شعبية ترمب في أدنى مستوياتها رغم دعم الجمهوريين

مؤتمر المحافظين الأميركيين يجتمع للإشادة بإنجازات الرئيس

مستشارة البيت الأبيض كليان كونواي تستعد لمخاطبة المشاركين في مؤتمر المحافظين الأميركيين أمس (رويترز)
مستشارة البيت الأبيض كليان كونواي تستعد لمخاطبة المشاركين في مؤتمر المحافظين الأميركيين أمس (رويترز)
TT

شعبية ترمب في أدنى مستوياتها رغم دعم الجمهوريين

مستشارة البيت الأبيض كليان كونواي تستعد لمخاطبة المشاركين في مؤتمر المحافظين الأميركيين أمس (رويترز)
مستشارة البيت الأبيض كليان كونواي تستعد لمخاطبة المشاركين في مؤتمر المحافظين الأميركيين أمس (رويترز)

وصلت نسبة الأميركيين الذين يؤيدون أداء دونالد ترمب إلى أدنى مستوى تاريخي، إلا أن دعم قاعدة الناخبين الجمهوريين للرئيس الأميركي سيبقى ثابتا في حال اختلافه مع أعضاء الكونغرس الممثلين لحزبه، كما أظهر استطلاعان للرأي.
وبحسب دراسة أجرتها جامعة «كوينيبياك» بعد أربعة أسابيع لترمب في السلطة، فإن 38 في المائة فقط من الناخبين يعتبرون أن ترمب يقوم بعمل جيد، مقابل 55 في المائة غير موافقين على أدائه. وهذه الأرقام غير مسبوقة في مثل هذه الفترة لولاية رئاسية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. والأسوأ من ذلك، فإن 63 في المائة من الناخبين يعتبرون أن الرئيس الأميركي غير متزن، و55 في المائة يظنون أنه غير نزيه.
في المقابل، فإن استطلاعا آخر أجراه معهد «بيو» للأبحاث يظهر أن الناخبين الجمهوريين لا يزالون مستعدين لدعم دونالد ترمب في حال وقوع خلاف مع أعضاء الكونغرس الجمهوريين. ولفت معهد بيو أن «أكثر من نصف الجمهوريين الذين يعتبرون أنفسهم مقربين من الحزب (52 في المائة) يؤكدون أنه في حال وقوع خلاف بين ترمب وقادة حزبه في الكونغرس حول موضوع ما، فإنهم يميلون للثقة أكثر بترمب». وعلى عكس ذلك، فإن «نحو ثلثهم (34 في المائة) يقولون: إنهم سيثقون بالقادة الجمهوريين في حال وقوع خلاف مع الرئيس».
ويفكر كثيرون في واشنطن في الانتخابات التشريعية عام 2018 التي ستشكل اختبارا فعليا لأعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين يتولون مهامهم حاليا. وانتخابات منتصف الولاية ستعتبر بمثابة استفتاء على أداء الرئيس، فيما يطمح الديمقراطيون من الآن إلى استعادة 24 مقعدا، والسيطرة على مجلس النواب. ومثل هذا السيناريو سيشكل ضربة جدية للبرنامج السياسي لترمب.
وهكذا أصبح الجمهوريون من أعضاء الكونغرس عالقين بين رئيس غير شعبي وعدم موافقة الرأي العام. لكنهم إذا عارضوا الرئيس فلن يكونوا بمنأى عن تغريدات لاذعة من طرف الرئيس، أو حتى يمكن أن يواجهوا مرشحا مؤيدا لترمب يقطع عليهم الطريق في الانتخابات المقبلة.
في غضون ذلك، انطلقت أعمال المؤتمر الوطني للمحافظين الأميركيين أمس، والذي يرعاه اتحاد المحافظين الأميركيين منذ عام 1973. ويحضره ترمب ونائبه ومستشارته وكبار الجمهوريين ومحافظون أميركيون.
وبدت علامات الرضا على وجوه المحافظين في مؤتمرهم السنوي للاحتفال بفوز الرئيس دونالد ترمب في الانتخابات، إلا أن التوترات كانت ملموسة خاصة فيما يتعلق بالكيفية التي سيحكم بها المحافظون في العامين المقبلين وتوقعات انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2018.
