منذ أكثر من 150 سنة، غابت الثلوج عن جبال الألب السويسرية، ويعتبر شهر ديسمبر (كانون الأول) لعام 2016 هو الأكثر جفافا في التاريخ. بينما اكتفى هواة التزلج على الجليد بالقيام بالنزهات والجولات السياحية التي اعتادوا القيام بها أصلا عقب تزلجهم، وساور العلماء المعنيين القلق بشأن الأنهار والغابات والنباتات في هذه المناطق.
الحقيقة أن طبيعة الألب تتزود في فصل الشتاء بما يلزمها لاستمرارها بما تميزت به، حيث يساعد ذوبان الجليد في الربيع بعد ذلك في إشباع التربة بحاجتها من المياه، عادة، أي إن قلة سقوط الثلوج تعني مشكلة بالنسبة لدورة الطبيعة.
وبالنسبة للنبات فإن «الثلوج التي لا تسقط لا يمكن لها أن تذوب، مما يعني أن التربة لا تحصل على حاجتها من المياه وتتعرض للجفاف السريع»، حسبما أوضح عالم الأحياء لودو ألبريشت من منظمة برو ناتورا السويسرية المعنية بالطبيعة، والذي ربما يؤدي حسب ألبريشت إلى عدم إزهار بعض النباتات على مدى عام كامل. وأشار ألبريشت إلى أن مثل هذه الاستراحة لا تمثل مشكلة من وقت لآخر، «حيث إن النباتات تتغلب على فترة الجفاف من خلال نمو براعم تحت الأرض ثم تزهر في السنة التالية» مضيفا: «ولكن الأمر يصبح صعبا عندما يستمر هذا الأمر ويصبح هو الأغلب».
وبدأت آثار عدم سقوط الثلوج وارتفاع درجة حرارة الصيف عام 2015 بشكل غير معهود وما تلاه من جفاف شديد في النصف الثاني من عام 2016 في الظهور على أشجار الصنوبر البرية في غابات مقاطعة فاليز، «حيث ماتت الأشجار أو بدأت تموت بنسبة 20 إلى 40 في المائة في بعض الأماكن»، حسبما أوضح عالم الأحياء أرتور جيسلر، من المؤسسة السويسرية لأبحاث الغابات والثلوج. أضاف جيسلر: «إذا شهدنا استمرار هذا الجفاف فربما استمر موت أشجار الصنوبر البري، لأن أشجار الصنوبر أصبحت تعاني من أقصى درجات الجفاف في كثير من المستويات».
الثلوج تغيب عن جبال الألب السويسرية
العلماء اعتبروا الظاهرة مشكلة لدورة الطبيعة

الثلوج تغيب عن جبال الألب السويسرية

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة