هيو جاكمان لـ«الشرق الأوسط»:‬ أستطيع تحمل أي فشل مهني

الممثل والمنتج الأسترالي يفكر في «الإلياذة»... ويودع «وولفرين»

لقطة من «لوغان»  -  هيو جاكمان في دور «وولفرين»
لقطة من «لوغان» - هيو جاكمان في دور «وولفرين»
TT

هيو جاكمان لـ«الشرق الأوسط»:‬ أستطيع تحمل أي فشل مهني

لقطة من «لوغان»  -  هيو جاكمان في دور «وولفرين»
لقطة من «لوغان» - هيو جاكمان في دور «وولفرين»

عندما حطّ هيو جاكمان، في الخامس عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي في مطار تيغل البرليني لكي يحضر فيلم الختام للدورة السابعة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي، كان يحمل في يده، كما قال لي في اليوم التالي، سيناريو فيلم مأخوذ عن «إلياذة هوميروس».
«قرأتُ معظمه على الطائرة. هذا أفضل وقت للقراءة. وعندما أعود إلى لوس أنجليس عليَّ أن آخذ قراراً فيما لو كنت أريد أن أكون طرفاً في هذا الفيلم».
السيناريو نفسه، تحت عنوان «الإلياذة»، موجود على الطاولة بيننا. كتبه منذ عامين بيتر كريغ الذي كتب كذلك الجزأين الأول والثاني من «ألعاب الجوع»، لكنه أجرى عليه تعديلات آخرها في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي:
«إنه سيناريو رائع عن مجموعة أشعار مذهلة فيما تتناوله من فكر وعاطفة في فترة من تاريخ الحروب الإغريقية. وإذا ما تمت معالجته جيداً فإن تخميني هو أنه سيكون من أفضل ما تم إنتاجه منذ فترة طويلة».
لدى هيو جاكمان سيناريوهات عدة غير هذا السيناريو معظمها ينتظر قراره. هناك ما سينتجه منها وهناك ما سيمثله. لكن وصل إلى برلين لحضور عرض فيلم الختام «لوغان» الذي هو آخر فيلم من بطولته، وتم افتتاحه يوم الخميس الماضي حول العالم بنجاح ملحوظ، إذ جمع في أيامه الثلاث الأولى 88 مليون دولار في كل من كندا والولايات المتحدة، ويتجاوز هذه الأيام سقف الـ180 مليون دولار حول العالم.
سيكون كذلك الفيلم التاسع والأخير من سلسلتي «رجال إكس» و«وولفرين» التي انبثقت عنها. بعد 17 سنة على تحقيق الجزء الأول سنة 2000 حيث شارك جاكمان البطولة مع هالي بيري وجيمس مارسدن وفامكي جانسن وإيان مكيلين وباتريك ستيوارت، آن الأوان للتوقف كما يقول جاكمان:
«أعتقد أنه الوقت الصحيح للتوقف عن هذه السلسلة، بالنسبة لي على الأقل وأنا سعيد إذ اختير الفيلم ليكون ختاماً لمهرجان برلين».
** نهاية مرحلة
* ما الدافع الحقيقي لاتخاذ القرار بالتوقف عن تمثيل السلسلة؟
- أشعر بأن الوقت صحيح لذلك. في كل مرّة مثلت فيها دور وولفرين (الرجل الذي ينقلب إلى ما يشبه الذئب) كنت أبحث عن جانب جديد لهذه الشخصية. وهذا يزداد صعوبة من فيلم لآخر لأن الشخصية من الشخصيات التي لا تمتلك هامشاً عريضاً تستطيع الانتقال فيه. لكني كنت دائماً حريصاً على أن أجد هذا الجانب وأعتقد أني فعلت ذلك. عندما التقيت والمخرج (جيمس مانغولد) لنبحث الفيلم كان سؤالي الأول له، كيف يمكن أن نقدم وولفرين جديد.
* قرأت حديثاً له يقول فيه إنكما أردتما تقديم جزء يدمج الترفيه بدراما جادة.
- تماماً. أردنا أن نقدم ما ينتظره منا الجمهور وفي الوقت نفسه أن يختلف هذا الفيلم عن الأفلام السابقة من هذه السلسلة. مثلاً، كيف سيبدو العالم في المستقبل، وما هو المنتظر من وولفرين في الغد؟ أي وولفرين وكيف يعمل على الحفاظ على نفسه وسط عالم جانح ومضطرب.
* هل تعتقد أن السلسلة قالت كل شيء يمكن قوله عن هذه الشخصية أو عن الشخصيات الأخرى فيه؟
- المسألة في نظري ليست هكذا. نعم، هو قال كل شيء أو ربما معظم ما يمكن الإتيان به من جديد، لكن المسألة هي إذا ما كان على الفيلم الأخير أن يقول هذا كل ما عندنا، تصبحون على خير. كنا على اتفاق على أنه يجب أن نختم شخصية وولفرين بفيلم لا يجيب عن كل التساؤلات. يترك الباب مفتوحاً مثل نهاية «غير المسامح» لكلينت إيستوود. أنهى مهمّته، وعاد إلى مزرعته، لكن ماذا بعد ذلك؟
* «غير المسامَح» كان نهاية ظهور كلينت إيستوود في أفلام الوسترن...
- رائع أنك ذكرت ذلك، لأن الحديث بيني وبين المنتجين والمخرج تطرق إلى نهاية مناسبة تشبه تلك التي في «غير المسامَح». لقد انتهت بذلك الفيلم مرحلة من حياة بطله ومخرجه، وهو استمرَّ بعد ذلك كممثل وكمخرج لكن «غير المسامَح» كان مثل أنشودة الوداع لمرحلة أخرى.
* هل من دواعي التوقف عن المسلسل الإجهاد البدني الذي عادة ما يصيب الممثلين في شخصيات «السوبرهيرو»؟
- على العكس. في الأجزاء الأولى من «رجال إكس» كنت مجهداً أكثر مما في الأجزاء التالية. أعتقد أنني لم أحقق الشخصية حسبما أريد. لم أستطع خلقها كما يجب أو كما أريدها أن تكون. لاحقاً أصبحتُ أشعر بأنني أفعل ذلك. تبلورت الشخصية من كل وجوهها، بما في ذلك المستوى البدني. هذه المرّة كنت مستعداً لأي جهد يُطلب مني وربما كنت مستعداً أكثر من أي وقت مضى.
** التنويع ضروري
* كل الإحصاءات الأولى تقول إن الفيلم مقدم على نجاح تجاري كبير... هل تعتقد ذلك؟
- نعم، أعتقد ذلك. لكن المفاجآت قد تقع ولن يكون الحق على الفيلم، لأنه فعلاً عمل جيد. انتظر حتى تراه.
* كان لديك نصيب من الأفلام التي فشلت نقدياً أو فشلت تجارياً. أي الفشلين أخف وطأة بالنسبة لك؟
- (يضحك). كونك وضعت السؤال على هذا النحو يجعل الجواب صعباً. لكن في العموم أستطيع تحمل أي فشل. من يعاني منه أكثر هو المخرج. هذا حدث مع دارن أرنوفسكي عندما أخرج «الينبوع». كان وقع ذلك عليه صعباً، لأنه أحب هذا الفيلم، وهذا لا يعني أن النقاد كانوا على حق أو أن الجمهور كان على حق. يعني أنه كان فيلماً جيداً لم يستحق، في رأيي، النتيجة التي نالها حين تم عرضه.
* هل تشعر بأن نجاح هذه السلسلة أدّى إلى رغبة الجمهور في مشاهدتك في مثل هذه الأدوار أساساً، وليس في أدوار درامية بعيدة؟
- نعم، هناك جزء من هذا الواقع، ليس معي وحدي بل مع كثير من الممثلين الذين يؤدون أدوارهم في مسلسلات ناجحة. هناك استعداد ربما أستطيع وصفه بالفطري موجود لدى غالبية الجمهور لمشاهدة أفلام من سلسلة «رجال إكس» أو «كابتن أميركا» أو سواها على أفلام أخرى لممثلين مشتركين في هذه الأفلام. لكن في الوقت ذاته التنويع ضروري، وإذا ما قرر الممثل التوقف عن لعب أدوار البطولة على هذا النحو، فإنها ليست النهاية على الإطلاق.
