اليمين الإسرائيلي يقاضي هنية في لاهاي

استباقاً لتحرك فلسطيني أمام محكمة جرائم الحرب

اليمين الإسرائيلي يقاضي هنية في لاهاي
TT

اليمين الإسرائيلي يقاضي هنية في لاهاي

اليمين الإسرائيلي يقاضي هنية في لاهاي

توجه رئيس حركة «إسرائيل لي» اليمينية ميخائيل كلب مايرس، أمس، إلى المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي، وسلمها دعوى ضد رئيس حكومة حركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية، يطالب فيها بفتح تحقيق جنائي شامل ضده بادعاء «دوره في ارتكاب جرائم حرب خلال المواجهة مع إسرائيل في 2014».
ويدعي صاحب الالتماس أن هنية، بصفته رئيساً لحركة حماس في غزة خلال عملية «الجرف الصامد» (الاسم الذي تطلقه إسرائيل على هذه الحرب)، كان له دور رئيسي في خرق حقوق الإنسان بشكل متواصل ضد الجمهور الفلسطيني في القطاع. وحسب ادعائه، فقد شجّع هنية، بل موّل بشكل فاعل، نشاطات غير قانونية ضد المدنيين.
وحسب الدعوى، فقد استخدم نشطاء حماس خلال المواجهة «المدنيين للاحتماء بهم... وأطلقوا الصواريخ والقذائف من داخل المجمعات السكنية، وخزنوا الصواريخ والقذائف في المدارس والمستشفيات والمساجد، وبذلك يكون هنية استخدم المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية لحماية رجاله». كما «استخدم ورفاقه الصواريخ التي لا يمكن توجيهها بشكل دقيق لإطلاقها على الأهداف العسكرية فقط، مما يعني أنها قصدت الفتك بالمدنيين الإسرائيليين». وحسب الملتمسين، «كان لمرتكبي الجرائم دور مركزي في التسبب بموت أكثر من 2100 في غزة خلال المواجهة».
واعترف مايرس بأن هذه الدعوى هدفها استباق تقديم الفلسطينيين دعاوى ضد إسرائيل بسبب الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وقال في أحاديث صحافية، إنه بهذه المبادرة يفتح الطريق «لتغيير السياسة الإسرائيلية التي اتسمت حتى الآن بطريقة رد الفعل». وهو اليوم ينتقل إلى المبادرة، «فليس معقولا أن تقمع حماس حقوق الإنسان الفلسطيني وتتاجر به وتستخدمه دروعاً بشرية، وبعد ذلك يحاكمون إسرائيل، وإسرائيل تنتظرهم. الآن عليهم هم أن يردوا وأن يدافعوا عن أنفسهم».
المعروف أن مايرس يقود معهداً يمينياً آخر هو «معهد القدس للعدالة» الذي كان توجه إلى البرلمان الأوروبي قبل أربع سنوات، بشكوى ضد حماس من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة ثانية، يتهمهما بانتهاك حقوق الإنسان وممارسة التعذيب ضد المعتقلين في سجونهما. واستند في دعواه إلى تقارير جمعيات حقوق الإنسان الفلسطينية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.