رئيس وزراء الصومال السابق فارماجو يفوز بانتخابات الرئاسة

يحمل الجنسية الأميركية... وأسس أول حزب ترأسه امرأة

موظفون أثناء فرز الأصوات في مقديشو بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ب)
موظفون أثناء فرز الأصوات في مقديشو بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ب)
TT

رئيس وزراء الصومال السابق فارماجو يفوز بانتخابات الرئاسة

موظفون أثناء فرز الأصوات في مقديشو بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ب)
موظفون أثناء فرز الأصوات في مقديشو بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ب)

فاز محمد عبد الله فارماجو، رئيس الوزراء الصومالي السابق، بنتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس في العاصمة الصومالية مقديشو، بأغلبية كاسحة، ليصبح بذلك الرئيس الجديد للبلاد للأعوام الأربعة المقبلة، خلفا للرئيس الحالي المنتهية ولايته حسن شيخ محمود.
وحصل فارماجو على 184 صوتا، مقابل 97 للرئيس السابق، فيما حصل الشيخ شريف أحمد، الرئيس الأسبق للبلاد، على 46 صوتا في الانتخابات التي جرت داخل قاعدة القوات الجوية في العاصمة مقديشو، وشارك في عملية التصويت 329 نائبًا في البرلمان بمجلسيه (الشعب والشيوخ)، ولم يسمح لهم بحمل الهواتف الجوالة والأقلام، وسط إجراءات أمنية مشددة، شهدت تعطيل حركة التنقل والمرور.
وبعد ماراثون انتخابي خاضه المشرعون الصوماليون وراء جدران مطار العاصمة، أصبح فارماجو رئيسا للبلاد بعد فوزه في الانتخابات، التي تأجلت على مدى شهور، وشهدت تهديدات متشددين إسلاميين بتعطيل مسارها.
وانتشرت في المطار المحاط بحواجز خرسانية عالية لحمايته من الهجمات، قوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي، وهو يقع بالقرب من مقار هيئات الأمم المتحدة والسفارات والقنصليات الأجنبية. وقبل إعلان النتيجة تبادل مرشحو الرئاسة اتهامات بشراء ولاء المصوتين، مما أثار تصريحات غاضبة، حيث قالت شبكة «مرقاتي»، وهي منظمة غير حكومية تعمل على مكافحة الفساد، إن آلاف الدولارات منحت لبعض الأفراد لضمان تأييدهم في الانتخابات، التي فاز بها الرئيس الجديد فارماجو.
وقال مانحون غربيون، درجوا على انتقاد حكومة محمود بسبب الفساد، إن التصويت أبعد ما يكون عن المثالية، لكنه يمثل مع ذلك خطوة متواضعة للأمام مقارنة بسنة 2012، وذلك عندما اختار 135 من الشيوخ فقط أعضاء البرلمان الذين اختاروا بدورهم الرئيس. وقد أدى التهديد الذي تمثله «حركة الشباب» المتشددة، التي عادة ما تشن هجمات في مقديشو ومناطق أخرى من البلاد، إلى إلغاء خطة تقضي بمنح كل بالغ صوتا في الانتخابات، بسبب تحديات تأمين مراكز الاقتراع.
وفي هذا السياق، أكد ضابط الشرطة حسين نور أن السلطات عملت على تشديد إجراءات الأمن، حتى ينتخب المواطنون من يعتقدون أن بإمكانه إنقاذ الصومال.
وفي وقت سابق أمس قال مسؤول صومالي كبير إن مقاتلين من حركة الشباب اقتحموا فندقا في بوصاصو، عاصمة إقليم بونت لاند (أرض اللبان) شبه المستقل، وقتلوا 4 حراس، كما لقي مهاجمان حتفهما. لكن حركة الشباب نفت أي دور في هذا الهجوم. وفي المقابل، قالت وكالة «أعماق» إن تنظيم «داعش» أعلن المسؤولية عن الهجوم الذي حدث في بوصاصو، والذي يعد الأول من نوعه الذي تشهده المدينة.
وتشن حركة الشباب هجمات في الصومال من حين لآخر، لكنها تميل للتركيز على العاصمة مقديشو والمناطق الأخرى، التي تسيطر عليها الحكومة الاتحادية. وظلت الحركة، التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة، تسيطر على معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك مقديشو حتى عام 2011. لكنها طردت من العاصمة بعد أن أجبرتها قوات الاتحاد الأفريقي والجنود الصوماليون على الخروج شيئا فشيئا من معاقل أخرى.
ولد فارماجو في العاصمة الصومالية مقديشو عام 1962، وتنحدر عائلته من منطقة جيدو جنوب غربي الصومال، وفي عام 1985 عمل سكرتيرا أول في السفارة الصومالية في واشنطن. وبعد ذلك بأربع سنوات نال درجة الماجستير من جامعة بافلو في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. لكن عقب انهيار الحكومة المركزية عام 1991، طلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة. وبعد حصوله على الجنسية الأميركية، عمل في عدة وظائف في ولاية نيويورك، لا سيما في هيئة الإسكان في بلدية بافلو، وفي قسم فرص التوظيف المتساوية في مقاطعة إري، كما عمل في هيئة النقل بولاية نيويورك.
في عام 2010 عيّن فارماجو رئيسًا للوزراء خلفًا لعمر شارماركي، الذي استقال من منصبه بعد حدوث نزاع مع الرئيس آنذاك.
لكن فارماجو استقال في شهر يونيو (حزيران) 2011، بعد التوصل إلى اتفاق بين الرئيس الأسبق شيخ شريف والبرلمان، يقضي بتأجيل الانتخابات مقابل الاستقالة في إطار اتفاق كمبالا، الذي تم بموجبه تمديد ولاية المؤسسات الانتقالية حتى 2012. وأسس فارماجو لاحقا حزب العدالة والمساواة (تايو)، حيث شغل منصب الأمين العام للحزب، الذي يعد أول حزب سياسي في الصومال ترأسه امرأة، وهو متزوج وله ولدان وبنتان، تتراوح أعمارهم بين 13 و22 عاما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.