* شخصيات «رجال إكس» مبنية على رجال ونساء لديهم قدرات خارقة للعادة. أي قدرة خارقة للعادة تحب أن تكون لديك؟
- لا أحب أن أكون خارقاً للمعتاد على الإطلاق. لا أريد أن أكون خارقاً للطبيعة مطلقاً. لا أريد أن أطير ولا أريد أن أتحوّل إلى ذئب أو أن أجمد الأشياء أو أشعل النار فيها. أكثر ما لا أريده هو أن أكون قادراً على قراءة الأفكار.
* لماذا؟
- أعتقد أن الغموض شيء مهم جداً في حياتنا. عندما كنت صغيراً كنتُ شاباً نحيفاً للغاية. كان سؤالي الدائم هو ما رأي الناس بي. لم أكن أريد أن أفكر بذلك لكني كنت دائماً أفكر بذلك. لهذا أقول إن آخر ما أهتمّ به هو أن أقرأ تفكير الناس. أن أقتحم خصوصياتهم لمجرد أنني أريد أن أعرف ماذا يفكرون بي.
** الماضي والمستقبل
* كيف تصف فترة شبابك على نحو عام؟
- لم يكن مميزاً كثيراً. كنت كسواي من المراهقين، لكني ربما كنت من بين الذين يسعون لاستكمال ثقافتهم في الحياة خارج المدرسة وليس فيها. لا أريد لأولادي ذلك، لكن هذا ما حدث معي. لم أحفظ الكثير مما تعلمته في المدرسة.
* هل التمثيل من بين ما تعلمته من الثقافة العامّة بعيداً عن المدرسة؟
- أعتقد ذلك، لكن لا بد لي أن أذكر أنني، على سبيل المثال، لم أكن أحفظ دروسي إلا في الدقائق الأخيرة قبل تأديتها. فزت في معظم امتحاناتي من دون تحضير مسبق. أقرأ سريعاً الدرس المطلوب مني تأديته وأحفظه سريعاً. هذا ولد عندي ثقة عندما بدأت التمثيل. إذا تم تغيير السيناريو وحواره في الساعات الأخيرة لا أنزعج... كوول... سأحفظ الحوار الجديد وألقيه في الوقت المناسب.
* تذكرت أنني قرأت أن أحد أسباب عزوفك عن متابعة مسلسل «وولفرين» أو «رجال إكس» تعرضك للإصابة بسرطان الجلد. صحيح؟
- الصحيح هو أنني أصبت به. هو أخف أنواع السرطان ومن الأنواع السهلة في التغلب عليه. لكن هذا لا علاقة له بالفيلم أو بالسبب الذي من أجله قررت أن يكون فيلمي الأخير.
* هذا الفيلم يأخذنا إلى المستقبل، لكن أي فترة تاريخية تتمنى لو كان بإمكانك زيارتها؟
- وُلدت سنة 1968. بالتالي أنا ابن الثمانينات فعلاً. ابن أفلام وموسيقى ومجتمع الثمانينات. لكن شخصية وولفرين سبعيناتية. هو نتيجة البيتلز ولد زبلينغ والرولينغ ستونز. إنه من الأشخاص الذين يتمنون لو أن العالم كله يقف عند السبعينات.
* هذا ما أتمناه بدوري.
- (يضحك) لكنك تعلم أن هذا مستحيل.
* ماذا عن المستقبل؟ هل تحب أن تزوره أو تعيش فيه؟
- أحب كثيراً أن أنتقل إليه كزيارة أو ربما للعيش إذا كان مسموحاً لي باصطحاب عائلتي معي. أفكر في كل المنجزات التي سيمتلكها الإنسان في الغد. هذه فانتازيا مثيرة.
* هل تعتقد أن الغد على هذه الصورة مضمون؟
- لا أدري. أتمنى جداً أن يكون أفضل من الحاضر واعتقد أن الحاضر، رغم كل ما فيه من مشكلات، هو أفضل من الأمس.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.