ويعتزم ترمب ونائبه مايك بنس زيارة مؤتمر العمل السياسي المحافظي الذي يستمر أربعة أيام، ليحمسا نحو عشرة آلاف ناشط سياسي يقدر أنهم يحضرون المؤتمر، كما نقلت وكالة «رويترز». يشار إلى أن المؤتمر الذي كان ذات يوم حدثا هامشيا، أصبح اليوم يمثل جزءا أساسيا من التيار الرئيسي لليمين الأميركي. ويعقد المؤتمر في منتجع «إم جي إم» في ماريلاند، خارج واشنطن مباشرة. وترمب الذي يحظى بدعم واسع بين المحافظين، قد يضطر إلى مناقشة بعض القضايا الخلافية لم تحل مع الكثير من الحضور، مثل التجارة والضرائب وصغر حجم الجهاز الحكومي. وبعد مرور شهر واحد على توليه الرئاسة، يشبه بعض المحافظين ترمب برئيسهم المفضل رونالد ريغان، الذي تولى السلطة عام 1981 بجدول أعمال يقوم على جهاز حكومي صغير والتجارة الحرة وخفض ضريبي، لينشط التيار اليمين المحافظي ويبلور وجهات نظر الكثير من الأوفياء لمفهوم العمل السياسي المحافظ.
وقال مات شلاب، رئيس اتحاد المحافظين الأميركيين الذي ينظم المؤتمر، إن ترمب حتى الآن «متوافق تماما مع برنامجنا، وهو يبدأ إدارته». ورغم ذلك، يشعر بعض المحافظين بالقلق وهم يراقبون ترمب. فقد اقترح ترمب ضمن أشياء أخرى توسعا كبيرا في الحكومة لإدارة مسألة الهجرة، وألغى بالفعل اتفاق تجارة مع دول آسيا والمحيط الهادي، وانتقد بحدة اتفاق تجارة آخر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
بهذا الصدد، قال غروفر نوركويست، المنادي القوي بخفض الضرائب والحكومة الصغيرة: «أشعر بالقلق دائما من أي نقاش حول المنافسة التجارية والتعريفات... (فهو) يشتت التركيز». وفيما يتعلق بالضرائب، يؤيد ترمب الخفض الضريبي لكن موقفه غير واضح من خطة ضريبية طرحها المحافظون للنقاش في الكونغرس. وقال نوركويست إن «إصلاحاته الضريبية تنطوي على ما يقرب بشدة من كامل قائمة طلبات المحافظين، بشأن السياسة الضريبية».
وسيسهم مدى توافق المحافظين وترمب على مثل هذه القضايا في تحديد حجم التغيير الحقيقي الذي يمكن إحداثه في واشنطن، وكيف سيعاملهم الناخبون بعد عامين في انتخابات التجديد النصفي التي عادة ما يفقد فيها الحزب الحاكم جزءا من شعبيته.
وأبدى بعض المحافظين استياءهم من أن ترمب لم يتحرك بسرعة فيما يتعلق بالإصلاح الضريبي وإلغاء نظام التأمين الصحي «أوباما كير»، الذي وضعه سلفه الديمقراطي باراك أوباما. فلم يطرح ترمب علنا أي تشريع من أي نوع، على عكس الرؤساء السابقين في فترة ولايتهم الأولى.
وأشاد شلاب بترمب لتعيينه أكثر الحكومات محافظة في نصف قرن، ولاختياره نيل جورستش قاضيا في المحكمة العليا وهو شخص يحظى بدعم واسع لدى المحافظين. وأسعد ترمب المحافظين كذلك بعمله عن قرب معهم في الكونغرس على تغيير مجموعة من الإجراءات التنظيمية التي اتخذت في عهد أوباما، ومنها إجراء يمنع شركات الفحم من إلقاء نفاياتها في الأنهار. وأنعش تغيير هذه الإجراءات، بالإضافة إلى الحديث عن التخفيضات الضريبية، أسواق المال التي ارتفعت بالفعل منذ فوز ترمب.
ويحاول منظمو المؤتمر الابتعاد عن الجدل بشأن حركة اليمين المتطرف، التي تضم النازيين الجدد والعنصريين البيض والمعادين للسامية، والتي تباطأ ترمب في شجبها. وكان ستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين في إدارة ترمب، يرأس شبكة «برايتبارت» المقربة من الحركة. وقال شلاب في حديث هاتفي لـ«رويترز»: «لا نعتقد أن هناك أي دور لحركة اليمين المتطرف في حركة المحافظين».
ولا يقتصر دعم ترمب بين المحافظين على أكثرهم محافظة، إذ أن حتى المحافظين المعتدلين الممثلين في مجموعة «ريبابليكان مين ستريت بارتنرشيب» متحمسون لترمب.
وقالت سارا تشامبرلين، رئيسة المجموعة التي تضم نحو 80 من أعضاء الكونغرس: «لا يوجد من لا يشعر بالسعادة لما يقوم به». وأضافت أن بنس مد يده للمعتدلين، مدركا أنهم مطلوبون لتمرير التشريعات الرئيسية. لكنها قالت: إن شخصية ترمب وعثراته المبكرة في البيت الأبيض «سحبت الأكسجين من الجو». ومع ذلك، فإنها متفائلة وتقول إن ترمب يتجاوز عثراته.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».