الرئيس التنفيذي لـ«بنك البلاد»: متفائلون بتحقيق نتائج جيدة في 2017 ونسعى للتوسع في الخدمات الإلكترونية

عبد العزيز العنيزان أكد نجاح البنك في طرح منتجات مبتكرة قائمة على ضوابط الهيئة الشرعية

عبد العزيز العنيزان الرئيس التنفيذي لبنك البلاد
عبد العزيز العنيزان الرئيس التنفيذي لبنك البلاد
TT

الرئيس التنفيذي لـ«بنك البلاد»: متفائلون بتحقيق نتائج جيدة في 2017 ونسعى للتوسع في الخدمات الإلكترونية

عبد العزيز العنيزان الرئيس التنفيذي لبنك البلاد
عبد العزيز العنيزان الرئيس التنفيذي لبنك البلاد

أكد عبد العزيز العنيزان، الرئيس التنفيذي لبنك البلاد، ثقته بتحقيق نتائج أفضل للعام المالي الحالي 2017، مشيرًا إلى أن البنك يعمل على التوسع في تقديم الخدمات الإلكترونية، وإطلاق خدمات جديدة، لطرح عدد من المنتجات المبتكرة القائمة على ضوابط الهيئة الشرعية.
وأشار العنيزان إلى أن البنك أطلق أخيرًا حملة «مصرفية يرتاح لها البال» قبل مدة، وسعت إلى تسليط الضوء على الهوية المطورة ودعم الصورة الذهنية لبنك البلاد، حيث تأتي هذه الحملة تزامنًا مع العام الجديد، وضمن إطار المساعي لتعزيز مكانة البلاد في السوق المالية السعودية كبنك رائد في تقديم المنتجات والخدمات القائمة على ضوابط الهيئة الشرعية التي تتمحور في عناصر تتضمن «مصرفية يرتاح لها البال»، كما تحدث عن دور البنك في المسؤولية الاجتماعية، والشراكة مع وزارة الإسكان:
* كيف كانت النتائج المالية لبنك البلاد لعام 2016؟
- أعلن بنك البلاد عن النتائج المالية للعام الماضي بتحقيق صافي أرباح بلغت 807.7 مليون ريال، كما أعلن البنك عن تحقيق صافي أرباح للربع الأخير من 2016 بلغت 221.5 مليون ريال، بزيادة بنسبة 8.37 في المائة مقارنة بالفترة المالية المماثلة في عام 2015، وأوصى مجلس إدارة بنك البلاد للجمعية العامة، بتوزيع أرباح نقدية على مساهمي البنك عن عام 2016 قدرها 300 مليون ريال، وبذلك تكون حصة السهم الواحد 0.5 ريال (نصف ريال)، ومن هنا أبارك تحقيق هذه النتائج لمقام رئيس وأعضاء مجلس إدارة البنك الموقرين وسفراء وسفيرات البلاد وجميع مساهمي وعملاء بنك البلاد وسفراء وسفيرات البلاد، إذ إن هذه النتائج المالية تظهر نموًا في أعمال البنك تحقق بفضل تكاتف وتعاون الجميع، وأتقدم بالشكر الجزيل لعملاء البنك لثقتهم بنا.
لقد شهد عام 2016 طرح كثير من المنتجات والخدمات الجديدة المبنية على الضوابط الشرعية، التي تتلاءم مع احتياجات العملاء كالتوسع في برامج التمويل العقاري وكذلك التوسع في تقديم الخدمات الإلكترونية مثل إطلاق خدمة «ويسترن يونيون» عبر ذراع التحويلات المالية «إنجاز»، كما نمت شبكة فروع البنك خلال عام 2016 بافتتاح فرع المطار بالمدينة المنورة وافتتاح فرع الجبيل الصناعية، مما يتيح للعملاء الاستفادة من المنتجات والخدمات المتنوعة من خلال شبكة الفروع المنتشرة في أنحاء البلاد، تدعمها شبكة أجهزة صراف آلي يتجاوز عددها أكثر من 900 صراف آلي، ويتيح ذراع التحويلات المالية «إنجاز» الحصول على أحدث خدمات التحويل بكل سهولة ويسر عبر الموقع الإلكتروني للبنك، الذي يتيح تنفيذ جميع العمليات المالية والحوالات عبر «ويسترن يونيون» وتطبيق البلاد للأجهزة الذكية، وذلك خدمة لعملاء «البلاد» وتلبية لكل احتياجاتهم المصرفية.
