السعودية تتصدى للإرهاب في الداخل وتحد من انتشاره في الخارج

دعمت مركز مكافحته دوليا بـ100 مليون دولار

السعودية تتصدى للإرهاب في الداخل وتحد من انتشاره في الخارج
TT

السعودية تتصدى للإرهاب في الداخل وتحد من انتشاره في الخارج

السعودية تتصدى للإرهاب في الداخل وتحد من انتشاره في الخارج

نجحت السعودية في الحد من ظاهرة الإرهاب في وقت يعد قياسيا مقارنة مع الدول التي تعرضت لتلك الظاهرة، وأصبحت التجربة الأمنية السعودية فريدة من نوعها، مما دعا بعض السياسيين والمنظمات المعنية بذلك إلى الاطلاع عليها، لكون الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، صنعتها عقول شريرة مملوءة بالحقد على الإنسانية ومشحونة بالرغبة العمياء في القتل والتدمير، حيث لا يفرق الفكر الإرهابي بين الحضارات والأديان والأنظمة، ولا سيما أن السعودية ساهمت في محاربته عالميا بعد أن سيطرت عليه في الداخل، وذلك عبر دعمها بنحو 100 مليون دولار أميركي المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في هيئة الأمم المتحدة في فبراير (شباط) الماضي.
في المقابل نجحت السلطات السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في سن أوامر ملكية استباقية لحماية الأمن الوطني، تتضمن تجريم الانتماء إلى الجماعات والأحزاب المتطرفة، والسجن لكل من يثبت وجوده في أماكن القتال خارج المملكة أو الانتماء إلى تيارات دينية متطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة، وذلك انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأمة، في دينها، وأمنها، ووحدتها، وتآلفها، وبعدها عن الفرقة، والتناحر، والتنازع.
واستطاعت السلطات السعودية السيطرة على الخلايا الإرهابية النائمة منذ اندلاع شرارة الإرهاب عبر ثلاثة تفجيرات هزت العاصمة الرياض في 12 مايو (أيار) 2003، وحدت من تحركاتهم والدعم المالي الذي يصل إليهم، وأحبطت أكثر من 250 عملية كان بعضها على وشك التنفيذ، والقبض على القياديين والعناصر اللوجستية التي ساهمت في الترويج لظاهرة الإرهاب، وإحالتهم إلى القضاء الشرعي للنظر في قضاياهم.
وعملت السعودية على تحصين الحدود البرية في الشمال والجنوب، وذلك عبر بناء سياج حديدي مدعم بالتقنيات الحديثة، لكشف المتسللين الذين استغلوا طول الشريط الحدودي في الشمال، والتضاريس الجبلية في الجنوب، في التسلل إلى الدول المجاورة إما للهروب من الملاحقة الأمنية أو إدخال بعض الأسلحة والمتفجرات التي يمنع بيعها داخل الأراضي السعودية.
وحذرت السعودية خلال الفترة الماضية من تداعيات الإرهاب الفكري الذي أباح بنظرياته الحزبية، ومطامعه السياسية بشتى ذرائع التأويل والتدليس على الناس من خلال توجيه نصوص الشرع.
وشكلت السعودية لجانا وزارية من وزارات الداخلية، والخارجية، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والعدل، وديوان المظالم، وهيئة التحقيق والادعاء العام، للعمل على إعداد قائمة - تحدث دوريا - بالتيارات والجماعات والأحزاب المتطرفة، وجرّمت أعمالا مختلفة شملت كلا من المواطنين والمقيمين، وتضمنت الدعوة للفكر الإلحادي بأي صورة كانت، أو التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي، وكل من يخلع البيعة التي في عنقه لولاة الأمر في هذه البلاد، أو يبايع أي حزب، أو تنظيم، أو تيار، أو جماعة، أو فرد في الداخل أو الخارج.
وحددت اللجنة المشتركة القائمة الأولى للأحزاب، والجماعات، والتيارات، وكل من أطلق على نفسه اسم «تنظيم القاعدة - تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - تنظيم القاعدة في اليمن - تنظيم القاعدة في العراق - داعش - جبهة النصرة - حزب الله في داخل المملكة - جماعة الإخوان المسلمين - جماعة الحوثي»، كما يشمل كل تنظيم مشابه لهذه التنظيمات، فكرا، أو قولا، أو فعلا، وكافة الجماعات والتيارات الواردة بقوائم مجلس الأمن والهيئات الدولية وعرفت بالإرهاب وممارسة العنف.
كما تشمل الجرائم المشاركة أو الدعوة أو التحريض على القتال في أماكن الصراعات بالدول الأخرى أو الإفتاء بذلك، وكل من يقوم بتأييد التنظيمات أو إظهار الانتماء لها أو التعاطف معها أو الترويج لها أو عقد اجتماعات تحت مظلتها، سواء داخل المملكة أو خارجها، أو السعي لزعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، أو الدعوة، أو المشاركة، أو الترويج، أو التحريض على الاعتصامات، أو المظاهرات، أو التجمعات، أو البيانات الجماعية بأي دعوى أو صورة كانت، أو كل ما يمس وحدة واستقرار المملكة بأي وسيلة كانت.
ونجحت السعودية في تجربة المناصحة والتأهيل لكل من يحمل أفكارا متطرفة أو تكفيرية، وذلك عبر مناصحته سواء كان داخل السجن أو خارجه، حيث ساهمت في تصحيح أفكار أكثر من 90 في المائة من المتطرفين، وذلك بعد أن أنشأت مركز محمد بن نايف للمناصحة والتأهيل في الرياض وجدة، وعملت على مناصحة المتطرفين في أكثر من 12 ألف جلسة، ونظمت 1599 دورة علمية، وقدمت محاضرات توعوية في المدارس والمساجد في تسع محافظات في السعودية.



تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)
جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)
TT

تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)
جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)

شدّد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الأحد، على دعم دول المجلس للجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن واستقرار سوريا، والوقوف مع الشعب السوري، وتقديم الدعم له.

​ورحّب الأمين العام للمجلس، بالبيان الصادر عن لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، والمشكّلة بقرار من جامعة الدول العربية، والمكونة من السعودية والأردن والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، وبمشاركة وزراء خارجية الإمارات والبحرين - الرئيس الحالي للقمة العربية - وقطر يوم السبت في مدينة العقبة الأردنية.

كما ثمّن ما تضمنه البيان الصادر، والذي سيسهم في بناء وازدهار سوريا، وإنهاء مأساة ومعاناة الشعب السوري.

جاسم البديوي خلال لقائه مازن غنيم سفير فلسطين لدى السعودية في الرياض (مجلس التعاون)

من جهة أخرى، أكّد الأمين العام للمجلس، مواصلة دول الخليج جهودها القيّمة والفعّالة لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وذلك خلال استقباله مازن غنيم سفير فلسطين المعين لدى السعودية في العاصمة الرياض.

وجرى خلال الاستقبال، استعراض كثير من الملفات، أبرزها آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والانتهاكات المتواصلة والخطيرة من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد البديوي ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى في دورته الـ45 التي عقدت في ديسمبر (كانون الأول) الحالي على مركزية القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعلى دعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوة جميع الدول إلى استكمال إجراءات اعترافها بدولة فلسطين، واتخاذ إجراء جماعي عاجل لتحقيق حل دائم يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، مؤكداً ضرورة مضاعفة جهود المجتمع الدولي لحل الصراع، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

جاسم البديوي خلال لقائه علي عنايتي سفير إيران لدى السعودية في الرياض (مجلس التعاون)

ولاحقاً، استعرض جاسم البديوي في لقاء ثنائي مع علي رضا عنايتي سفير إيران لدى السعودية، العلاقات بين مجلس التعاون وإيران، وتبادلا وجهات النظر حول آخر القضايا والمستجدات في المنطقة.

وشهد استقبال البديوي للسفير عنايتي في مقر الأمانة العامة بالرياض، التأكيد على مواصلة العمل لتطوير سبل التعاون، وأهمية تعزيز استمرار الحوار بما يسهم في توطيد العلاقات الخليجية الإيرانية، وتحقيق الازدهار والاستقرار في المنطقة،

كذلك استقبل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في وقت سابق باتريك ميزوناف سفير فرنسا لدى السعودية، وجرى خلال الاستقبال بحث ومناقشة آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات وفي مقدمتها العلاقات الخليجية الفرنسية.

الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج خلال لقائه سفير فرنسا لدى السعودية في الرياض (مجلس التعاون)

فيما ناقش الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في لقاء ثنائي مع شريف وليد سفير الجزائر لدى السعودية، عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات بين مجلس التعاون والجزائر، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

جاسم البديوي خلال لقائه سفير الجزائر لدى السعودية في الرياض الأحد (مجلس التعاون)

كما بحث البديوي في لقاء ثنائي مع ياسوناري مورينو سفير اليابان لدى السعودية أوجه التعاون المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليابان، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة، معرباً عن تطلعه لوصول الجانبين إلى اتفاقية التجارة الحرة خلال الفترة المقبلة.

وأشاد الأمين العام بمتانة العلاقات الخليجية اليابانية، وسعي الجانبين إلى تعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة، خصوصاً الاقتصادية والتجارية والتقنية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة لهما.​

جاسم البديوي خلال لقائه سفير اليابان لدى السعودية في الرياض الأحد (مجلس التعاون)