اتحاد الكرة السعودي: «إدارة عيد» تسببت في دين بـ194 مليون ريال

توجه للاقتراض البنكي... وتقليص في اللجان وتوسع كبير في الإدارات... والتويجري بديلاً للبرقان

جانب من المؤتمر الصحافي لاتحاد الكرة السعودي أمس (تصوير: غازي مهدي)

في الوقت الذي كان مجلس إدارة اتحاد الكرة السعودي المنتهي ولايته برئاسة أحمد عيد يشدد على وجود فائض مالي في خزينة الاتحاد، فاجأ عادل عزت الرئيس الجديد أمس الرياضيين السعوديين بالكشف عن ديون ضخمة تعاني منها الخزينة بنحو 194 مليون ريال منها 91 مليون ريال دين مستحق على اتحاد الكرة لدى وزارة المالية، فضلاً عن هدر مالي بنحو 11 مليون ريال على انتدابات لأعضاء مجلس الإدارة ومعسكرات المنتخبات السعودية، فضلاً عن مستحقات ومديونيات تتجاوز الـ73 مليون ريال سعودي.
وبدا واضحا أن اتحاد الكرة السعودي الحالي سعى إلى القيام بتسريب أخبار عن فوضى وسوء استخدام وتعامل مع إيرادات اتحاد الكرة السعودي، وسط صمت كبير من جانب المسؤولين في الاتحاد السابق برئاسة أحمد عيد، الذي أكد في تصريحات إذاعية أنه سيلتزم الصمت تجاه كل محاولات الاتهامات الدائرة ضد إدارته.
المسؤولون في الاتحاد السابق يشددون على عدم وجود أي ديون وإنما التزامات طبيعية متأخرة بسبب تأخر شركات راعية في صرفها في وقتها المحدد، وأن تحصيل هذه المستحقات سيحل المشكلة.
وكشف عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عن وجود عجز مالي بلغ 105 ملايين ريال، مع احتمالية ارتفاع هذا الرقم إلى مائة وثمانية عشر مليون ريال في الفترة المقبلة، وهو الاحتمال الأسوأ الذي توقعه عضو المجلس عبد الإله مؤمنة المختص بالإدارة المالية في الاتحاد الجديد لكرة القدم.
وفي مؤتمر صحافي عقده مجلس الإدارة الجديد بملعب الجوهرة بعد اجتماع لمجلس الإدارة دام لساعات طويلة، أمس (الخميس)، أعلن عبد الإله مؤمنة مدير الإدارة المالية عن وجود التزامات مالية على الاتحاد بلغت 194 مليون ريال يقابلها مستحقات منتظرة لدى كثير من الجهات الحكومية والقطاع الخاص بمبلغ 89 مليون ريال، ليفوق العجز المالي قرابة مائة مليون ريال.
وأوضح مؤمنة في حديثه خلال المؤتمر الصحافي أن هناك كثيرًا من الخطوات التنظيمية ستسهم في تجاوز هذه الأزمة، موضحا: «سنبدأ فعليًا في التفاوض مع الجهات التمويلية من أجل مواجهة هذا العجز، خصوصًا أن لدينا استحقاقات مقبلة مهمة»، مشيرًا إلى أن هناك بنودًا جرى الصرف عليها سابقًا بصورة كبيرة، مثل الانتدابات واللجان والمعسكرات، التي بلغت 11 مليون ريال، وهذا ما نسعى إلى تفاديه بالهيكلة المالية والإدارية الجديدة.
من جانبه، أوضح عادل عزت رئيس الاتحاد أن هذا الرقم المالي الكبير من الديون سيشكل عائقًا لتحركات الاتحاد الجديد، مشيرًا: «أمامنا نفق مظلم، ولكننا نرى في نهايته نورًا سنعمل على تجاوزه، وقادرون على ذلك بمجهودات الأعضاء بقيادة عبد الإله مؤمنة، من خلال عدة حلول، كالاقتراض البنكي وزيادة عدد الرعاة»، وأشار عزت إلى أنهم سيواجهون هذا الأمر بمسؤولية كاملة حتى ينجحوا في تجاوزه رغم صعوبة المهمة.
وأوضح عزت أن هناك 15 مليون ريال جرى صرفها من مجلس الإدارة السابق كدفعة مقدمة من القناة الناقلة للاتحاد السابق دون إيضاح آلية ذلك، وهو الأمر الذي أربك مسيرة الاتحاد الحالي المالية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتم عرضه على الجمعية العمومية خلال الاجتماع القادم من باب براءة ذمة الاتحاد السابق.
وأشار عزت إلى أنهم قادرون على تقليص كثير من النفقات والمصاريف غير المهمة في الفترة المقبلة إلى ما نسبته 40 في المائة، موضحًا: «اجتماعنا هذا اليوم تم في ملعب الجوهرة دون أن نكلف الاتحاد ماليًا، كما لو تم هذا الاجتماع والمؤتمر الصحافي في أحد الفنادق الموجودة بمدينة جدة».
وأعلن الاتحاد السعودي خلال المؤتمر الصحافي عن إحلال اللجان السابقة في خطوة تنظيمية تهدف إلى توفير عمل منظم وتوفير مادي كبير، حيث تم تشكيل أربع لجان دائمة، وهي لجنة عمليات كرة القدم التي تضم المسابقات والاحتراف برئاسة خالد المقرن، ولجنة المشاركة الجماهيرية برئاسة نزيه النصر، ولجنة الحكام برئاسة مرعي العواجي إلى نهاية الموسم، واللجنة التجارية برئاسة رئيس الاتحاد عادل عزت.
وأشار رئيس الاتحاد عادل عزت، في حديثه خلال المؤتمر الصحافي، إلى تعيين المهندس طارق التويجري نائبًا لمدير لجنة العمليات لشؤون الاحتراف، ونعيم البكر نائبًا لمدير لجنة العمليات لشؤون المسابقات، في حين سيكون الدكتور عبد الله البرقان رئيس لجنة الاحتراف السابق رئيسًا لرابطة أندية الدرجة الأولى، ومكلفًا بمهمة دراسة مسابقات كرة القدم لما دون الدرجة الممتازة وتطويرها.
وأعلن عادل البطي الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم عن توصلهم بالإجماع كأعضاء مجلس إدارة إلى الهوية الجديدة والمناسبة للاتحاد، حيث سيتم تدشينها رسميا في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل في العاصمة الرياض.