* ما المنتجات والخدمات التي طرحت لعام 2016 وتوقعات النمو في العام الحالي 2017؟
- تم طرح كثير من المنتجات والخدمات المبتكرة القائمة على ضوابط الهيئة الشرعية خلال عام 2016، ومنها: «منتج التمويل العقاري المرن» بصيغة المرابحة الشرعية، الذي يهدف لتسهيل حصول العملاء الذين تنطبق عليهم الشروط والمعايير الخاصة بالتمويل العقاري من قبل بنك البلاد لشراء عقار والحصول على تمويل شخصي في آن واحد، أو لشراء عقار في ظل وجود تمويل شخصي أو التزامات قائمة على العميل. المنتج الآخر يتمثل في منتج التمويل العقاري بصيغة الإجارة: حيث يرتكز هذا المنتج على شراء البنك للعقار (الأصل) سواءً كانت العقارات سكنية (فيلا أو شقة أو دوبلكس) أو أرضًا، ومن ثم تأجيره للعميل حسبما يتم الاتفاق عليه من خلال عقد الإجارة، إضافة إلى خدمة حساب البلاد، وهو الحساب الأول من نوعه في السعودية، وهو حساب يمنح العميل حرية إدارة حسابه والتصرف بأمواله في أي وقت وزمان ومكان، بينما يستمر احتساب وجني الأرباح لصالح العميل المستفيد من الحساب (برصيد 20 ألف ريال كحد أدنى)، ويمكن للعميل استثمار أمواله مع تمتعه في الوقت نفسه بسيولة مالية عالية، كما يقدم البنك منتج سداد المديونية بكل أريحية، حيث يمكن للعميل التقدم بطلب شراء مديونية التمويل الشخصي أو شراء مديونية التمويل العقاري حسب ضوابط وتعليمات مؤسسة النقد.
أما فيما يخص توقعات النمو لعام 2017م فكلي ثقة بسفراء وسفيرات البلاد بتحقيق نتائج أفضل للعام المالي الحالي 2017 من منظور ثقة عملاء ومساهمي بنك البلاد وبدعمهم المتواصل، الذي كان له عميق الأثر في الاستمرار بتحقيق قفزات نوعية تتماشى مع تطلعاتهم.
* بنك البلاد من البنوك النشطة الرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية، هل بالإمكان استعراض أهم أنشطة البنك الاجتماعية لعام 2016؟
- تمكن بنك البلاد من القيام بكثير من المبادرات الاجتماعية خلال عام 2016 تحت برنامج «#البلاد_مبادرة عبر 15 مبادرة وبرنامجًا» تكفل بها البنك، ومنها دعم المؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق (مساجدنا) بعدد 3 سيارات لتسهيل مهمة المؤسسة في صيانة ونظافة مساجد الطرق، ودعم المرضى المحتاجين بأجهزة طبية متنوعة بالتعاون مع لجنة أصدقاء المرضى بالرياض، وتوزيع سلال غذائية على الأسر المحتاجة في مختلف مناطق المملكة في شهر رمضان المبارك، إضافة إلى تقديم سيارة إسعاف مجهزة لجمعية طهور بعنيزة لرعاية ومساندة مرضى السرطان، وتقديم كسوة الشتاء لطلاب وطالبات التعليم العام في المناطق الشمالية تزامنًا مع دخول فصل الشتاء.
* أطلق بنك البلاد أخيرًا حملة «مصرفية يرتاح لها»، ما الهدف منها؟
