أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن اللقاء الذي ستستضيفه العاصمة الكازاخية آستانة يوم غد، لم يعد مجرد لقاء ثان لمجموعة العمليات المشتركة الخاصة بوضع آليات لمراقبة وقف إطلاق النار، وإنما سيكون لقاء ثانيا أو «آستانة2»، حيث ستشارك فيه الوفود ذاتها التي شاركت في «آستانة1» يومي 23 - 24 يناير (كانون الثاني) قبل انطلاق مفاوضات «جنيف4» التي تنطلق في العشرين من الشهر الحالي.
هذا ما أعلن عنه لافروف في مؤتمر صحافي عقب محادثاته أمس مع نظيره المنغولي تسينديين مونخ - أورغيل. ودون أن يعرض جدول أعمال لقاء الغد وما إذا كان سيتناول مسائل الحل السياسي أم سيقتصر على الجانب العسكري، شدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة «مواصلة استخدام منصة آستانة لمراقبة تنفيذ الأطراف التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك لدفع الإصلاحات السياسية»، في إشارة منه إلى «الحل السياسي».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع في العاصمة الروسية، أن التحضيرات للقاء تجري على قدم وساق، لافتًا إلى أن «موسكو تسعى عبر لقاء الغد إلى تحقيق نتائج واضحة، تشكل تقدما ملموسًا على الوضع ميدانيًا، كما وبالنسبة للملفات الأخرى العالقة بين الأطراف السورية، على أن تشعر تلك الأطراف، والقوى الخارجية من الدول الراعية لعملية آستانة، والدول الأخرى التي تدعم المعارضة السورية، بذلك التقدم، بما سيسهم في تكوين الأرضية الملائمة لتحقيق نتائج فعلية خلال المفاوضات المرتقبة في جنيف»، حسب قول المصدر الذي ختم مشيرًا إلى «إدراك لدى الجميع باستحالة تحقيق أي تقدم على المسار السياسي دون تغيرات ميدانية تحفز الأطراف على بحث ملفات الحل السياسي».
وحسب تأكيدات وزير الخارجية الروسي فمن المتوقع أن يتم عقد لقاء «آستانة 2» بصيغة اللقاء الأول 23 - 24 يناير، وتحديدا ستشارك «الدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران، وممثلون عن الحكومة السورية، وعن فصائل المعارضة المسلحة تلك التي وقعت مع دمشق يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) اتفاقا حول وقف الأعمال القتالية، والتصدي معًا لـ(داعش) و(جبهة النصرة)»، حسب قوله، مؤكدًا أن «مشاركة المعارضة المسلحة في العملية السياسية، تشكل أهمية مبدئية، وصوتهم يجب أن يسمع أثناء الحوار».
وأشار لافروف إلى دعوة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا «مع الأخذ بالاعتبار دوره كوسيط» بين الوفود السورية، فضلا عن ممثل الولايات المتحدة بصفة مراقب. غير أن يارا شريف المتحدثة باسم المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، قالت ردا على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، أن الأخير لن يتوجه إلى آستانة، على أن يشارك «فريق تقني» من مكتبه.
وبالنسبة للمشاركة الأردنية في لقاء «آستانة 2» فقد اعتبر لافروف أنها «في محلها»، لافتًا إلى أن العمل يجري للتوافق على تفاصيل مشاركتها والصفة التي ستشارك بموجبها في لقاء الغد.
وأكدت صباح الرفاعي ممثلة وزارة الخارجية الأردنية في تصريحات لوكالة «ريا نوفوستي» تسلم بلادها دعوة للمشاركة في مفاوضات آستانة بصفة مراقب، وقالت الرفاعي للوكالة إن «الأردن سيشارك على مستوى مسؤولين رفيعين»، دون أن تقدم أي توضيحات إضافية بهذا الخصوص. وتأتي الجولة الثانية من المحادثات استكمالا لجولة أولى عقدت الشهر الماضي بين طرفي النزاع برعاية روسية تركية إيرانية؛ لتثبيت وقف النار الذي تشهده الجبهات الرئيسية.
«آستانة 2» تسابق «جنيف4»وموسكو تدفع «لمناقشة إصلاحات سياسية»
«آستانة 2» تسابق «جنيف4»وموسكو تدفع «لمناقشة إصلاحات سياسية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة