علماء بريطانيون يحذرون من حروب «روبوتات الإنترنت»

برامج آلية تنقّح صفحات {ويكيبيديا} بمختلف اللغات بشكل متضارب

علماء بريطانيون يحذرون من حروب «روبوتات الإنترنت»
TT

علماء بريطانيون يحذرون من حروب «روبوتات الإنترنت»

علماء بريطانيون يحذرون من حروب «روبوتات الإنترنت»

قال علماء في جامعة أكسفورد البريطانية إن «روبوتات الإنترنت» العاملة في صفحات موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية تتصارع فيما بينها. وروبوتات الإنترنت التي يطلق عليها اسم «بوت» هي برمجيات ذكية موجهة لتنفيذ أعمال تصحيح الأخطاء الإملائية وتحرير المعلومة الناقصة وإزالة المعلومات المزيفة أو المسيئة المدخلة قسراً، إضافة إلى استحداث الروابط الإلكترونية للموضوع واستقبال المحتوى أوتوماتيكياً وغيرها. وأضافوا أنهم اكتشفوا أنها تتحارب في معارك ظلت محتدمة لسنوات طويلة.
وعكف الباحثون البريطانيون على دراسة دور هذه البرامج الآلية على صفحات الويكيبيديا المكتوبة بـ13 لغة على مدى 10 سنوات (بين عامي 2001 و2010). ونشروا تقريرهم الذي شارك فيه باحثون من معهد «آلان تورين» في بريطانيا في مجلة «بلوس وان».
وقال طه ياسري، البروفسور في العلوم الاجتماعية الكومبيوترية في معهد الإنترنت في جامعة أكسفورد في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن الباحثين درسوا سلوك هذه البرامج الآلية على الويكيبيديا باللغتين العربية والفارسية، إضافة إلى اللغات العالمية الأخرى. وفي العادة يطور مستخدمو الإنترنت المجربين هذه البرامج مثل محرري الويكيبيديا الذين عملوا فيها لفترة طويلة.
وأضاف ياسري: «وجدنا أن هذه البرامج تتصارع فيما بينها، وتصحح بعضها بعضاً. ومثلاً فإن أحدها يُبدل كلمة فلسطين بـ(الأراضي الفلسطينية)، بينما يأتي برنامج آخر ليعيد اسم فلسطين مجدداً». وقال إن الفريق اكتشف أن البرامج الآلية كانت تغير ما تنقحه البرامج المماثلة الأخرى آلاف المرات على مدى سنوات طويلة.
وقال التقرير إن هذه البرامج تتخذ سلوكاً مغايراً وفق الوسط الثقافي الذي تعمل فيه.
وحذر من أن يتحول سلوك البرامج الآلية المتحارب إلى ما يشابه سلوك البشر المتحاربين، الذين هم صانعوها! ولذا، فإن على مطوري نظم الذكاء الصناعي لإنتاج سيارات ذاتية القيادة مثلاً أو مطوري نظم أمن المعلومات الآلية أو تلك الموجهة للشبكات الاجتماعية الانتباه إلى خصائص كل ثقافة. ووجد الباحثون أن أقل عدد من نزاعات الروبوتات وقعت داخل صفحات الويكيبيديا الألمانية، إذ وصل عدد التنقيحات التي أجراها برنامج آلي ضد آخر إلى 24 في المتوسط على مدى 10 أعوام. وهذا ما يعتبر دليلاً على كفاءة عمل نسبية مقارنة بعدد التنقيحات على النسخة البرتغالية للويكيبيديا التي وصلت إلى 184 تنقيحاً. أما العدد على النسخة الإنجليزية فقد وصل إلى 105 تنقيحات، وهو أعلى 3 مرات من عدد التنقيحات التي تعرضت لها الصفحات على يد الإنسان!
وقال التقرير إنه على الرغم من أن التنقيحات التي أجرتها البرامج الآلية لم تزد على 1 من الألف من كل تنقيحات التحرير في صفحات الويكيبيديا، فإنها قامت بتنقيح حصة مهمة من الصفحات.
وقال الباحثون إنه إضافة إلى سلوك البرامج الآلية المختلف في كل ثقافة، فإن نزاعاتها أيضاً تختلف عن نزاعات البشر الواضعين للمواضيع في الويكيبيديا.
وعلق الدكتور ياسري حول اختلاف عمل البرامج الآلية حسب الثقافات بالقول إن «النتائج تشير إلى أن التقنيات نفسها يمكنها أن تقود إلى نتائج متباينة وفقاً للبيئة الثقافية. ولذا فإن سيارة ذاتية القيادة ستقود نفسها بشكل مختلف على طريق سريع ألماني، أو على طريق مرتفع في مقاطعة توسكان الإيطالية». وأضاف أن «البيئة التي تعمل فيها البرامج الآلية ستؤثر على سلوكها وأدائها، ذلك أنها مصممة من قبل أشخاص من مختلف الثقافات والدول».
وتابع الدكتور ياسري: «إننا نرى استخدام تقنيات مختلفة في مختلف الإصدارات اللغوية للويكيبيديا، ولذا فإن وجود محررين من شتى اللغات يؤدي إلى حدوث مزيد من التفاعلات المعقدة». وهذا ما يجب أخذه بنظر الاعتبار عند تطوير الروبوتات.
وتستخدم الشركات وكثير من المجموعات والأشخاص البرامج الآلية لتتبع النشاطات على مواقعها أو كتابة التغريدات، وما شابه.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.