طاهٍ ألماني يطور وصفات جديدة للمصابين بالسرطان

استخدم فيها الأعشاب والصلصات

طاهٍ ألماني يطور وصفات جديدة للمصابين بالسرطان
TT

طاهٍ ألماني يطور وصفات جديدة للمصابين بالسرطان

طاهٍ ألماني يطور وصفات جديدة للمصابين بالسرطان

اختار الطباخ الألماني ميكرو ريه عشب الطرخون وعشب الترنجان المخزني أو المليسة المخزنية، من بين 11 عشبا في إعداد الوجبات الغذائية، لإعادة الشهية لمرضى السرطان.
يحرص هذا الطاهي الشهير، الذي أفردت وكالة «د.ب.أ» تقريرا عن أسلوبه الجديد في الطهي، على هذين العشبين دائما في أطباقه ووصفاته الغذائية؛ لأنه يريد أن يجعل المشاركين في ورشة عمله من المصابين بالسرطان يستعيدون شهيتهم للطعام مرة أخرى.
أغلب الـ12 شخصا المشاركين في الورشة، من النساء والرجال، مصابون بالسرطان، والآخرون إما شركاء حياتهم أو أمهات.
فقد كثير من هؤلاء المرضى شهيتهم، وأصبحوا ينفرون فجأة من أطباقهم المفضلة ويرونها مقززة أو يشعرون بطعم بغيض لها في فمهم، بسبب العلاج الذي يتعاطونه.
تقف جمعية هيسن لمرضى السرطان وراء هذا المشروع، الذي ينفذ في مطبخ الطاهي الشهير ريه، وتهدف الجمعية من ورائه جعل المرضى يعتمدون على أنفسهم في إعداد طعام يشتهونه.
يصاب نحو 35 ألف شخص في ولاية هيسن وسط ألمانيا سنويا بالسرطان، حسب بيانات وزارة الصحة بالولاية.
ويسأل كثير من هؤلاء المرضى خلال الاستشارات الطبية عن النظام الغذائي الواجب اتباعه بالنسبة لهم، حسبما أوضحت كريستينا بيرج من جمعية مرضى السرطان.
وأشارت بيرج إلى أن تغير حواس الذوق جراء السرطان يؤدي في كثير من الأحيان لمشكلات بين شريكي الحياة أو داخل الأسرة، وهو ما جعل الجمعية تسعى لمساعدة المصابين في إعداد أطباقهم المفضلة القديمة، حيث إن النفور المفاجئ للمريض من هذه الأطباق وعدم استساغته لها يصيب ذويه بالشعور بخيبة الأمل.
وخلصت شركة «تي كيه» الألمانية للتأمين الصحي، التي تدعم المشروع، إلى أن نحو نصف المصابين بالسرطان مصابون بنقص التغذية.
وقالت إنجيبورج روتسر، من المركز القومي لأمراض السرطان في مدينة هايدلبرج الألمانية ومستشفى شمال غربي فرانكفورت، إن سوء التغذية له صلة بأعراض الإصابة بالسرطان، وإن كثيرين يحتاجون نسبة مرتفعة من البروتين مثل الرياضيين.
ونصحت روتسر، الخبيرة في العلاج الغذائي، المرضى بالحرص على ألا يتراجع وزنهم أثناء العلاج وأثناء المرض، تماما كما فعلت هذه المرأة الألمانية من مدينة فرانكفورت، والتي تبلغ من العمر 51 عاما، وجاءت مع أمها (78 عاما) إلى مدرسة الطبخ الخاصة بالطاهي ميكرو ريه، حيث كانت تأكل من دون شهية غالبا، وكانت تأكل من أجل الأكل فقط؛ لأنها لا تريد فقدان مزيد من وزنها، وأصبح من الضروري إخضاعها لتغذية صناعية، إذا لم تحسن غذاءها بنفسها، حسبما حكت المرأة المصابة بسرطان البنكرياس. وتصف المصابة معركتها مع الطعام قائلة: «وعندما يضطر الإنسان لإخراج طعامه مرة أخرى، فإن ذلك كان يعني بالنسبة لي أن الساعة التي عذبت نفسي خلالها لإدخال الطعام إلى المعدة ضاعت هباء».
