تحت غطاء الديمقراطية... صالون جنيف للساعات الفاخرة يفتح أبوابه لأول مرة للعامة

ساعات تتعدى المليون دولار والمسؤولون يتساءلون: عن أي أزمة تتكلمون؟

لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين  من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح  الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر
لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر
TT

تحت غطاء الديمقراطية... صالون جنيف للساعات الفاخرة يفتح أبوابه لأول مرة للعامة

لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين  من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح  الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر
لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر

المنافسة بين معرض بازل وصالون جنيف للساعات الفاخرة تطرح نفسها دائما رغم الفرق الشاسع بينهما. فالأول يعتمد على العدد؛ نظرا لمساحته الكبيرة التي تسمح له باستقبال صناع الساعات من كل حدب وصوب، بينما الآخر يعتمد على الكيف باحتضانه عددا كان إلى عهد قريب يقتصر على من ينضوون تحت جناحي مجموعة «ريتشموند» قبل أن يتوسع ليشمل أسماء جديدة تدخله لأول مرة، أو تعود إليه بعد أن هجرته لبضع سنوات اكتشفت فيها أن العُشب ليس أكثر اخضرارا في الجانب الآخر من السياج. من هؤلاء نذكر «جيرار بيريغو» و«يوليس ناردان». غني عن القول أن أحد أهم أسباب هذا التكاثر أن الصالون يسلط الضوء على ابتكاراتهم واختراعاتهم أكثر عوضا عن أن تضيع بين كم هائل من الإصدارات، تتباين بين الفاخر والمعقد، وبين الشعبي الذي يخضع لمعايير الموضة والذي تطرحه غالبا بيوت الأزياء المشاركة في معرض «بازل».
فصالون جنيف للساعات الفاخرة تضاعف هذا العام ليشهد مشاركة 30 اسما مقابل 16 منذ عامين فقط. الجناح الذي يطلق عليه اسم «كور كاريه» مثلا استحدث منذ عام فقط لكي يستقبل صناع ساعات مستقلين، يمكن وصفهم بالمخترعين، توسع ليشمل 13 مشاركا هذا العام. ليس هذا فحسب، بل فتح الصالون، ولأول مرة منذ 27 عاما، أبوابه للعامة في يومه الأخير بعد أن ظل مغلقا في وجوههم رافعا شعار الخصوصية. لكن على ما يبدو، فإن النخبوية لم تعد تُجدي؛ ما أدى إلى الاستغناء عن وجوه قديمة كانت تتبنى استراتيجيات، أصبحت بمفهوم اليوم، تقليدية. في المقابل «ترقت» أسماء لها وجهات نظر مغايرة تعرف كيف تقرأ نبض الشارع وتتكلم لغة جيل شاب يحاولون كسب وده بكل التقنيات والأساليب. والمقصود بهذه الاستراتيجيات ليس «إنستغرام» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى فحسب، بل أيضا إلغاء مجموعة «ريشمون» وظيفة رئيس تنفيذي بوصفها جزءا من عملية ترتيب أوراقها لمواجهة تراجع المبيعات والأرباح في السنوات الأخيرة. فقد تقاعد البعض كما انسحب البعض الآخر، من أمثال ريتشارد لوبو البالغ من العمر 64 عاما، والمدير المالي غاري ساج (56 عاما) وغيرهما. في المقابل أنيطت بجورج كيرن، الرئيس التنفيذي لدار «آي. دبلو.سي شافهاوزن» سابقا مهمة رئيس قسم صناعة الساعات والديجيتال، فيما تمت ترقية جيروم لامبرت، من رئيس تنفيذي في دار مونبلان إلى رئيس لقسم العمليات في المجموعة.
