك أو حجم الإصدار. ونقلت وكالة «بلومبيرغ» عن مصادرها أن قيمة الجزء الأول من الإصدار سيكون بحدود 2 مليار دولار، في حين قال مصرفيون لـ«رويترز» في فبراير (شباط): إنهم يتوقعون عملية تدور قيمته بين ثلاثة وستة مليارات ريال (805 ملايين إلى 1.6 مليار دولار).
وتزيد تكلفة إصدار الشركة أدوات الدين كثيرا عن إصدارات الحكومة السعودية التي باعت آخر سندات محلية طرحتها لأجل سبع سنوات بفائدة متحركة بما يراوح بين 10 و15 نقطة أساس دون «سايبور» لأجل ثلاثة أشهر.
وانقسمت الآراء حول سعر هذه الصكوك. فبالنسبة لرئيس الأبحاث في مركز الخليج للدراسات الدكتور جون اسفاكياناكيس، الذي سبق له العمل كبير اقتصاديين في عدد من المصارف المحلية، مثل «ساب» و«البنك السعودي الفرنسي»، فإن التسعير طبيعي ومناسب.
ويقول اسفاكياناكيس لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الصكوك ليست مصنفة حتى الآن، كما أن هناك بعض المخاوف حيال بقاء أسعار النفط عالية في السنوات القادمة؛ لذا من الطبيعي أن تدفع (أرامكو) 25 نقطة أساس فوق (سايبور) حتى تجذب المستثمرين لها».
لكن مصرفيين قالوا لوكالة «رويترز»: إن السعر مبالَغ فيه قليلاً، حيث كان من المتوقع أن تطرح «أرامكو» سعرا يقل عن 11 نقطة أساس فوق «سايبور» إذا اختارت أن يكون أجل الصكوك خمس سنوات، ولا يبرر أجل سبع سنوات إضافة أكثر من عشر نقاط أساس، كما قال محمد الخنيفر، المصرفي المعني بأسواق الدين الإسلامية في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
وقال الخنيفر: «أعتقد أن (أرامكو) تركت خمسا إلى عشر نقاط على الطاولة»، مشيرا إلى أن التأثير سيكون محدودا على شركة قال عنها مسؤولون سعوديون: إن «قيمتها السوقية تتجاوز تريليوني دولار».
وثمة عاملان على الأقل وراء حالة الضبابية التي تكتنف صكوك «أرامكو»، كما تقول «رويترز»، أحدهما أن الحكومة تستعد لبيع ما يصل إلى 5 في المائة من الشركة في طرح عام أولي العام المقبل. والعامل الآخر متعلق بالضبابية حول آفاق السيولة في سوق المال السعودية خلال السنوات المقبلة.
ويقول اسفاكياناكيس لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن موضوع اكتتاب (أرامكو) سيكون عاملاً يزيد الضبابية حول الصكوك، بل على العكس سيكون عاملا إيجابيا ومطمئنا للمستثمرين».
ويضيف اسفاكياناكيس أن الاكتتاب سيعزز من شفافية الشركة وسيفتح سجلاتها المالية أمام المستثمرين «وهذا شيء صحي للشركة وللصكوك والمستثمرين».



منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».