تمثال المطرية لـ«بسماتيك الأول» واستقر في «متحف التحرير»

4 علامات هيروغليفية كشفت عن لغز شخصية الملك الذي حكم مصر 54 عاماً

تحميل أجزاء من التمثال في حي المطرية («الشرق الأوسط»)
تحميل أجزاء من التمثال في حي المطرية («الشرق الأوسط»)
TT

تمثال المطرية لـ«بسماتيك الأول» واستقر في «متحف التحرير»

تحميل أجزاء من التمثال في حي المطرية («الشرق الأوسط»)
تحميل أجزاء من التمثال في حي المطرية («الشرق الأوسط»)

انتهت حالة الجدل الأثري بين علماء مختصين، بشأن الكشف عن تمثال ضخم بمنطقة المطرية، شرق القاهرة، بطريقة بدائية أثارت سخرية المصريين. وكشفت وزارة الآثار المصرية عن أن التمثال يعود إلى الملك بسماتيك الأول، وليس الملك رمسيس الثاني. وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، عقب وصول التمثال للمتحف المصري بميدان التحرير، بوسط العاصمة، إن «الملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين، وقد حكم مصر 54 عاماً، ويعد مؤسس عصر النهضة».
وبسماتيك الأول كان أول فراعنة الأسرة السادسة والعشرين، وقد وحد مصر في العام الثامن من حكمه، عندما أرسل أسطولاً قوياً في مارس (آذار) عام 656 قبل الميلاد إلى طيبة، وأجبر «ملكة مصر» على اتخاذ ابنته نيتوكريس وريثة لها.
ونظمت وزارة الآثار احتفالية، الليلة قبل الماضية، للإعلان عن وقائع نقل التمثال الأثري من منطقة المطرية إلى متحف التحرير. وقد أثارت طريقة استخراج التمثال، الذي عثرت عليه بعثة الآثار المصرية - الألمانية المشتركة، سخرية المصريين، خصوصاً بعد تركه لمدة 7 أيام دون حراسة، ليلهو عليه الأطفال في منطقة المطرية (أون قديماً).
وأطلق الإغريق، الذين غزوا مصر عام 332 قبل الميلاد، اسم «هليوبوليس» على مدينة «أون» المصرية القديمة، وتعني: مدينة الشمس، في منطقة المطرية (شرق القاهرة)، التي كانت مركزاً لعبادة الشمس، ومقراً لواحدة من أقدم عواصم البلاد ومراكزها العلمية والفلسفية، قبل توحيد مصر في حكم مركزي نحو 3100 قبل الميلاد.
وتولت عملية نقل التمثال القوات المسلحة المصرية، بالتعاون مع وزارة الآثار، وكان موكب نقل التمثال يسير ببطء شديد حفاظاً على هيكله من الاحتكاك، ونظراً لثقل وزن التمثال الذي يصل إلى 8.50 طن، إضافة إلى القطع الأخرى المنقولة معه، ومنها رأس التمثال الذي يبلغ وزنه طناً ونصف الطن، بحسب مصادر بوزارة الآثار.
وأوضح وزير الآثار، خلال الاحتفالية التي حضرها عدد من الوزراء، وسفراء كثير من الدول، أن «شكل التاج والوجه والجسم وحجمه الكبير وشكل صدره... كل هذا أثار جدلاً حول صاحب التمثال، ووجدنا 4 علامات هيروغليفة ترجمتها (نب عا)، أي صاحب الذراع القوي، وهذا لقب كان للملك بسماتيك الأول»، مشيراً إلى أن هذا التمثال لفت نظر العالم كله لمصر بتاريخها، وأن لديها أثاراً وأسراراً كثيرة مبهرة لم يكشف عنها.
وتقول مصادر أثرية إن «الأسرة الـ26 بدأت بالملك بسماتيك الأول، ابن الملك نيكاو، وانتهت بالملك بسماتيك الثالث. وفي عهد بسماتيك الأول، أصبحت البلاد مستقلة تماماً، بعد أن كانت من قبل تحت نير الحكم الأشوري»، مشيرة إلى أنه «خلص مصر ليس من الأشوريين فقط، بل ومن الكوشيين، ونهض بالبلاد نهضة كانت مضرب الأمثال في تاريخ مصر».
والمصادر الأثرية أكدت أن بسماتيك الأول كان متزوجاً من محيتنوسخت، وأنجب ابنته نيتوكريس وابنه نيكاو، وهو الأمير الذي عرف باسم نيكاو الثاني، وتربع على عرش مصر في عام 609 قبل الميلاد، عقب وفاة أبيه.
ومعبد «أون» كان من أكبر المعابد بمصر القديمة، حيث بلغ كبر حجمه ضعف معبد الكرنك بمدينة الأقصر (جنوب البلاد)، لكنه تعرض للتدمير خلال العصور اليونانية الرومانية، حيث نقلت كثير من المسلات والتماثيل التي كانت تزينه إلى مدينة الإسكندرية، وإلى أوروبا، كما استخدمت أحجاره في العصور الإسلامية في بناء القاهرة التاريخية.
وتضمنت فعاليات احتفالية المتحف المصري بالتحرير عرض فيلم قصير عن التمثال، إضافة إلى عرض تقديمي، وإلقاء عدد من الكلمات لممثلي البعثة الأثرية، التي تم خلالها استعراض كيفية استخراج التمثال الأثري من منطقة المطرية، ونقله إلى المتحف المصري، وتوضيح الصعوبات التي واجهتهم، ومن أهمها أن «منطقة الكشف الأثري بشرق القاهرة كانت مغمورة بالمياه».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.