هذه التغييرات شملت أيضا طريقة تعامل الشركات العارضة مع زبائنها ووكلائها، فهي الآن أكثر إقبالا على افتتاح محال مستقلة تريدها أن تُعبر عن شخصيتها وتاريخها؛ عوضا عن الانضواء تحت سقف محل كبير، كما جرت العادة سابقا. التبرير الذي قدمته أنها مضطرة إلى ذلك حتى تستطيع مواكبة تسارع إيقاع سوق الترف، التي تغيرت عما كانت عليه منذ عشر سنوات. فزبون اليوم يريد خدمة خاصة مفصلة على مقاسه، وحسب أسلوب حياته. وبما أن الزبون دائما على حق، فإن طلباته أوامر لا بد من الانصياع لها، لكن قبل ذلك يجب التعرف إليه وربط علاقة مباشرة معه. صحيح أن معارض مثل صالون جنيف للساعات الفاخرة، تُتيح مقابلة الوكلاء والزبائن وجها لوجه، إلا أنها وقتية، على العكس من توفير محال مستقلة بعناوين قارة تُعرف هذا الزبون بجديدها وتعقيدات إصداراتها، وما تتضمنه كل ساعة في جوهرها من وظائف على مدى السنة. هذا عدا عن التعريف بتاريخ الدار؛ الأمر الذي يرسخ مفهوم العراقة في ذهنه، ولا سيما أن بعضهم لا يعرف أن تاريخ بعضها يمتد إلى أكثر من قرنين من الزمن. بيد أنهم غير متسرعين هذه العملية بالذات، بل يريدون طبخها على نار هادئة وبالدقة نفسها التي يصنعون بها حركات ساعاتهم. فهم يدركون أن المحال المستقلة، مهما كانت فخامة ديكوراتها، لا تُعوض عن تفرد منتجاتها. ويبدو أن التفرد كان هذا العام عنوانا قويا بالنسبة لأغلبية البيوت المشاركة، إن لم نقل كلها. فهو أنجع مضاد للتغلب على معاناة تفرضها عليهم الأوضاع الاقتصادية والتغيرات السياسية منذ عام 2014.
والطريف أنه رغم أن فيدرالية صناعة الساعات السويسرية كانت صريحة وأعلنت انخفاضا بنسبة 10.3 في المائة ما بين 2014 و2016، فإن الكثير من الشركات نفت، على لسان رؤسائها، الأمر وكأنها تنأى بنفسها عن هذه التهمة، مؤكدين أن مبيعاتهم لم تتراجع، وأن الإقبال في سوق الشرق الأوسط تحديدا معافى.
من هؤلاء نذكر فرنسوا - هنري بينامياس، الرئيس التنفيذي لدار «أوديمار بيغيه» الذي أشار إلى أن 2016 كان عاما مميزا بالنسبة للدار حققت فيه ارتفاعا ملموسا في أرباحها، كذلك جون مارك بونترو الرئيس التنفيذي لدار «روجيه ديبويه» ودار «إتش موزر أند سي» وغيرهم، وهو ما يوقعك في حيرة.
فالنتائج الأخيرة للمنتجات المترفة عموما، والساعات تحديدا، تشير إلى تراجع أرباحها، بينما هذه التصريحات تؤكد العكس؛ ما يشعرك كما لو أن هذا العالم يعاني الازدواجية الأقرب إلى الانفصام في الشخصية، ثم تطلع على الإصدارات والابتكارات التي يطرحونها فينتابك نوع من الاطمئنان على الزبون. فسواء صدقت الإحصاءات أم لا، فإن كل هذه الشركات ترجمت هذا الانفصام من خلال ابتكارات أقرب إلى الاختراعات أو التحف الفنية، تشد الأنفاس وكلما تعالت دقات عقاربها تسارعت نبضات القلب. فقد وظفوا كل ما يتمتعون به من حرفية وتقنيات عالية، وكل ما من شأنه أن يزيد من عنصر الإثارة. فعالم الساعات لا يمكن أن يعتمد فقط على الحسابات والدقة، ولا بد له من بهارات تضفي عليه الجاذبية والحركة، حسب ما أكده جون مارك بونترو الرئيس التنفيذي لدار «روجيه ديبويه»، مشيرا إلى أن التسويق أصبح بدوره يحتاج إلى ابتكار «وخلق نوع من الإثارة لجذب الأنظار أولا، ثم التعريف بتاريخ الدار وقدراتها ثانيا، خصوصا بالنسبة لمن لم يسمعوا باسم الشركة من قبل». بالنسبة لبونترو، فإن جودة أي منتج وكل الجهود والحرفية، لا تعني شيئا إذا لم يعرف بها الزبون ولم تمس وترا حساسا بداخله. «من الضروري أن نبتكر أساليب جديدة، أو بالأحرى تجارب ممتعة يعيشها الزبون، مثل تلك التي تخلقها دار «شانيل» مثلا في عروض أزيائها» حسب تعليقه. وحتى تشعل الاهتمام بمنتجاتها، ربطت الدار ثلاث شراكات هذا العام مع شركات سيارات فارهة، أولها مع «بيريللي»، علما بأن التعاون لن يقتصر على حصول الزبون على ساعة متطورة جدا من ناحية خاماتها وتعقيداتها فحسب، بل أيضا على فرص لحضور سباقات وفعاليات مهمة لها علاقة بعالم السيارات. من أهم ما أصدرته طرازان متطوّران من «أكسكاليبور بيريلّي» فيما تقول الشركة إنه بتقنيات ومواد غير مسبوقة.
