سعد الله ونوس أودع «الجامعة الأميركية» مكتبته الخاصة واستراح

تبرعت بها عائلته بمناسبة عيده الـ75

سعد الله ونوس
سعد الله ونوس
TT

سعد الله ونوس أودع «الجامعة الأميركية» مكتبته الخاصة واستراح

سعد الله ونوس
سعد الله ونوس

ستدخل المكتبة الخاصة للمسرحي السوري الفذ، الراحل سعد الله ونوس، في بيروت، قريبًا «كتالوغات» مكتبة الجامعة الأميركية؛ إذ يتم العمل على فرزها وترتيبها وتبويبها لتصبح مؤلفاتها في متناول الطلاب.
وتقول لـ«الشرق الأوسط» رئيسة دائرة اللغة الإنجليزية في الجامعة صونيا مجشر أتاسي، التي أشرفت على وصول المكتبة «إن عائلة الراحل، أي زوجته وابنته، باتتا مقيمتين في بيروت؛ بسبب الأوضاع الصعبة في سوريا. وقد أرادتا نقل المكتبة ورحبنا بذلك. ومنذ سنة ونصف السنة وصلت الكتب، ومعها مكتبة أخرى هي للدكتور فؤاد فؤاد الذي كان أستاذا في الجامعة الأميركية. ومن يومها يتم العمل على الفرز والترتيب، وهذا يستغرق وقتًا».
ما هو مهم في الأمر بالنسبة للدكتورة أتاسي أن «كتب سعد الله ونوس، لن تكون وكأنها في متحف بعد اليوم، وستدخل حياة جديدة».
وسيخصص جناح ضمن مبنى مكتبة الجامعة الأميركية توضع فيه المكتبة الخاصة لسعد الله ونوس في مكان واحد، بحيث بمقدور المهتم أن يراها مجتمعة، وربما لمن هو معني بدراسة الأديب الراحل، فإن معرفة الكتب التي اقتناها في حياته وقرأها، هو في حد ذاته بحث يستحق أن يشتغل عليه.
وتضم مكتبة ونوس، نحو 4500 كتاب في الأدب الحديث، والشعر، والسياسة، والفلسفة، والمسرح، والرواية، كما تضم الكثير من الترجمات عن الأدب العالمي، وهناك كتب حول تاريخ سوريا الثقافي والفكري. وتشرح الدكتورة أتاسي، أن «ثمة كتبًا باللغة الفرنسية وغالبية المؤلفات هي أدبية ومسرحية، وأهميتها تكمن في أن معظمها هي من الأدب العربي الحديث أو عنه. وبينها مؤلفات لم تتم إعادة طباعتها. أو أنها فقدت ولم تعد موجودة».
وأقامت الجامعة الأميركية الخميس الماضي طاولة مستديرة للإعلان عن تبرع عائلة ونوس بمكتبته الخاصة، وذلك في قاعة محاضرات «معهد عصام فارس»، حيث تحدث الحضور عن الكاتب المسرحي الراحل، حياته وكتاباته.
وفي افتتاح الطاولة المستديرة، قالت أرملة ونوس، فايزة إنه تساءل عمّا ستؤول إليه مكتبته بعد وفاته. فأكّدت له: «لا تقلق. أنا سأهتم بمكتبتك. وأعدك أنها ستكون في مكان جميل جدا». وأضافت فايزة: «اليوم، في عيد ميلاده الخامس والسبعين، أقدّم له هدية ثمينة جدًا: مكان جميل جدا لمكتبته».
وكان سعد الله ونوس قد غادر الحياة عام 1997 بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وكتب خلال هذه الفترة الأليمة، أروع مسرحياته وأكثرها قوة وجرأة. ويعتبر ونوس أحد أهم الكتاب المسرحيين العرب، ومعروف عنه نهمه الشديد للقراءة منذ صغر سنه. وكان أول كتاب اقتناه وهو في الثانية عشرة مؤلف جبران خليل جبران «دمعة وابتسامة»، ومن يومها لم يكف عن اقتناء الكتب والقراءة، وبخاصة أنه ذهب بعد ذلك لدراسة الصحافة في مصر، قبل أن تفتح له نافذة الدراسة في فرنسا، ويذهب إلى هناك بمنحة من وزارة الثقافة السورية ليكون لقاؤه مع المسرح الغربي هناك.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.