مقتل قيادي حوثي في تعز... والجيش يستعيد منطقتين

الميليشيات تكثف انتهاكاتها ضد سكان عتمة ذمار

مقتل قيادي حوثي في تعز... والجيش يستعيد منطقتين
TT

مقتل قيادي حوثي في تعز... والجيش يستعيد منطقتين

مقتل قيادي حوثي في تعز... والجيش يستعيد منطقتين

جددت الميليشيات الانقلابية في اليمن، أمس، محاولاتها التقدم إلى مواقع الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في جبهة مقبنة، غرب تعز، إلا أن قوات الجيش والمقاومة صدتها إلى تبة عبد القوي في العبدلة، مما دفعها لشن قصف عشوائي على قرية الطليلة في مقبنة من مواقع تمركزها في البهلول والبرح، غرباً.
وبينما تستمر المواجهات في شرق تعز، في ظل تقدم وحدات الجيش والمقاومة إلى محيط معسكر التشريفات، بشكل أكبر، في مسعى للسيطرة عليه، اندلعت اشتباكات عنيفة في المحيط تصاعدت ألسنة النار جراء حريق قرب المعسكر من اتجاه الكندي، وذلك بالتزامن مع قصف تبة السلال والتشريفات والقصر بمدفعية قوات الجيش والمقاومة الشعبية. وتسببت قذيفة أطلقتها الميليشيات على سوق الشنيني وسط مدينة تعز، في مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين، إضافة إلى تعرض أحد المنازل لأضرار.
بدورها، قالت مصادر عسكرية في «اللواء 22 ميكا بتعز»، لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات اشتدت حدتها في القطاع الثالث للواء في أحياء كمب الروس والجهيم، وتمت استعادة مواقع الجيش في منطقتي كمب الروس وشعب كريمة، وسقط العشرات من الميليشيات الانقلابية المتسللة إلى مواقعها بين قتيل وجريح».
وحول سير المعارك في الجبهات الريفية جنوب مدينة تعز، قال سهيل الخرباش من عناصر المقاومة الشعبية في جبهة حيفان لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي وصالح صعدت من قصفها العنيف على منطقة المفاليس والجمعة في حيفان، بعد مواجهات مع وحدات من اللواء 35 مدرع التابعة للجيش اليمني، ونتج عن ذلك إصابة مدنيين».
وأضاف: «في جبهة الصلو، قتل قيادي حوثي وعدد من مرافقيه، بعد مواجهات استمرت ساعات في المديرية التي تحاول الميليشيات الانقلابية إحكام السيطرة الكاملة عليها، خصوصاً منطقة الصيار، معقلهم السابق، حيث تم دحرهم منها، مصحوباً بقصف للميليشيات على قرى الصلو من مواقع تمركز الميلشيات أسفل انقيل ومنطقة الشرف».
في غضون ذلك، تتواصل المواجهات بين الجيش اليمني المسنود من التحالف العربي والميليشيات الانقلابية على الشريط الساحلي، وتحديداً شمال مدينة المخا الساحلية الواقعة غرب تعز، وسط التقدم المستمر لقوات الجيش إلى محيط معسكر خالد بن الوليد في موزع.
وسقط عدد من الميليشيات بين قتيل وجريح جراء المواجهات في مختلف الجبهات في مدينة تعز وريفها، وعلى الشريط الساحلي في شمال مدينة المخا.
وفي محافظة ذمار، المعقل الثاني لميليشيات الحوثي بعد محافظة صعدة، تواصل هذه الأخيرة حملة الاعتقالات والملاحقات لأبناء مديرية عتمة من المدن اليمنية الخاضعة لسيطرتها ومركز المحافظة مدينة ذمار.
ويأتي ذلك بعد هدوء نسبي للمواجهات بين عناصر المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ عبد الوهاب معوظة، أحد مشايخ محافظة ذمار من أبناء عتمة الذي غادر المديرية إلى محافظة مأرب، وميليشيات الحوثي وصالح التي تواصل عملية التحشيد إلى محيط المديرية، بعدما حصلت على الدعم والسماح لها باستقدام تعزيزات من قبل المشايخ الموالين لصالح، والسيطرة على قريتي الشرم السافل والشرم العالي.
وأكدت مصادر محلية في عتمة، أن الميليشيات الانقلابية «باشرت عملية اقتحام للمنازل في القريتين وقامت بترويع النساء والأطفال، جراء قيامها بحملة تفتيش ونهب واسعة للمنازل وخطف من تتهمهم بالتواصل مع عناصر المقاومة الشعبية، وبحجة البحث عن أسلحة للمقاومة الشعبية، وقامت باعتقال عدد من المواطنين».
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الميليشيات لم تراعِ حرمات المنازل ولا صرخات الأطفال والنساء عند اقتحام منازلهم في بداية الليل ومنتصف الليل لعدد من المنازل، إضافة إلى نهب الممتلكات».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.