ترمب يعين صهره للإشراف على إصلاح الإدارة

الكونغرس يعتزم استجواب كوشنر في قضية «الصلات الروسية»

ترمب يتحدث إلى ممثلة عن «مكتب جونسون للأمن» بحضور ابنته إيفانكا (يمين) خلال اجتماع للنساء اللاتي يرأسن المقاولات الصغيرة في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث إلى ممثلة عن «مكتب جونسون للأمن» بحضور ابنته إيفانكا (يمين) خلال اجتماع للنساء اللاتي يرأسن المقاولات الصغيرة في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعين صهره للإشراف على إصلاح الإدارة

ترمب يتحدث إلى ممثلة عن «مكتب جونسون للأمن» بحضور ابنته إيفانكا (يمين) خلال اجتماع للنساء اللاتي يرأسن المقاولات الصغيرة في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث إلى ممثلة عن «مكتب جونسون للأمن» بحضور ابنته إيفانكا (يمين) خلال اجتماع للنساء اللاتي يرأسن المقاولات الصغيرة في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تكليف صهره غارد كوشنر، بمهمة إجراء تعديلات في إدارة البيت الأبيض من خلال تطبيق أفكار من عالم الأعمال. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها أنه كان مقرراً يوم أمس، تدشين مكتب التطوير في البيت الأبيض الذي سيشمل إصلاح الإجراءات الإدارية وتحقيق وعود الحملة الانتخابية مثل إصلاح الرعاية لقدامى المحاربين ومكافحة الإدمان على الأدوية التي تحتوي على الأفيون.
وقال ترمب: «وعدت الشعب الأميركي بأن أعطي نتائج وأطبق على الحكومة نهجي القائم على الإنجاز قبل المهل المحددة وبكلفة أقل من الميزانية». وتابعت: «واشنطن بوست» أن هذا المكتب سيضم مديرين سابقين من القطاع الخاص لديهم أفكار جديدة لطريقة إدارة الحكومة. وقال كوشنر للصحيفة: «يجب أن تدار الحكومة مثلما تدار شركة أميركية عظيمة. أملنا هو أن نحقق النجاح ونكسب رضا زبائننا وهم المواطنون».
وكوشنر (36 عاماً) من كبار مستشاري ترمب وله نفوذ على السياسات الداخلية والخارجية. إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن مستشار ترمب للمسائل الاستراتيجية ستيف بانون الذي دعا إلى «تفكيك الدولة الإدارية» لن يكون ضمن الفريق الجديد. وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن يركز المكتب الجديد خصوصاً على التكنولوجيا والبيانات، فالبيت الأبيض يتعاون مع المدير التنفيذي لـ«آبل» تيم كوك ومع مؤسس «مايكروسوفت» بيل غيتس ومؤسس شركة «تيسلا» إيلون ماسك. وعلق المدير التنفيذي لشركة «بلاكستون غروب» للاستثمارات ستيفن شوارتسمان: «هناك حاجة لتحديد ما هي السياسات التي تزيد الاحتكاك (الضغوط) على النظام دون أن تصاحبها فوائد ملحوظة في المقابل». وتابع شوارتسمان «من السهل على القطاع الخاص تحديد نقاط الاحتكاك هذه والقيام بذلك بشكل سريع».
وتأتي هذه الخطوة تزامناً مع طلب لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ استجواب كوشنر، زوج إيفانكا ابنة الرئيس ترمب، في إطار تحقيقها في العلاقة بين مساعدي الرئيس والمسؤولين الروس، حسبما أفاد مسؤول في مجلس الشيوخ. وفي حال استجوابه سيكون كوشنر، مستشار الرئيس أثناء حملته الانتخابية وفي البيت الأبيض، الشخص الأقرب إلى ترمب الذي يتم استجوابه في إطار التحقيقات التي يجريها الكونغرس في دور روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين لم تعلن هويتهم في الإدارة الأميركية وفي الكونغرس قولهم إن اللجنة تعتزم توجيه أسئلة إلى كوشنر بشأن اجتماعين مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك في برج ترمب بنيويورك في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالإضافة إلى اجتماع مع مدير بنك التنمية الحكومي الروسي. وكان بنك التنمية الروسي الحكومي بين المصارف الروسية التي فرضت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عقوبات عليها عام 2014 بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم.
وجرت العادة على أن يلتقي أفراد في فريق الرئيس المنتخب مع مسؤولين روس أو أجانب. وقالت هوب هيكس المتحدثة باسم ترمب للصحيفة إن كوشنر التقى عشرات المسؤولين من دول أجنبية. وتوصلت الاستخبارات الأميركية إلى أن موسكو نسقت عملية اختراق شبكات الحزب الديمقراطي خلال فترة الحملة الانتخابية الرئاسية ونشرت معلومات مسروقة من مسؤولين ديمقراطيين لصالح ترمب. ونفت روسيا هذه المزاعم. وتحقق أربعة لجان في الكونغرس على الأقل في محاولات روسية محتملة للتأثير في مسار عملية التصويت وأي علاقات بين مساعدي ترمب ومسؤولين روس.
وأكد جيمس كومي مدير مكتب المباحث الفيدرالي الأسبوع الماضي أن وكالته تحقق بدورها في هذا المجال. وقالت هيكس إن كوشنر يعتزم الشهادة أمام لجنة مجلس الشيوخ، مضيفة أنه «لا يحاول إخفاء شيء». ورتب كوشنر اجتماعاً مع كيسلياك في أوائل ديسمبر حضره مايكل فلين الذي تولى لفترة وجيزة منصب مستشار الأمن القومي لترمب فترة قصيرة.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن كيسلياك طلب اجتماعاً ثانياً في وقت لاحق من الشهر عينه طلب فيه كوشنر من مساعد له أن يحضره. وطلب السفير الروسي أن يلتقي كوشنر مع سيرغي غوركوف رئيس بنك التنمية الحكومي الروسي الذي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه بدوره بعد التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا.
وجاءت هذه التطورات بعد أيام من أول انتكاسة سياسية كبيرة مني بها ترمب منذ تنصيبه في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد أن سحب زعماء الجمهوريين في مجلس النواب مشروعهم للرعاية الصحية بعد سنوات من تعهدات بإلغاء قانون الرعاية الصحية الذي يحمل اسم الرئيس السابق باراك أوباما والذي وُضع في عام 2010. كما تأتي بعد أسبوع من تخصيص مكتب في البيت الأبيض لإيفانكا مع السماح لها بالاطلاع على معلومات سرية وحصولها على هاتف حكومي بعد أن قال مستشارون من قبل إنها لن تقوم بأي دور في البيت الأبيض.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.