أوضحت المريضة أنها أصبحت الآن تمر بمراحل مختلفة «حيث أصبحت الآن قادرة على أكل كل شيء، ولكني أعاني أحيانا من فقدان التذوق».
وأكد الطاهي ريه أن دورة الطهي تهدف مساعدة المرضى في زيادة تذوقهم للأطباق اليومية، وذلك من خلال إضافة مكونات جديدة لهذه الأطباق، مثل القرفة والفانيليا، اللتين من الممكن أن يخفيا الطعم المرير للطعام. كما أن إضافة النعناع وعشبة إكليل الجبل والأطعمة الرخوة والحساء والصلصات يمكن أن تجعل الطعام أفضل مذاقا.
وأشار ريه إلى أن المرضى يتحملون الأسماك دائما بشكل أفضل من اللحوم.
ويتناوب المشاركون في الدورة على أواني الأعشاب وألواح التقطيع والموقد والفرن، باحثين عن أفضل الحلول والاقتراحات والأطباق التي يمكن أن تعينهم على التغلب على فقدان الشهية.
ساعدت هذه الدورة، التي حدد لها 3 جلسات، باحثة نشطة في الشؤون الاجتماعية، في أن «تصبح مغرمة بالطبخ» وفي «جعل مطبخي مكان عملي الجديد» حيث أوضحت الباحثة، البالغة من العمر 52 عاما، أنها كانت تحب الطعام دائما «ولكني لم أكن أحب الطهي»، مضيفة: «أما الآن فلم يعد لدي معدة، وعلي أن أستعيض عن وظيفتها من خلال المضغ الجيد للطعام في الفم، وأن أنشغل أكثر بموضوع التغذية» حسبما أوضحت الباحثة التي يبلغ طولها 68.‏1 متر، ولم تعد تزن سوى 44 كيلوغراما.
وأشارت المريضة إلى أنها لم تعد تتناول كميات طبيعية من الطعام كما كان في السابق، وأن الأفضل لها من ذلك هو أن تأكل بشكل دائم، كميات صغيرة وببطء تام، مما يتطلب حسب المريضة جهدا تنظيميا عاليا.
دفع ذلك هذه المرأة، المقبلة على الحياة والمتفائلة، إلى أن تحمل معها دائما حقيبة بها طعام وشيء تشربه، وتعرف أن ذلك «يمثل لها مهمة جديدة في حياتها».
أضافت المريضة: «كان علي أن أتعلم أولا أن أقول إنني لا أستطيع الأكل بسرعة، إذا كان الآخرون قد انتقلوا بالفعل لتناول الطعام الأساسي، بينما كنت أنا لا أزال أتناول المقبلات، أصبحت أتذوق مرة أخرى الأطباق التي كنت أفضلها في السابق».
ولكن هذه المريضة السعيدة لا تزال تعاني رغم ذلك من آلام في المعدة، وتضطر من وقت لآخر للحصول على تغذية صناعية من خلال ما يعرف بقسطرة بوابية أسفل الترقوة. قالت المريضة إن دورة الطهي، التي رافقها فيها شقيقها، أعادت إليها شهيتها «فالطهي مع الآخرين له مذاق طيب جدا، إنه يدخل السعادة ويعطي طاقة إيجابية».
وأكدت الباحثة المريضة أنها تعلمت من الطاهي ريه كثيرا من الحيل وأفكارا لوصفات غذائية لإعداد أطباق جديدة. وقالت المريضة إنها تفضل من أعشاب الطبخ الكزبرة والبقدونس.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.