أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي، أن بلاده تشهد حراكا كبيرا للاستعجال في طرح ودعم المشروعات السياحية والتراثية، واستدراك ما فات من ضعف التمكين لهذا القطاع.
وقال بعد اختتام الملتقى الخامس للمرشدين السياحيين الذي أقيم برعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، إن الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية التي أعدتها الهيئة وأقرتها الدولة عام 2005 هي المنطلق للبرامج والمشروعات السياحية التي تبنتها الدولة واعتمدتها في مبادرات برنامج التحول الوطني التي أعلن عنها العام الماضي 2016، وكان لافتا لجميع الفرق التي عملت على برنامج التحول مقدار جاهزية هذه المبادرات والمشروعات واستعداد الهيئة لها منذ ما يزيد على العقد من الزمان، وانتظرت لكي تحصل على الإقرار والتمويل من الدولة، لتأتي ميزانية هذا العام بداية لاستدراك هذه الفرصة الاقتصادية ذات العوائد التنموية التي يتطلع لها المواطن في كل أنحاء المملكة ويلح في طلبها، وليجد هذا التمكين أن الهيئة لم تتوقف بل استمرت في العمل رغم محدودية الإمكانات، واستثمرت في بناء مؤسسة حكومية قادرة على تنفيذ تطلعات المواطنين في مجالات السياحة والتراث.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن استراتيجية السياحة مثلت في حينها نظرة مستقبلية واسعة شاركت في إعدادها كل المؤسسات الحكومية التي كانت هيئة السياحة منفتحة عليهم جميعًا بلا استثناء، وعمل على أفكارها الآلاف من المواطنين بجميع تخصصاتهم واهتماماتهم على امتداد مناطق المملكة، وأثمرت برامج تنفيذية، شرعت الهيئة مع المؤسسات الحكومية وإمارات المناطق والمواطنين والقطاع الخاص على تنفيذها بدقة وفق منهجية الشراكة التي عرفت بها الهيئة، رغم أن المصادر المالية المحدودة وتأخر بعض القرارات أثرت سلبًا في تحقيق ما كان يمكن تحقيقه وأخرت مشروعاتها.
وأوضح أن الاستراتيجية طالبت بدعم الاستثمار السياحي لتحفيز العرض الذي تؤدي زيادته إلى انخفاض الأسعار وارتفاع الجودة. وأضاف: «نحن الآن نستشرف قيام صناعة اقتصادية كبيرة بعد دعم الدولة والقناعة التي ترسخت بأهمية هذا القطاع وكفاءة الهيئة التي أسستها الدولة واستثمرت فيها، بما يبشر بحراك كبير وتطور غير مسبوق في قطاعات السياحة، والتراث الحضاري، والبرامج التابعة لها والأنشطة المرتبطة بها».
وقال الأمير سلطان بن سلمان: «لو حصل التمكين الذي نراه اليوم منذ تأسيس الهيئة لما وجدنا استمرار تدفق المواطنين في المواسم السياحية إلى الخارج، وحرمانهم من الاستمتاع ببلادهم، وحرمان اقتصادنا من العوائد المترتبة على الحراك السياحي الكبير، ونحن الآن نعمل لاستدراك ذلك».
وأضاف: «الآن هناك حركة كبيرة لاستعجال المشروعات السياحية وتوطينها، والسياحة الوطنية طالبت بتمويل، مثل برنامج التمويل السياحي منذ 12 سنة، وصدر هذا العام، ورصدت له الدولة مليارين وسبعمائة مليون ريال، خصص منها هذا العام ما يقرب من ثلاثمائة وستين مليون ريال، وسوف نعلن في هذا الشهر إن شاء الله عن أول أربعة مشروعات سيتم تمويلها من خلال وزارة المالية بناء على موافقة الهيئة وتوصيتها بالتمويل».
واعتبر الأمير سلطان بن سلمان أن السياحة هي الاقتصاد القادم وهي الآن ثاني قطاع يوظف المواطنين قبل أن تدعم، وقبل أن تنشأ الوجهات السياحية، وقبل أن تتطور المواقع التراثية التي هي الآن بالمئات.
وشدد الأمير سلطان بن سلمان على أن للمواطن حقا أصيلا في أن يذهب لكل مناطق بلاده ويستمتع بجميع المواقع فيها، وأن حرمانه من الوصول لمناطق بلاده والاستمتاع فيها ومنع الأجيال من تشكيل ذكريات جميلة في أرجاء المملكة لم يعد مقبولاً ويؤدي إلى خسائر وطنية وتنموية خطيرة. وأضاف: «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أثبتت خلال السنوات الماضية أنها هيئة حلول ومبادرات، هيئة تفكر وتعمل، ولكنها لا تتجاوز قيم المجتمع وتتقدم في برامجها مع حرصها على الأصالة والتراث». وقال إن الهيئة تعتز بتقربها من المواطنين، والذهاب إليهم في مواقعهم ومعرفة قضاياهم والاستفادة من حكمتهم ونعتبر كلّ مواطن مستشارا للهيئة.
حراك سعودي كبير لتعجيل المشروعات السياحية
سلطان بن سلمان أكد أن هيئة السياحة تبادر ولا تتجاوز قيم المجتمع
حراك سعودي كبير لتعجيل المشروعات السياحية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة