ستدخل المكتبة الخاصة للمسرحي السوري الفذ، الراحل سعد الله ونوس، في بيروت، قريبًا «كتالوغات» مكتبة الجامعة الأميركية؛ إذ يتم العمل على فرزها وترتيبها وتبويبها لتصبح مؤلفاتها في متناول الطلاب.
وتقول لـ«الشرق الأوسط» رئيسة دائرة اللغة الإنجليزية في الجامعة صونيا مجشر أتاسي، التي أشرفت على وصول المكتبة «إن عائلة الراحل، أي زوجته وابنته، باتتا مقيمتين في بيروت؛ بسبب الأوضاع الصعبة في سوريا. وقد أرادتا نقل المكتبة ورحبنا بذلك. ومنذ سنة ونصف السنة وصلت الكتب، ومعها مكتبة أخرى هي للدكتور فؤاد فؤاد الذي كان أستاذا في الجامعة الأميركية. ومن يومها يتم العمل على الفرز والترتيب، وهذا يستغرق وقتًا».
ما هو مهم في الأمر بالنسبة للدكتورة أتاسي أن «كتب سعد الله ونوس، لن تكون وكأنها في متحف بعد اليوم، وستدخل حياة جديدة».
وسيخصص جناح ضمن مبنى مكتبة الجامعة الأميركية توضع فيه المكتبة الخاصة لسعد الله ونوس في مكان واحد، بحيث بمقدور المهتم أن يراها مجتمعة، وربما لمن هو معني بدراسة الأديب الراحل، فإن معرفة الكتب التي اقتناها في حياته وقرأها، هو في حد ذاته بحث يستحق أن يشتغل عليه.
وتضم مكتبة ونوس، نحو 4500 كتاب في الأدب الحديث، والشعر، والسياسة، والفلسفة، والمسرح، والرواية، كما تضم الكثير من الترجمات عن الأدب العالمي، وهناك كتب حول تاريخ سوريا الثقافي والفكري. وتشرح الدكتورة أتاسي، أن «ثمة كتبًا باللغة الفرنسية وغالبية المؤلفات هي أدبية ومسرحية، وأهميتها تكمن في أن معظمها هي من الأدب العربي الحديث أو عنه. وبينها مؤلفات لم تتم إعادة طباعتها. أو أنها فقدت ولم تعد موجودة».
وأقامت الجامعة الأميركية الخميس الماضي طاولة مستديرة للإعلان عن تبرع عائلة ونوس بمكتبته الخاصة، وذلك في قاعة محاضرات «معهد عصام فارس»، حيث تحدث الحضور عن الكاتب المسرحي الراحل، حياته وكتاباته.
وفي افتتاح الطاولة المستديرة، قالت أرملة ونوس، فايزة إنه تساءل عمّا ستؤول إليه مكتبته بعد وفاته. فأكّدت له: «لا تقلق. أنا سأهتم بمكتبتك. وأعدك أنها ستكون في مكان جميل جدا». وأضافت فايزة: «اليوم، في عيد ميلاده الخامس والسبعين، أقدّم له هدية ثمينة جدًا: مكان جميل جدا لمكتبته».
وكان سعد الله ونوس قد غادر الحياة عام 1997 بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وكتب خلال هذه الفترة الأليمة، أروع مسرحياته وأكثرها قوة وجرأة. ويعتبر ونوس أحد أهم الكتاب المسرحيين العرب، ومعروف عنه نهمه الشديد للقراءة منذ صغر سنه. وكان أول كتاب اقتناه وهو في الثانية عشرة مؤلف جبران خليل جبران «دمعة وابتسامة»، ومن يومها لم يكف عن اقتناء الكتب والقراءة، وبخاصة أنه ذهب بعد ذلك لدراسة الصحافة في مصر، قبل أن تفتح له نافذة الدراسة في فرنسا، ويذهب إلى هناك بمنحة من وزارة الثقافة السورية ليكون لقاؤه مع المسرح الغربي هناك.
سعد الله ونوس أودع «الجامعة الأميركية» مكتبته الخاصة واستراح
تبرعت بها عائلته بمناسبة عيده الـ75
سعد الله ونوس أودع «الجامعة الأميركية» مكتبته الخاصة واستراح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة