إسرائيل قتلت 110 فلسطينيين خلال عام 2016

إسرائيل قتلت 110 فلسطينيين خلال عام 2016
TT

إسرائيل قتلت 110 فلسطينيين خلال عام 2016

إسرائيل قتلت 110 فلسطينيين خلال عام 2016

في تقريرها السنوي الذي صدر أمس، وضعت منظمة «أمنستي» العالمية لحقوق الإنسان، إسرائيل بين الدول البارزة في الاعتداء على حقوق الإنسان الفلسطيني ودوسها، وبينت أنها قتلت 110 خلال العام الماضي.
وقال التقرير، إن إسرائيل ارتكبت في العام 2016 مخالفات واسعة ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات الجماعية، أو مواصلة اعتقال فلسطينيين من دون محاكمة (حبس إداري)، ومن دون تقديم لوائح اتهام، وتعذيب الكثير من المعتقلين، وإقامة المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، وعرقلة تحركات الفلسطينيين بشكل بالغ.
وحسب التقرير، فقد شملت الاعتقالات الإدارية والتعذيب، أطفالا دون السن القانونية. كما يتبين من التقرير، أن طرق التعذيب شملت الضرب، والتقييد المؤلم، ومنع النوم. ومن بين 110 فلسطينيين قتلوا في العام الماضي بنيران القوات الإسرائيلية، هناك من لم يشكلوا أي خطر على حياة الإسرائيليين، ولذلك فقد تم قتلهم بشكل مخالف للقانون.
ويوثق تقرير أمنستي، الذي حمل عنوان «وضع حقوق الإنسان في العالم»، للمس بحقوق الإنسان في 159 دولة. ويؤكد البيان الصحافي المرفق بالتقرير، على أن التصريحات المتطرفة في 22 دولة وتأثيرها، أدت إلى تقييد عمل النشطاء وتحركاتهم وحرية التعبير. ويوثق التقرير، كيف خرقت 36 دولة، من بينها إسرائيل، القانون الدولي، عندما أعادت اللاجئين إلى الدول التي تعرضت فيها حياتهم للخطر. كما يوثق كيف قتل أناس في 22 دولة (لا تشمل إسرائيل)، لأنهم عملوا بطرق سلمية من أجل حقوق الإنسان، وكيف تم ارتكاب جرائم حرب في 23 دولة (من بينها إسرائيل).
ولا يحمي التقرير السلطة الفلسطينية من انتقاداته، ويذكر أنه «لا السلطة الفلسطينية ولا حماس، الحاكم الوحيد في القطاع (غزة)، حافظت على حقوق الإنسان الفلسطيني، وامتنعتا عن التعاون معها. لذلك لا تتوفر لديها ما يكفي من معلومات حول المساس بحقوق الإنسان تحت حكميهما». كما انتقدت ظاهرة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، واعتبرتها موجهة أيضا إلى المدنيين.
وقالت: إن كلا الطرفين، في رام والله وغزة، امتنع عن «القيام بضمان واجب تقديم تقارير حول الجرائم التي ارتكبتها تنظيمات فلسطينية مسلحة خلال المواجهات السابقة، بما في ذلك إطلاق القذائف والصواريخ من دون تمييز على إسرائيل، وإعدام المتعاونين، بشكل تعسفي». وحسب التقرير، فقد قتل الفلسطينيون في العام الماضي، 16 إسرائيليا، غالبيتهم من المدنيين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.