للسنة الثانية على التوالي تنظم مؤسسة «الطفولة السعيدة» (فيليب حاتم سابقاً)، مزاداً علنياً بالتعاون مع دار «كريستيز» العالمي يعود ريعه للأطفال المرضى.
هذا الحفل الذي يقام في التاسع من الشهر الحالي (مارس) في متحف (ميم) للمعدنيات، يحمل عنوان «ابتسامة واحدة في وقت واحد»، ويديره البريطاني توم بست المشهور بإقامة المزادات العلنية في العالم. وسيحضر الحفل ممثلون عن دار «كريستيز» فرع دبي، وهما مايكل جحا الذي يشغل منصب المدير الإقليمي للدار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك مازا قطبي وهي مديرة المبيعات في الدار نفسه.
ويشارك في هذا المزاد عدد من الفنانين اللبنانيين الذين تقدّموا ببعض أعمالهم من رسوم ومنحوتات ليتم الإعلان عنها في المزاد المذكور. وأشار صاحب المؤسسة جورج حاتم في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حفل هذه السنة يختلف عن سابقه الذي أقيم في عام 2015، من خلال عدد الفنانين المشاركين فيه من ناحية وغالبيتهم لبنانيون، هو الذي حمل في الماضي بصمة فنانين عالميين وكان عددهم لا يتجاوز العشرة. وأضاف: «لقد استطعنا حتى اليوم مساعدة آلاف الأطفال المرضى من خلال برامج كثيرة استحدثناها في المؤسسة وفروعها المنتشرة في الهند وأفريقيا وأميركا وفي مكتبها الأساسي في سويسرا. كما أننا نعمل على تطوير برامجنا هذه لتصب في مصلحة هدفنا الأساسي ألا وهو مساعدة الأطفال دون أي تمييز اجتماعياً وصحيّاً وتربوياً». ورأى حاتم الذي أنشأ مؤسسته هذه كتحية تكريمية لنجله فيليب، الذي رحل عن الدنيا بعد تعرّضه لحادث وهو في الحادية عشرة من عمره، أنه بصدد توسيع مركز «ليتسيا حاتم لإعادة التأهيل»، التابع للمؤسسة والموجود في مستشفى «أوتيل ديو» ليصل إلى ألف متر مكعب بعدما كانت مساحته لا تزيد عن الـ400 متر مكعب، على أن يتم استحداث بركة سباحة فيه لتستخدم في جلسات العلاج المائية المخصصة للمرضى من الكبار والصغار معاً. ومن الفنانين المشاركين في هذا المزاد كاتيا طرابلسي وآيتيل عدنان ولور غريب وهوغيت كالان ونديم كرم ومروان سحمراني وتغريد ضرغوط، إضافة إلى جوانا حجي توما وخليل جريج وجميل ملاعب وغيرهم. وتتمثل تلك الأعمال الفنية في منحوتات برونزية وتابلوهات زيتية وأكواريل وكذلك سجادة وحيدة قدّمتها منى حاطوم وقد اختيرت لتكون صورة غلاف بطاقة الدعوة الخاصة بالحفل.
ومن الأعمال المشاركة أيضاً في هذا المزاد العلني واحدة للنحات الراحل الفرد بصبوص بعنوان «الرأس الفينيقي» والتي تعدّ من أشهر منحوتاته والتي تبرز تأثّره بالفن اليوناني. أما الفنان نديم كرم فيشارك من خلال منحوتة تحمل اسم «ميمي» وهي مصنوعة من معدن «الستانليس ستيل». وتتراوح أسعار تلك الأعمال الفنية ما بين الـ10 و85 ألف دولار أميركي، ويأمل منظمو الحفل في أن تشكّل مردوداً لا يستهان به لمؤسسة «الطفولة السعيدة» من أجل مساعدة أكبر عدد من الأطفال المرضى في لبنان وخارجه.
ومن الفنانين غير اللبنانيين المشاركين في المزاد الأميركي مارتن كلاين من خلال رسمة بعنوان «القلب المرسوم» والفلسطيني عبد الرحمن قطاني من خلال منحوتة غير معنونة تحكي عن العنف الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني. فيما يشارك العراقي ضياء العزاوي من خلال منحوتة بعنوان «صباح الخير بيروت»، كما اختار الفنان السوري همام السيد لوحة «الرجل الصامت» للمشاركة في المزاد العلني المذكور.
وأكدت كريستيل زيادة (المديرة المنظمة للمزاد) أن عدد الفنانين المشاركين في المزاد هذا العام تضاعف، وأنهم وجدوا إقبالا كبيرا من فنانين لبنانيين تقدّموا بأعمالهم مجانا ليشاركوا في هذا الحفل. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن النسخة الثانية من هذا المزاد تحمل في طيّاتها الكثير من الحبّ والدفء، ليسهم مساهمة غير مباشرة في رسم ابتسامة على ثغر طفل مريض».
وأشارت مديرة لجنة النشاطات في المؤسسة أميرة رزق إلى أن هذه النسخة من المزاد تولي اهتماماً كليّا بالفنانين المعاصرين، وأن منظميه تعاونوا مع صالات عرض رائدة في هذا المجال في الشرق الأوسط كـ«أجيال» و«أيام» و«غاليري جانين ربيز» إلى جانب «وايت كيوب» من لندن. وأضافت: «تدعم دار كريستيز العالمية هذا المزاد من خلال اتباع المعايير الأفضل لسيره، وقد شكّلنا مجلساً استشارياً يتضمن جامعي قطع فنيّة ذي خبرة واسعة ليساعدونا في تنظيم هذا المزاد من خلال وضع استراتيجية خاصة به، إضافة إلى خطّة حول كيفية اختيار الأعمال الفنيّة المشاركة فيه».
يذكر أن مؤسسة «الطفولة السعيدة» استطاعت تأمين جلسات علاج جسدية لنحو 9 آلاف طفل وأخرى وظيفية وخاصة بالنطق لمئات غيرهم.
مؤسسة «الطفولة السعيدة» تقيم حفل مزاد علني بالتعاون مع دار «كريستيز»
يحمل عنوان «ابتسامة واحدة في وقت واحد» ويعود ريعه للأطفال المرضى
مؤسسة «الطفولة السعيدة» تقيم حفل مزاد علني بالتعاون مع دار «كريستيز»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة