بعد «صحراء موجاف» بالولايات المتحدة الأميركية و«النهر الجليدي آلاتش» بجبال الألب السويسرية، انطلق في جزيرة قرقنة التونسية (وسط شرقي البلاد) يوم أمس مشروع فني تحت عنوان «ماتزا» بإمضاء فنانين من تونس وسويسرا وفرنسا وبلجيكا.
ومن المنتظر أن ينتقل المشروع الفني الذي يتواصل في قرقنة إلى غاية التاسع من أبريل (نيسان) المقبل، الذي يعرض إنتاجاته الإبداعية المختلفة إلى المتحف الوطني بباردو في العاصمة التونسية بداية من منتصف شهر أبريل.
ويجمع هذا المشروع مجموعة من الفنانين وتضم القائمة سفرين قيلبا وصابين زعلان من سويسرا، وطوم بوقايارت من بلجيكا وماكسيم بوندي من فرنسا وناتالي روداش التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والسويسرية، وكريم بن عمر وسليم بن الشيخ ومفيدة فضيلة ومنى كراي ووسام العابد من تونس. وسيقيم الفنانون العشرة في قرية «الشرقي» في جزيرة قرقنة، وسيلتقطون صورا ويجمعون معلومات ويلتقون سكان الجزيرة للاطلاع على خبراتهم الحياتية ويتنقلون إلى معالم الجزيرة التراثية قبل أن يجمعوا حصيلة إقامتهم لمدة 15 يوما ويعرضوها في متحف باردو.
وفي هذا الشأن، قال الفنان التونسي كريم بن عمر، إن عناصر الفريق الفني الذي يجمع بين ضفتي المتوسط، سيجتمعون في جزيرة قرقنة للعمل على قضايا البحر الأبيض المتوسط المختلفة وسيكشفون عن كنوز الجزيرة على حد تعبيره.
وأضاف قوله إن هذه المبادرة تنطلق من الفن ومن ممارساته المعاصرة لتهتم بالصيد البحري كوسيلة للعيش والبقاء في الجزيرة التونسية، وبالبحر كفضاء مشترك ومكان حقيقي للتشارك والعيش جنبا إلى جنب.
ويقوم هذا المشروع على مقاربة متعددة التخصصات وعلى بناء مسار جماعي ويبدي اهتماما بالأماكن ذات الرمزية القوية على غرار الصحراء أو النهر الجليدي أو البحر، وقد وقع الاختيار على جزيرة قرقنة بالنظر إلى علاقة سكانها المتينة بالبحر وما يفرزه من خيرات.
ويعتمد مشروع «ماتزا» الذي أطلقه السويسري سفرين قيلبا على جمع فرق متكاملة مكوّنة غالبا من فنانين ومن علماء للعمل على قضايا الأرض والموارد البشرية والمشاركة المحلية في إدارة الشأن العام.
ومن خلال انطلاقه من تراث جزيرة قرقنة المرتبط أساسا بالصيد البحري التقليدي، يأمل مشروع «ماتزا» في تشكيل فضاء فريد مخصص للخلق والتجديد، ليس في المجال الفني فقط بل في المجالين البيئي والاجتماعي أيضا وذلك على المدى البعيد.
ومن خلال تنفيذ طريقة «مخبر الأفكار والمشاريع المفتوحة»، سيصبح بإمكان قرقنة أن تكون مصدرا مشعا على حوض البحر الأبيض المتوسط ومكانا يجذب الجمهور ليأتيه زائرا من بعيد للاطلاع على خصوصياته الاجتماعية والحضارية.
«ماتزا»... مشروع بإمضاء عشرة فنانين من تونس وأوروبا
يعنى بتراث جزيرة قرقنة التونسية
«ماتزا»... مشروع بإمضاء عشرة فنانين من تونس وأوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة