«مراكز الفرح» تنقل أطفال سوريا اللاجئين في تركيا إلى أجواء السعادة

يمولها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع اليونيسيف بهدف التخفيف من آثار الحرب

مراكز الفرح وسيلة لإخراج  أطفال سوريا من معاناتهم - أنشطة تعليمية وترفيهية في مراكز الفرح - طفلة سورية تمارس هوايتها في الرسم على الجدران
مراكز الفرح وسيلة لإخراج أطفال سوريا من معاناتهم - أنشطة تعليمية وترفيهية في مراكز الفرح - طفلة سورية تمارس هوايتها في الرسم على الجدران
TT

«مراكز الفرح» تنقل أطفال سوريا اللاجئين في تركيا إلى أجواء السعادة

مراكز الفرح وسيلة لإخراج  أطفال سوريا من معاناتهم - أنشطة تعليمية وترفيهية في مراكز الفرح - طفلة سورية تمارس هوايتها في الرسم على الجدران
مراكز الفرح وسيلة لإخراج أطفال سوريا من معاناتهم - أنشطة تعليمية وترفيهية في مراكز الفرح - طفلة سورية تمارس هوايتها في الرسم على الجدران

في إطار مبادرات تقام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والاتحاد الأوروبي وبعض منظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون المهاجرين واللاجئين في تركيا ظهرت مراكز جديدة يطلق عليها «مراكز الفرح» لدعم الطفل والأسرة وتهدف إلى محو الآثار السلبية والمعاناة النفسية، لا سيما عن الأطفال الذين عايشوا ويلات الحرب في سوريا، واضطروا للفرار مع ذويهم بحثا عن حياة جديدة.
وظهر كثير من مراكز الفرح التي تديرها جمعية التضامن مع طالبي اللجوء والمهاجرين بالتعاون مع اليونيسيف والاتحاد الأوروبي في كثير من المدن التركية. وتعمل المراكز، التي افتتحت بتمويل من الاتحاد الأوروبي، على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأطفال اللاجئين وعائلاتهم وتخفيف الآثار السلبية من معاناة الحرب التي مروا بها ونقلهم إلى جو طبيعي يشعرون فيه بالفرح وينسون آلامهم.
تنتشر هذه المراكز في مدن أنقرة وإسطنبول وإزمير وأضنة وغازي عنتاب بتركيا، ويعمل فيها متخصصون نفسانيون واجتماعيون وممرضون وأخصائيو تغذية ومتطوعون، وتقوم بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي بمهام تعريف روادها بالخدمات والحقوق التي يمكنهم الاستفادة منها في تركيا وسبل الوصول إليها.
تعنى مراكز الفرح بشكل كبير بالأطفال وتقدم لهم دورات تدريبية في الموسيقى والرسم والخط وكثير من المهارات والفنون الأخرى.
تقول أمينة أونغور، مسؤولة أحد مراكز الفرح لدعم الطفل والأسرة، إن المركز الذي أنشئ في أنقرة منذ أكثر من عام يقدم كثيرا من الخدمات الاجتماعية والنفسية للأطفال والنساء، تتضمن دورات تدريبية للأطفال والكبار حول موضوعات، مثل: حقوق الطفل والعنف داخل الأسرة والخدمات الصحية الأساسية ودورات في التغذية للنساء الحوامل والأمهات الجدد.
وينظم المركز أيضا دورات في اللغتين التركية والإنجليزية، وبلغ عدد الأطفال المستفيدين من خدمات المركز حتى الآن 4 آلاف طفل واستقبل منذ إنشائه نحو 14 ألف شخص.
وأشارت أونغور إلى أن الأخصائيين يستمعون لزوار المركز كل على حدة بمساعدة المترجمين، ويقدمون لهم المشورة حيث يعمل بالمركز 40 شخصًا، كما يقدم المساعدة عدد من المتطوعين السوريين والفرنسيين.
وأوضحت أن المركز يلعب دورا كبيرا في توفير مناخ السعادة للأطفال ليتمكنوا من الابتعاد عن الآثار السلبية للحرب والتركيز على حياتهم الجديدة، وليعرفوا أن من حقهم، كما جميع الأطفال، أن تصبح لهم حياة جديدة يعيشونها بسعادة. ورأت أن المركز يقوم بمهمة صعبة، ومع ذلك فإنه يحقق نجاحًا كبيرًا يتضح من نظرة الأمل التي تظهر في عيون الأطفال رواد المركز.
وقالت إحدى السوريات جاءت إلى تركيا قبل عامين ونصف العام مع زوجها وأبنائها الأربعة، وتبلغ من العمر 25 عاما، وتتردد بشكل دائم على المركز بصحبة ابنها البالغ من العمر 6 أعوام والمصاب بالتوحد: «أحضر مع ابني إلى المركز بشكل دائم. يقدمون كثيرا من الخدمات الجيدة. تعلّم ابني المصاب بالتوحد كثيرا من الأشياء في المركز، مثل الكتابة، وأصبح اجتماعيًا أكثر مع الأطفال. أنا راضية جدًا عن خدمات المركز».
ويقدم المركز لرواده، وبخاصة الصغار منهم، الطعام حتى يشعروا كما لو كانوا في منازلهم. ولا تتوقف محاولات تخفيف المعاناة عن أطفال سوريا اللاجئين في تركيا على مثل هذه المبادرات المنسقة فقط، فهناك جمعيات تركية تعمل بجهد ذاتي مثل جمعية «الفن في كل مكان» في محافظة ماردين جنوب شرقي تركيا الواقعة على الحدود السورية، التي تقدم دورات تعليمية للأطفال الأتراك وتفسح المجال معهم للأطفال السوريين والعراقيين المتضررين من الحرب في بلادهم في مجال الفنون المختلفة بما فيها فنون السيرك.
ويشارك الأطفال السوريون والعراقيون إلى جانب الأتراك، في دروس عن السيرك، والرسم، والموسيقى، واللغتين الإنجليزية والتركية، والحرف اليدوية بمدرسة «ميزوبوتاميا الاجتماعية للسيرك» في ماردين. ويتلقى الأطفال دروسا مختلفة على يد مدرسين ومدربين متطوعين من تركيا والولايات المتحدة وأوروبا.
وتقول بينار دميريل نائب رئيس جمعية «الفن في كل مكان» إن مدرسة السيرك التي افتتحتها الجمعية قبل 5 سنوات التي تعد الوحيدة في تركيا، تقدم دروسا حول تطوير التكامل الاجتماعي وسلوك الأطفال. وأشارت مدرسة الرسم والفنون ليلي إلغراد، وهي إيطالية وتقيم ببريطانيا، إلى أنها جاءت إلى ماردين من أجل الأطفال اللاجئين الموجودين فيها للمساهمة في التخفيف عنهم وإكسابهم مهارات جديدة تساعدهم على الانطلاق بعيدا عن الأجواء التي عانوا فيها مآسي الحرب في بلادهم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.