الأجهزة الهاتفية تسجل كل خطواتك

أكثر نظم التتبع والمراقبة

الأجهزة الهاتفية تسجل كل خطواتك
TT

الأجهزة الهاتفية تسجل كل خطواتك

الأجهزة الهاتفية تسجل كل خطواتك

يتداول الإعلام أحاديث عن وجود خرائط في هواتفنا ترصد كل الأماكن التي نذهب إليها... هل يمكننا التعرف على المزيد عن هذا الأمر؟ الإجابة هي أنه ومن دون الدخول في نظرية المؤامرة، فإن هاتفك الذكي يسجل تقريبًا كل خطوة تتخذها، وكذلك وقتها، وتاريخها. وربما يكون هاتفك هو أكثر نظام تتبع ومراقبة تطورًا في الوجود. يرى الكثيرون أن مثل هذا الأمر يبدد الثقة، إلا أن هناك طرقا بسيطة يمكن من خلالها تعطيل هذه الخاصية خاصة إذا كنت قلقًا من احتمال أن يسرق أحدهم بياناتك.
* رصد جغرافي
من المخيف أن ترى أكثر الأماكن التي تزورها مدرجة على خاصية تسمى «فريكوينت لوكيشينز Frequent Locations» أو «الأماكن الأكثر زيارة» على هواتف «آيفون». على العكس من ذلك، يلاحقك «غوغل لوكيشن هيستوري Google Location History» أيضًا من خلال الأجهزة التي تعمل بنظام «آندرويد».
عندما تفتح «فريكوينت لوكيشنز»، و«لوكيشن هيستوري»، يمكنك رؤية المكان الذي توجد فيه، ووقت ذهابك إليه، ومدة وجودك به. وتمتد مدة الاحتفاظ بهذه الأماكن لـ30 يوما بالنسبة إلى مستخدمي «غوغل». كذلك يمكنك معرفة عدد مرات زيارتك لأي مكان تحديدًا.
في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه هذه الخاصية مفيدة في العثور على هاتفك في حال ضياعه، أو في تحديد موقعك في حالات الطوارئ، يعرب الكثيرون عن قلقهم من احتمال وصول لص أو قرصان إنترنت إلى هذه المعلومات، أو إلى بيانات خاصة بك مثل عنوان منزلك أو عملك. هذا إلى جانب احتمال وصول الجيران الفضوليين إليها أيضًا.
هذه الخاصية متوفرة منذ عام 2013 لكن بالتأكيد تغيرت الأمور. منذ ذلك الحين توسعت كل من «آبل» و«آندرويد» في استخدام خاصية رصد وتتبع المواقع، وكذا في عدد من التطبيقات التي تم إنشاؤها لهذا الغرض أيضًا.
* تعطيل الخرائط
فيما يلي الطريقة التي يمكن من خلالها رؤية الخرائط وتعطيلها على «آبل» و«آندرويد»، وفقا لـ«يو إس إيه توداي»:
* كيف يمكن إغلاق وتعطيل «فريكوينت لوكيشنز» من «آبل»؟ من أجل القيام بذلك ينبغي النقر على أيقونة الإعدادات، ثم الخصوصية، وخدمات الموقع، ثم خدمات النظام، إلى «فريكوينت لوكيشنز» وتغلقه. كذلك يمكن محو كل التاريخ المسجل بالضغط على أيقونة «محو التاريخ».
يمكن العثور على نصائح سريعة من خلال المرشد البصري على الموقع الإلكتروني Komando.com.
* كيف يمكن تعطيل «لوكيشن هيستوري» على نظام «آندرويد»؟ من أجل إيقاف هذا الخاصية على جهاز يعمل بنظام «آندرويد»، ينبغي النقر على أيقونة الإعدادات، ثم «غوغل»، والموقع، لتصل في النهاية إلى خاصية «غوغل لوكيشن هيستوري» وتعطيلها. كذلك يمكن الوصول إلى هذه الشاشة باستخدام تطبيق منفصل يسمى «غوغل سيتينغز Google Settings».
* من أجل محو تاريخ المواقع التي زرتها، ينبغي الضغط على أيقونة الإعدادات، ثم «غوغل»، ثم «لوكيشن هيستوري»، ومحو تاريخ المواقع تمامًا. إذا كنت تريد محو أجزاء محددة من ذلك التاريخ المسجل فحسب، فينبغي الدخول على حسابك على موقع «غوغل»، والذهاب إلى خرائط «غوغل». ومن هنا يمكنك حذف كل المواقع بحسب التاريخ، أو اسم الموقع الواحد تلو الآخر.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».