- هي حملة إشهار الهوية وموقع البنك تحت عنوان «مصرفية يرتاح لها البال»، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الهوية المطورة ودعم الصورة الذهنية للبنك لدى العميل، حيث تأتي هذه الحملة تزامنًا مع العام الجديد وضمن إطار مساعي بنك البلاد لتعزيز مكانته في السوق المالية السعودية كبنك رائد في تقديم المنتجات والخدمات القائمة على ضوابط الهيئة الشرعية التي تتمحور في عناصر تتضمن توفير مصرفية يرتاح لها البال بتقديم منتجات وخدمات قائمة على ضوابط الهيئة الشرعية، و«مصرفية يرتاح لها البال» بتوفر شبكة واسعة من الفروع وأجهزة الصراف الآلي منتشرة في أرجاء المملكة وقنوات إلكترونية وخدمة عملاء على مدار الساعة، و«مصرفية يرتاح لها البال» عبر باقة منتجات وخدمات متكاملة للعملاء والأفراد والشركات. إضافة إلى «مصرفية يرتاح لها البال» بوجود ذراع تحويلات مالية رائدة متمثلة في «إنجاز»، ووجود فرص وحلول استثمارية عبر الذراع الاستثمارية البلاد المالية، و«مصرفية يرتاح لها البال» عن طريق الحصول على فريق محترف من سفراء وسفيرات البلاد لخدمة عملاء البنك.
* ماذا عن الشراكة مع وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقاري؟
- لا شك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بوزارة الإسكان تقوم بجهود جبارة لطرح الحلول لتسهيل حصول المواطنين على السكن المناسب، وكان لنا الفخر في بنك البلاد بأن نكون من أوائل البنوك التي أنهت الربط مع وزارة الإسكان لتقديم المنتجات السكنية، بالشراكة مع صندوق التنمية العقاري، حيث تم خلال الشهر الحالي إطلاق منتجي التمويل المدعوم والرهن المُيسر بالتعاون مع وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية، الذي يتطلع فيه بنك البلاد إلى المساهمة في إيجاد الحلول العقارية التي تناسب المستحقين، وذلك من خلال تقديم خدمات وبرامج ميسرة لعملاء البنك ومستحقي وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية للحصول على المسكن المناسب، وإيمانًا منا بضرورة المساهمة الفاعلة في الوصول إلى تحقيق أهداف وطموحات وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية، وجعل الحلول السكنية في متناول أكبر شريحة ممكنة من العملاء باختلاف إمكانياتهم واحتياجاتهم.
ويعتبر برنامج التمويل المدعوم برنامجًا تمويليًا جديدًا مقدمًا من بنك البلاد، وذلك بالتعاون مع صندوق التنمية العقارية ووزارة الإسكان، والذي يُمكن من تملك مسكن ملائم من خلال حصولهم على تمويل عقاري من قبل البنك ومدعوم من قبل وزارة الإسكان أو صندوق التنمية العقار، إما بتحمل كامل أو جزء من الأرباح الناشئة عن التمويل، وذلك بناءً على ما ستحدده الوزارة لكل مستحق للدعم بناءً على دخله الشهري وعدد أفراد أسرته. وعلى أن يكون سقف التمويل المدعوم من الوزارة «الصندوق» هو 500 ألف ريال، مع التنويه بأنه يمكن للعميل الحصول على تمويل عقاري إضافي أو شخصي بناءً على ملاءته المالية.
فيما يعد برنامج الرهن المُيسر برنامجًا تمويليًا جديدًا مقدمًا من قبل البنك بالتعاون مع صندوق التنمية العقارية ووزارة الإسكان، الذي يتيح الحصول على تمويل عقاري يصل إلى 90 في المائة من قيمة العقار المراد شراؤه، وتتمثل آلية الدعم في تقليص مبلغ الدفعة المقدمة من 15 في المائة لعملاء المسكن الأول إلى 10 في المائة فقط من قيمة العقار، حيث ستقوم الوزارة أو الصندوق بإعطاء ضمان «وديعة» لبنك البلاد وبما يغطي 15 في المائة من قيمة العقار، وتتوفر لدى بنك البلاد باقة كاملة من المنتجات العقارية المتنوعة التي تتناسب واحتياجات العملاء على اختلاف شرائحهم.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».