القوات العراقية تستعيد حيين وتتوقع تحرير الموصل خلال شهر

«داعش» يستهدف المدنيين الهاربين... و26 قتيلاً بهجوم انتحاري استهدف حفل زواج شمال تكريت

عراقي يرفع طفلاً إلى شاحنة تقله وهاربين من المعارك التي تشهدها الموصل بين {داعش} والقوات العراقية (رويترز)
عراقي يرفع طفلاً إلى شاحنة تقله وهاربين من المعارك التي تشهدها الموصل بين {داعش} والقوات العراقية (رويترز)
TT

القوات العراقية تستعيد حيين وتتوقع تحرير الموصل خلال شهر

عراقي يرفع طفلاً إلى شاحنة تقله وهاربين من المعارك التي تشهدها الموصل بين {داعش} والقوات العراقية (رويترز)
عراقي يرفع طفلاً إلى شاحنة تقله وهاربين من المعارك التي تشهدها الموصل بين {داعش} والقوات العراقية (رويترز)

في حين أعلن أمس عن تحرير حيين جديدين في الموصل هما «المعلمين والسايلو»، قال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أمس إن القوات العراقية تعمل على إخراج مقاتلي تنظيم داعش من كامل الموصل في فترة زمنية لا تتعدى شهراً رغم أنها تخوض قتالاً صعباً في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وهي المنطقة القديمة من المدينة.
وتواجه القوات العراقية في توغلها في الشطر الغربي من الموصل مقاومة عنيفة على نحو متزايد من مسلحي التنظيم الذين يستخدمون السيارات الملغومة والقناصة في الدفاع عن آخر معاقلهم الكبرى في العراق. وكانت العملية العسكرية التي شنتها القوات العراقية لاستعادة شرق المدينة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) بدعم تحالف تقوده الولايات المتحدة قد استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر. وبدأ الهجوم لاستعادة السيطرة على غرب الموصل قبل أقل من ثلاثة أسابيع. وقال الفريق الأول طالب شغاتي لـ«رويترز» في مؤتمر بالسليمانية: «رغم القتال العنيف... فنحن نمضي قدماً بإصرار لإنهاء المعركة على الجانب الغربي خلال شهر». وهو الجزء المتبقي من المينة. ويحارب بضعة آلاف من مقاتلي التنظيم في غرب الموصل في مواجهة قوة عراقية مؤلفة من 100 ألف مقاتل غير أن أساليبهم التي استخدموها في الشطر الشرقي في أواخر العام الماضي مكنتهم من الصمود لفترة أطول من التقديرات الأولية المتفائلة للحكومة. وتفوق مدينة الموصل بكثير من حيث الحجم أي مدينة أخرى خضعت لسيطرة التنظيم في العراق وسوريا. وتقهقر التنظيم وتقلصت الأراضي التي يسيطر عليها في البلدين في حربه في مواجهة ثلاث قوى منفصلة تدعمها الولايات المتحدة وتركيا وروسيا تتقدم صوب الرقة معقله في سوريا.
وقال الفريق عبد الأمير رشيد يار الله قائد الحملة العسكرية إن قوات مكافحة الإرهاب استعادت حي المعلمين وحي السايلو أمس. وداخل المدينة تقاتل قوات مكافحة الإرهاب إلى جانب الشرطة الاتحادية وقوة الرد السريع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، التي استعادت هذا الأسبوع السيطرة على منطقة المباني الحكومية ومتحف الموصل. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة الاتحادية أمس إن اشتباكات وقعت بالقرب من المتحف الذي سبق أن صور المتشددون أنفسهم فيه وهم يدمرون تماثيل ومنحوتات لا تقدر بثمن في عام 2015. وقال المقدم حميد حبيب من قوات الرد السريع: «الخط الأمامي يقع خلفه مباشرة. يوجد قناصة يرابطون في مباني الفنادق العالية على طريق خلف ذلك الخط».
من جهة ثانية، بات المدنيون الهاربون من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في مدينة الموصل هدفاً رئيسياً لمسلحي التنظيم الذين يستهدفونهم من خلال قصفهم بقذائف الهاون والقناصة، الأمر الذي يوقع يومياً العشرات بين قتيل وجريح. بينما تسعى القوات الأمنية العراقية إلى القضاء على نيران «داعش» وتأمين منافذ آمنة لخروج المدنيين المحاصرين من قبل التنظيم إلى الخطوط الأمامية للقوات الأمنية ومن ثم إلى مخيمات النازحين في جنوب الموصل وشرقها.
وقصفت القوات العراقية أمس تحركات وتجمعات «داعش» في المدينة القديمة وسط الموصل، وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط»: «واصلت مدفعية ميدان والطائرات المسيرة التابعة لقوات الشرطة الاتحادية أمس عمليات رصد واستهداف العجلات المفخخة ومفارز الهاون ودفاعات (داعش) في المدينة القديمة»، مضيفاً أن قواته تنقذ العوائل النازحة والمواطنين العالقين من تحت أنقاض منازلهم التي فخخها الإرهابيون قبل هروبهم من منطقة باب الطوب.
وأردف الفريق جودت: «قطعاتنا استمرت أمس بتطهير المناطق المحررة من الفِخاخ والألغام والعبوات الناسفة وتأمينها تمهيدا للتقدم باتجاه الأهداف المرسومة لنا وسط الموصل وتحريرها». بدوره قال مدير إعلام فرقة الرد السريع، المقدم عبد الأمير المحمداوي: «تنظيم داعش يستهدف العشرات من العوائل النازحة من المناطق الخاضعة له باتجاه القطعات الأمنية، بقذائف الهاون والقناصة الأمر الذي تسبب بإصابة كثير من المدنيين، كان من بينهم طفلة تبلغ من العمر نحو أربعة سنوات، حيث حاولت طبابة الرد السريع إنقاذها لكنها مع الأسف فارقت الحياة، كذلك نقلنا عدداً من المصابين الآخرين من بينهم كبار في السن إلى المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج»، مبيناً أن قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع تواصل نقل المدنيين الهاربين من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» إلى مخيمات النزوح في حمام العليل ومناطق جنوب وشرق الموصل، ويؤكد بالقول: «قطعاتنا وبإسناد من طيران قوات الجيش العراقي أمن منافذ عدة لخروج هؤلاء المدنيين، لكن استهدافهم يكون من الخلف من داخل المناطق التي ما زال (داعش) يُسيطر عليها».
ويوم الأربعاء وقع تفجيران في حفل زفاف بالقرب من تكريت التي استعادتها القوات العراقية عام 2015 مما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وأصيب 25 بجروح في هجوم انتحاري بثلاثة أحزمة، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية أمس. وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية: «قتل 26 شخصاً بينهم طفلان وأصيب 25 آخرون جراء هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة خلال حفل استعداد لزواج في قرية الحجاج» الواقعة إلى الشمال من مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد). وأكد طبيب في مستشفى تكريت حصيلة الضحايا.
وفقد التنظيم السيطرة على معظم المدن التي سيطر عليها في شمال العراق وغربه عامي 2014 و2015. وفي سوريا ما زال التنظيم يسيطر على الرقة التي تعد معقلاً له وعلى معظم محافظة دير الزور.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.