مطالب بتنظيم العمل في الأجواء الباردة بالسعودية

المتحدث باسم وزارة العمل لـ «الشرق الأوسط» : لا توجد ضوابط في الشتاء

مطالب بتنظيم العمل في الأجواء الباردة بالسعودية
TT

مطالب بتنظيم العمل في الأجواء الباردة بالسعودية

مطالب بتنظيم العمل في الأجواء الباردة بالسعودية

تقترب درجة الحرارة في بعض المناطق السعودية من درجة الصفر المئوية هذه الأيام، وتلزم بعض القطاعات عمالتها بتأدية مهامهم بالأماكن المكشوفة، مثل عمال النظافة أو عمال محطات الوقود وغيرهم، الأمر الذي دفع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتأكيد على القطاع الخاص بضرورة حماية هؤلاء العمالة من الأجواء المناخية القاسية، وفق ما تنص عليه المادة 236 من نظام العمل.
وسألت «الشرق الأوسط» خالد أبا الخيل، المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إن كان هناك ضوابط للعمل في فصل الشتاء، على غرار الضوابط الصارمة التي تحظر العمل تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف، وإمكانية وجود أوقات يمنع خلالها العمل شتاءً، خصوصاً في فترة ما قبل شروق الشمس التي تهبط فيها درجات الحرارة إلى أدنى مستوى، فقال: «لا يوجد ضوابط للعمل في الشتاء، ولكن يجب أن يلتزم صاحب العمل باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية العامل».
وأضاف أبا الخيل أنه عند قيام صاحب العمل بتشغيل العامل تحت أشعة الشمس المكشوفة أو في الظروف المناخية السيئة دون اتخاذ الاحتياطيات اللازمة، تتم مخالفته بغرامة مالية قدرها 3 آلاف ريال (800 دولار)، تزيد بتعدد العمال، مع الإشارة لكون هذه الغرامة هي ذاتها التي تفرض على المتورطين بتشغيل العمالة تحت حرارة الشمس خلال فصل الصيف.
إلى ذلك، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة، ضرورة تحديد ساعات العمل في الشتاء على غرار المعمول به صيفاً، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تختلف الأجواء والظروف المناخية من فصل لآخر، وهذا له أثار في العمالة الموجودة في الأماكن المكشوفة، من حيث البرودة القاسية وهطول الأمطار».
وأشار إلى ضرورة وضع ضوابط للعمل في درجة الحرارة المتدنية، بحيث يتم تحديد حد أدنى لدرجة الحرارة المئوية الذي يحظر العمل فيه، أو حظر العمل فترة قبيل شروق الشمس، وألا يُترك الأمر لتقدير أصحاب الأعمال والقطاع الخاص، قائلاً: «لا بد أن يكون لدينا قرار إلزامي لتنظيم هذه المسألة».
وشدد خالد الفاخري الأمين العام لجمعية حقوق الإنسان السعودية، على أهمية مراعاة وضع العمالة الذين يؤدون أعمالهم في الأماكن المكشوفة، لجهة توفير المستلزمات المناسبة لهم، وضمان عدم تضررهم من شدة البرد، بما يشمل الملبس وإيجاد وسائل التدفئة من قبل أرباب العمل. وتابع: «العامل بشر، وله قدرة على أداء العمل وفق طاقته، وحسب الأوضاع المناخية المحيطة به».
ودعا إلى إلزام أصحاب الأعمال بأوقات محددة للعمل أثناء شدة البرد، كما يحدث في فترة الصيف؛ لأن ارتفاع درجة الحرارة يساوي ارتفاع درجة البرودة، في كلتا الحالتين هناك ضرر جسدي وصحي»، مشيرًا إلى أن بعض العمالة هم من يتسببون بذلك لأنفسهم، إلى جانب وجود بعض آخرين قد تضع برودة الأجواء حجة لعدم عملهم، في ظل عدم وجود معيار محدد لتدني درجة الحرارة الذي يحظر العمل فيه، بحسب قوله.
وفي هذا المجال، قال محمد المعدي مدير مركز النشر والإعلام في هيئة حقوق الإنسان: «الحق في العمل أحد أهم حقوق الإنسان التي أولتها الدولة أهمية بالغة، ولعل أحد أهم الموضوعات التي تندرج ضمنه هو الحق في سلامة بيئة العمل وظروفه، وتضمّن نظام العمل الكثير من الأحكام المتصلة ببيئة العمل وظروفه، سواء ما يتعلق بأنظمة السلامة المهنية والجوانب الصحية، أو ما يتعلق بمكان العمل والمتطلبات الواجب توفرها فيه».
وأضاف المعدي لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة تعمل من خلال آليات تلقي الشكاوى أو الزيارات الميدانية أو الرصد على مراقبة تطبيق أحكام النظام والقرارات التنفيذية له، والكشف عن التجاوزات التي يتم الوقوف عليها والتنسيق مع الجهات المختصة لمتابعة معالجتها.
يذكر أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية تطبق قرار منع العمل تحت أشعة الشمس خلال فصل الصيف، على جميع المنشآت من الساعة الـ12 ظهراً إلى الساعة الـ3 مساءً، وتبدأ إلزامية هذا القرار سنوياً في الفترة من 15 يونيو (حزيران) إلى 15 سبتمبر (أيلول)، حرصاً على سلامة وصحة العاملين في القطاع الخاص، ولضرورة توفير بيئة عمل صحية وآمنة للعمالة، وتجنيبهم ما قد يسبب لهم مخاطر صحية، وفق اعتبارات السلامة والصحة المهنية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.