الثور المجنح... من الموصل لساحة الطرف الأغر

عبر عمل فني سيعرض على قاعدة التمثال الرابع في 2018

الفنان الأميركي من أصول عراقية مايكل راكويتس مع عمله الفائز في مسابقة العمود الرابع (رويترز)  -  مجسم الثور المجنح  (إ.ب.أ)
الفنان الأميركي من أصول عراقية مايكل راكويتس مع عمله الفائز في مسابقة العمود الرابع (رويترز) - مجسم الثور المجنح (إ.ب.أ)
TT

الثور المجنح... من الموصل لساحة الطرف الأغر

الفنان الأميركي من أصول عراقية مايكل راكويتس مع عمله الفائز في مسابقة العمود الرابع (رويترز)  -  مجسم الثور المجنح  (إ.ب.أ)
الفنان الأميركي من أصول عراقية مايكل راكويتس مع عمله الفائز في مسابقة العمود الرابع (رويترز) - مجسم الثور المجنح (إ.ب.أ)

تحل العام المقبل الحروب العراقية أو آثارها ضيفا على قاعدة العمود الرابع الفارغة في «ترافالغر سكوير» (الطرف الأغر) بلندن، حيث أعلن مكتب عمدة لندن صديق خان أمس عن فوز مشروع فني يمثل التراث الآشوري الذي دمر خلال الغزو الأميركي للعراق. فتم اختيار عمل الفنان الأميركي مايكل راكويتس والذي يمثل الثور المجنح الشهير ليقف صامدا مرة أخرى في أشهر ساحات العالم وأمام أهم المعالم السياحية البريطانية.
أطلق راكويتس على مشروعه اسم «العدو الخفي لا ينبغي أن يبقى»، وسيتم إزاحة الستار عنه في شهر مارس (آذار) 2018 وتم اختياره من ضمن قائمة قصيرة من المشروعات الفنية.
راكويتس الذي ولد في شيكاغو أشار في كلمته المسجلة إلى أن والدته تنحدر من العراق وأن أحد أعمامه قد هاجر من العراق في عام 1940 واستقر به الحال في لندن. أما عن مضمون مشروعه فيقول إن الشرارة تولدت مع تدمير المتحف العراقي في 2003 ويضيف: «بدأت هذا المشروع في عام 2006 لإعادة تركيب الآثار العراقية المنهوبة والمدمرة». ويهدف الفنان إلى إعادة بناء سبعة آلاف أثر عراقي من مقتنيات المتحف». ويضيف: «هذا العمل يمثل إيماءة لكل من فقدوا حياتهم التي لا يمكن لنا أن نعيد تكوينها هنا. التدمير الثقافي وحرق الكتب لا يرقيان لمغزى تدمير الآثار الذي تصحبه دائما مآس إنسانية».
وتأتي الفكرة التي فازت بمسابقة العمود الرابع كتكملة لمشروع راكويتس حيث سيقوم الفنان بإعادة تكوين تمثال الثور المجنح الأصلي الذي يصور إلها حاميا يحمل اسم لاماسو ويقف منذ عام 700 قبل الميلاد على بوابة مدينة نينوى القديمة على مشارف مدينة الموصل العراقية الحديثة. وقد دمر التمثال الأصلي 2015 على يد محاربي «داعش» مع مجموعة كبيرة من محتويات متحف الموصل.
يلجأ راكويتس لإعادة تكوين التمثال الأثري ولكن ليس بالأحجار وإنما باستخدام علب شراب التمر العراقي وهي بقايا صناعة كانت ناجحة في العراق وقضت عليها الحروب المتعاقبة. وقال راكويتس في بيان: «إنها المرة الأولى التي يعرض فيها هذا المشروع في مكان عام، ويحدث ذلك في الوقت الذي نشهد فيه هجرة جماعية للفارين من العراق وسوريا». وبدأ راكويتس العمل في عام 2007 على مشروع استخدم فيه عبوات مواد غذائية من المنطقة العربية وأعاد استخدامها ليصنع قطعا أثرية دمرت أو شوهت أثناء نهب متحف العراق في بغداد في عام 2003. وضم إلى مشروعه الآن قطعا أثرية دمرها تنظيم داعش.
«ما حدث محطم تماما»، يقول الفنان لصحيفة «الغارديان».. «عملية إعادة تكوين هذه الأشكال لتشبه القطع الأصلية هي عملية لها معنى كبير بالنسبة لي، ولكنها أيضا تثبت لي استحالة إعادة بناء التاريخ. وبغض النظر عن التطور التكنولوجي فالحمض النووي للمجتمعات لا يمكن تجميعه مرة أخرى».
عرض التمثال في وسط لندن له أهمية كما يشرح راكويتس، فهو زار شارع العرب الشهير إدجوار رود ودخل محلات ومقاهي تحمل اسم بغداد وبابل.. «أدركت أن جزءا كبير من العراق يعيش هنا. من الممتع إمكانية عرض أي مشروع في مكان كهذا حيث تعيش أجيال من العراقيين الذين تركوا بلادهم في أوقات مختلفة».
وإلى جانب مشروع راكويتس اختارت اللجنة عملا للفنانة هيذر فيليبسون ليأخذ جواره في التربع على القاعدة الفارغة بعد الثور المجنح. ويأتي عمل فيليبسون على هيئة كوب من الآيس كريم تقف على قمته ذبابة وطائرة درون صغيرة إلى جانب ثمرة الكريز التي تجملها.
ومن جانبه علق إيكو إيشون رئيس لجنة التكليف بمشروعات القاعدة الرابعة على الأعمال الفائزة بقوله: «تلقينا هذا العام خمسة مشروعات قوية وكانت مهمة الاختيار من بينها صعبة للغاية. أريد أن أهنئ مايكل راكويتس وهيذر فيليبسون على فوزهما.
وستكون الأعمال الجديدة صفحة جديدة في أثر العمود الرابع في عرض أعمال عالمية فنية في وسط لندن».
المعروف تاريخيا أن القاعدة التي صممها سير تشارلز باري بنيت في عام 1841 كان من المقرر أن يوضع عليها تمثال للملك ويليام الرابع ولكن تعثر ذلك المشروع لنقص التمويل.
وفي عام 1999 تبنت الجمعية الملكية للفنون مشروع «قاعدة العمود الرابع» الذي تولى وضع تماثيل متعاقبة لفنانين معاصرين في ذلك المكان ويمثل الثور المجنح رقم 12 في قائمة الأعمال التي عرضت على القاعدة. وقد حول المشروع الساحة الشهيرة إلى أكثر الحدائق النحتية شعبية في بريطانيا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.