«دبلوماسية الغولف» تجمع ترمب وآبي في فلوريدا

الرئيس الأميركي وضيفه الياباني بحثا مكانة واشنطن في آسيا

السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب تصطحب أكي آبي زوجة رئيس الوزراء الياباني في جولة بمتحف موريكيامي بفلوريدا أمس (أ.ف.ب)
السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب تصطحب أكي آبي زوجة رئيس الوزراء الياباني في جولة بمتحف موريكيامي بفلوريدا أمس (أ.ف.ب)
TT

«دبلوماسية الغولف» تجمع ترمب وآبي في فلوريدا

السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب تصطحب أكي آبي زوجة رئيس الوزراء الياباني في جولة بمتحف موريكيامي بفلوريدا أمس (أ.ف.ب)
السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب تصطحب أكي آبي زوجة رئيس الوزراء الياباني في جولة بمتحف موريكيامي بفلوريدا أمس (أ.ف.ب)

بعد اجتماعهما في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس، في فلوريدا لبحث مكانة الولايات المتحدة في آسيا ولعب الغولف.
وقام المسؤولان بالرحلة من واشنطن معا في الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، على أن يلعبا الغولف في «نادي ترمب الدولي» في وست بالم بيتش. وأبدى آبي الجمعة سروره للعب الغولف مع ترمب، لكنه حرص على التأكيد أن الرئيس الأميركي أبرع منه بكثير.
وأعرب عن أمله في أن تكون هذه فرصة «تسمح ببحث مستقبل العالم ومستقبل المنطقة» مع ترمب.
وللقاء في منتجع الغولف نكهة خاصة بالنسبة لآبي، إذ سبق لجده رئيس الوزراء نوبوسوكي كيشي أن لعب الغولف قبل أكثر من نصف قرن مع الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور. وحرص رئيس الوزراء الياباني على إظهار مدى التقارب بينه وبين الرئيس الأميركي.
والواقع أن ترمب لم يمض حتى الآن مع أي قيادي أجنبي كل الوقت الذي أمضاه مع آبي منذ انتخابه على رأس القوة الأولى في العالم، مع لقاء في برج «ترمب تاور» في مانهاتن بعد الانتخابات، ومقابلة الجمعة في البيت الأبيض، وغداء عمل، وعشاء في فلوريدا، ويوم كامل في ملعب الغولف.
ويعتبر المراقبون هذا التقارب مكسبا مهما، في وقت يسعى فيه جميع رؤساء الدول والحكومات في العالم لفهم هذا الرئيس غير التقليدي، الذي يقود دبلوماسيته على وقع التغريدات.
ويذكر أن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس الأميركي منتجعه في فلوريدا لأغراض دبلوماسية. فقبل دعوة الغولف، استضاف ترمب وزوجته ميلانيا شينزو آبي وزوجته على العشاء في منتجع مار - إيه - لاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا. وحضر العشاء روبرت كرافت مالك فريق نيوإنغلاند بارتيوتس الفائز بلقب دوري كرة القدم الأميركية.
وبعد تصريحات مدوية خلال الحملة الانتخابية وأثناء المرحلة الانتقالية، خفف ترمب من حدة تصريحاته بشكل لافت بشأن آسيا خلال الساعات الـ48 الأخيرة. وأجرى مساء الخميس وللمرة الأولى مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وتعهد باحترام «مبدأ الصين الواحدة» الذي يحظر أي اتصال دبلوماسي مع تايوان.
ويعدّ هذا الموقف مطابقا للسياسة التي تنتهجها واشنطن منذ عقود كما يشكل تغييرا في توجه الرئيس الجديد، بعدما كان يؤكد قبل بضعة أسابيع أن «كل شيء مطروح للبحث، بما في ذلك الصين الواحدة».
كذلك، قدم ترمب صباح الجمعة تطمينات قوية للحليف الياباني، بعد التصريحات المقلقة بنظر طوكيو التي أدلى بها خلال الحملة الانتخابية. وأكد أن التحالف بين العدوين السابقين هو «حجر الزاوية من أجل السلام والاستقرار في منطقة المحيط الهادي».
كما أكد المسؤولان في بيان مشترك أن المعاهدة الأمنية الأميركية - اليابانية تنطبق على جزر سينكاكو المتنازع عليها بين طوكيو وبكين، وهو مصدر ارتياح آخر لليابان. كما أعربا عن رفضهما «لأي عمل أحادي يهدف إلى إعادة النظر» في إدارة اليابان لهذه الجزر.
من جهتها، اصطحبت السيدة الأولى ميلانيا ترمب زوجة رئيس الوزراء أكي آبي في زيارة للحدائق اليابانية في متحف موريكامي في بالم بيتش، أمس.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».