تقدم بطيء للقوات العراقية في بلدة الموصل القديمة

البيشمركة تعلن تشكيل سرية خاصة بمواجهة الأسلحة الكيماوية

عراقية وطفلتها ترفعان راية بيضاء في حي الدواسة غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
عراقية وطفلتها ترفعان راية بيضاء في حي الدواسة غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

تقدم بطيء للقوات العراقية في بلدة الموصل القديمة

عراقية وطفلتها ترفعان راية بيضاء في حي الدواسة غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
عراقية وطفلتها ترفعان راية بيضاء في حي الدواسة غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)

تباطأ تقدم القوات العراقية، أمس، في البلدة القديمة، وسط غرب الموصل، مع احتدام معارك شوارع ضارية في الأزقة والأحياء الضيقة للمدينة، بينما أعلنت قوات البيشمركة الكردية تشكيل سرية عسكرية مختصة بمواجهة الأسلحة الكيماوية ضمن صفوف قواتها.
وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته واصلت أمس «توغلها في منطقة باب الطوب في المدينة القديمة، واستعادت السيطرة على فندقي آشور وبغداد ومسجدي الصابونجي والخضر». ونفذت القوات أمس عمليات تمشيط وتفتيش واسعة في المناطق المحررة من باب الطوب لتطهيرها من العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها التنظيم قبل الفرار من تلك المناطق. وشملت عملية التفتيش البحث عن مسلحي «داعش» المتخفين وسط المدنيين.
وشنت مدفعية الشرطة الاتحادية أمس قصفا مكثفا على تجمعات التنظيم ودفاعاته قرب الجسر الخامس، بعد تحديد الأهداف بشكل دقيق، لتقليل الأضرار في صفوف المدنيين المحاصرين من قبل التنظيم. وأوضح الفريق جودت أن «طائراتنا المسيرة القاصفة تواصل طلعاتها على مدار الساعة، وترصد تجمعات وتحركات الإرهابيين في عمق الجانب الأيمن (الغرب) وتستهدفهم».
وتزامنا مع تقدم القطعات العسكرية في المدينة القديمة، وصلت أمس قوات مكافحة الإرهاب إلى مشارف البوابة الغربية للمدينة القديمة التي تشهد معارك شرسة بين الشرطة الاتحادية ومسلحي التنظيم. وأوضح قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان، أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي الموصل الجديدة».
وعزا مسؤولون عسكريون تباطؤ تقدم وحدات الرد السريع، أمس، إلى الطقس السيئ، إضافة إلى «مقاومة عنيفة من نيران قناصة وقذائف مورتر» أصابت منطقة قرب متحف الموصل الذي سيطرت عليه القوات قبل أيام، بحسب وكالة «رويترز».
إلى ذلك، أنهت سرية من قوات البيشمركة أمس تدريبات لمواجهة الأسلحة الكيماوية. وقال نائب رئيس أركان قوات البيشمركة للعمليات والتدريب، اللواء قارمان كمال، لـ«الشرق الأوسط»: «بعد استخدام تنظيم داعش الأسلحة الكيماوية ضد قوات البيشمركة خلال المعارك، ارتأت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان أن من الضروري تشكيل سرية عسكرية مختصة في مواجهة الأسلحة الكيماوية».
واستحدثت البيشمركة في البداية «القسم الكيماوي»، ثم شكلت أول سرية خاصة بمواجهة هذه الأسلحة، تلقت تدريباتها على مدى ثلاثة أشهر متتالية على يد فريق من مديرية الصنف الكيماوي التابعة لوزارة الدفاع العراقية، فيما تلقت مجموعة أخرى من أفراد السرية دورات خاصة بمواجهة الهجمات الكيماوية في ألمانيا. وأضاف اللواء قارمان أن هذه السرية «أنهت تدريباتها بنجاح» أول من أمس.
وأضاف: «ننوي جعل هذه السرية كتيبة للدفاع الكيماوي مستقبلاً. بعد انتهاء التدريبات نعمل على استكمال تجهيزاتها من الجوانب كافة، كي تكون فعالة في المستقبل وجاهزة لمعالجة أي هجمات كيماوية قد تقع في جبهات القتال». ولفت إلى أن السرية «تعمل على إعداد الضباط والمقاتلين من الألوية كافة في الوزارة وتدريبهم».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.