قائد في البيشمركة: «داعش» أصبح محاصراً بالكامل داخل الموصل وتلعفر

مقتل قادة بارزين للتنظيم في غارات للتحالف الدولي غرب الموصل

قائد في البيشمركة: «داعش» أصبح محاصراً بالكامل داخل الموصل وتلعفر
TT

قائد في البيشمركة: «داعش» أصبح محاصراً بالكامل داخل الموصل وتلعفر

قائد في البيشمركة: «داعش» أصبح محاصراً بالكامل داخل الموصل وتلعفر

كشف قائد في قوات البيشمركة أمس أن تنظيم داعش فقد السيطرة على كل الطرق الرئيسية في غرب الموصل ولم يعد لديه أي طريق للحصول على الإمدادات، بينما كشفت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس أمن إقليم كردستان عن مقتل عدد من قادة «داعش» البارزين في غارات للتحالف الدولي في تلعفر؛ بينهم والي التنظيم في منطقة الجزيرة المدعو عمار زكية.
وقال قائد قوات البيشمركة في محور سنجار، اللواء هاشم سيتيي لـ«الشرق الأوسط»: «أُغلقت كل الطرق الرئيسية أمام التنظيم غرب الموصل، ولم يعد باستطاعته الحصول على أي دعم عسكري من مسلحيه في سوريا، حيث أُغلق طريق تل عزير الذي كان التنظيم في السابق يتلقى من خلاله في العراق الإمدادات من سوريا، وشمالا تفرض قوات البيشمركة حظرا محكما على غرب وشرق المدينة، فيما تحاصر القوات العراقية التنظيم من الجهة الجنوبية بشكل كامل»، لافتا إلى أن التنظيم فقد قدرته على الحركة.
في غضون ذلك، أعلن بيان لقوات مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس أمن إقليم كردستان، مقتل والي تنظيم داعش في الجزيرة الإرهابي عمار زكية، وإصابة نجله بجروح، إثر غارة لطائرات التحالف الدولي استهدفته في قرية تويم ومجارين قرب قضاء تلعفر على طريق ناحية المحلبية. وأشار البيان إلى أن مسؤول الانغماسيين في تلعفر، ويُدعى أبو هاجر، قتل هو الآخر في الغارة، حيث كان يرافق زكية في السيارة نفسها.
وكشف بيان «مكافحة إرهاب كردستان» أن غارة أخرى لطيران التحالف الدولي قتلت أمير العقارات في التنظيم الإرهابي في ولاية نينوى المدعو دحام جاسم محمد العبيدي بمدينة الموصل. وتحاصر القوات الأمنية العراقية منذ أكثر من شهرين، قضاء تلعفر الذي تنحدر منه غالبية قادة التنظيم وأمرائه، ويُبين مسؤول إعلام «مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني» في الموصل غياث سورجي لـ«الشرق الأوسط»: «حاليا هناك نحو 11 ألف شخص محاصرين داخل تلعفر من مدنيين ومسلحين وعوائلهم، والتنظيم يُحاول بكل قوته كسر الحصار، لكن القوات الأمنية تضيق الخناق عليه يوميا». وتابع سورجي: «المعارك بين (الحشد الشعبي) ومسلحي التنظيم في تلعفر مستمرة، لكن (الحشد) لم يتقدم حتى الآن باتجاه المدينة، حاليا هناك نحو ألفي مسلح من التنظيم منتشرين بين الجانب الأيمن من الموصل ومنطقتي الحضر وقضاء تلعفر»، مضيفا أن الطريق بين الموصل وتلعفر قُطع بشكل كامل، وأن التنظيم أصبح محاصرا في المدينتين بشكل كامل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.