«روجيه ديبويه» ليست الوحيدة التي استوحت أو تعاونت مع شركات سيارات، فـ«مونبلان» أيضا استوحت مجموعتها «تايم وولكر» من هذا العالم، فيما تعاونت «بوم أند ميرسييه» مع سيارات شيلبي كوبرا، عدا عن ريتشارد ميل التي قدمت تحفة لا تقدر بثمن. فبفضل التعاون بين جامعة مانشستر ومكلارين للتقنيات التطبيقية وشركة نورث ثين بلاي تكنولوجي، نجحت ريتشارد ميل في إنتاج ھيكل ساعة (القفص الحاضن الذي تم تعزيز خصائصه الفيزيائية للكربون بشكلٍ كبير من خلال، TPT™ وهي تركيبة محسّنة من كربون تقديم الغرافين، ومادة متناهية الصغر (نانوية) أخف وزنًا من الفولاذ بست مرات وأقوى منه بمائتي مرة.
- من الشركات التي عادت إلى صالون جنيف بعد أن هجرته إلى بازل «جيرار بيريغو»، التي غابت ثلاث سنوات. أما «يوليس ناردان» فكانت دائما تعرض في بازل قبل أن تختار النزوح إلى جنيف هذه المرة؛ أملا في استقطاب زبائن جدد، أو من نوعية مختلفة.
في أول مشاركة لها، ركزت «يوليس ناردان» على الساعات الرياضية المائية، خصوصا تلك التي ترتبط بدعمها لفريق سباق أرتيمس المشارك في سباق كأس أميركا للقوارب الشراعية، مستعرضا في الوقت ذاته قدرات الدار من خلال ساعة «إينوفيجن2» التي تتضمن 10 ابتكارات تقنية. وبهذا تلتحق بـ«بانيراي» التي تتخصص في هذا المجال منذ بدايتها، فضلا عن ارتباطها بكأس أميركا، أقدم رياضة عالمية في العهد المعاصر. فقد أعادت ترجمة إصدارها الأيقوني «لومينور» بإدخال خامات وتفاصيل تجلت في الألوان، تحتفل بهذه المناسبة، أو بالأحرى السباق.
- الكثير من الشركات رفعت شعار «من فات قديمه تاه»، بحيث أعادوا صياغته وإضافة تعقيدات أو ترصيعات جديدة عليه، أكبر دليل كان «كارتييه» التي تتحفنا دائما بكم هائل من الإبداعات المثيرة. ورغم أن الأمر لم يختلف هذا العام، حيث قدمت إصدارات قديمة جديدة، مثل «درايف دو كارتييه» التي اكتسبت رشاقة أكبر ووجها مسطحا للرجل، و«بانثير دو كارتييه» للمرأة، فيما يمكن اعتباره محاكاة للطبيعة وظفت فيها الدار كل إمكانياتها الفنية وما تتوفر عليه من أحجار ثمينة لكي ترضي المرأة على وجه الخصوص. «بياجيه» أيضا أبدعت للمرأة عدة ساعات مجوهرة تغني عن أي قطعة مجوهرات أخرى.
- لم تقتصر «دمقرطة» الصالون على فتح أبوابه للعامة، وشملت أسعار بعض الإصدارات. «مونبلان» مثلا بدأت تخاطب الطبقات المتوسطة منذ العام الماضي، لكن تبقى «بوم أند ميرسييه» الأكثر مخاطبة لذوق القدرات المتوسطة في المعرض. فقد أصدرت سبع ساعات جديدة من طراز «كلاسيما»، تبدأ أسعارها من 990 دولارا. لكن الشركة تعرف جيدا أن عملية الجذب لا تعتمد على الأسعار فقط، وبأنه لا بد من الاهتمام بالجوهر أيضا لأن عشاق الترف يريدون حاليا تصاميم مبتكرة بأسعار معقولة، لكن دائما بتعقيدات ووظائف مهمة.
- إلى جانب «كارتييه» و«بياجيه» و«فاشرون كونستانتين» الذين دللوا المرأة وقدموا لها تصاميم يمكن أن تورثها لأجيال مقبلة؛ نظرا لجمالها وقيمتها، دخلت «فان كليف أند أربلز» المنافسة بكل فنيتها، وقدمت تحفة لا تقدر بثمن، أطلقت عليها «ذي في أوندين» The Fée Ondine، استغرق صنعها ثماني سنوات، وكانت نتاج تعاون بين 20 ورشة مختلفة في فرنسا وسويسرا. تأخذ التحفة شكلا مستديرا تتوسطه زنبقة ثلاثية الأبعاد تسترخي فوقها حورية، ما إن يتم تحريك مفتاح لتشغيلها حتى تتفتح الزنبقة وتستيقظ الحورية من سباتها مرفرفة جناحيها على وقع نغمات موسيقية. غني عن القول أن ما يتفتح هنا أساسا مجموعة من الأحجار الكريمة المتنوعة مثل الماس والسافير والياقوت والزمرد وغيرها.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.