ليبيا تلتزم الصمت حيال صفقة الإفراج عن السفير الأردني المختطف

مقابل إفراج عمان عن سجين ليبي محتجز لديها منذ سنوات

ليبيا تلتزم الصمت حيال صفقة الإفراج عن السفير الأردني المختطف
TT

ليبيا تلتزم الصمت حيال صفقة الإفراج عن السفير الأردني المختطف

ليبيا تلتزم الصمت حيال صفقة الإفراج عن السفير الأردني المختطف

التزمت السلطات الليبية الصمت رسميا حيال تأكيد مصادر أردنية وليبية غير رسمية إبرام خاطفي السفير الأردني فواز العيطان الأسبوع الماضي من العاصمة الليبية طرابلس، صفقة لتبادل إطلاق سراحه، مقابل إفراج السلطات الأردنية عن سجين ليبي محتجز لديها منذ سنوات بتهمة المشاركة في أنشطة مشبوهة.
وقالت مصادر مقربة من عائلة السجين الليبي محمد سعيد الدرسي الشهير بالنص لـ«الشرق الأوسط» إن عائلته تترقب وصوله في أي لحظة إلى الأراضي الليبية، مؤكدة أنه تم التوصل إلى اتفاق بين السلطات الليبية والأردنية والخاطفين في هذا الصدد.
وأشارت المصادر إلى أن عائلة الدرسي بالفعل تلقت معلومات عن قرب وصوله، ولفتت إلى أن الاتفاق المبرم يتضمن عدم تنظيم أي استقبال أو احتفال للدرسي فور عودته إلى مسقط رأسه في مدينة بنغازي في حال نقله من العاصمة الليبية طرابلس. وقال مصدر في وزارة العدل الليبية اشترط عدم تعريفه لـ«الشرق الأوسط» إنه بالفعل تم إبرام الصفقة، لكنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل، وقال إنه ليس لديه علم بتوقيت وصول السجين الليبي أو إطلاق سراح السفير الأردني المختطف منذ منتصف الشهر الجاري.
وكانت الحكومة الليبية قد نفت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق علمها بقرب إطلاق سراح فواز العيطان السفير الأردني المختطف من العاصمة الليبية طرابلس منذ الأسبوع الماضي مقابل عودة متطرف ليبي معتقل في السجون الأردنية.
وقال محمد الأمين الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة عبر الهاتف من طرابلس إن اللجنة المكلفة بتولي ملف السفير المختطف لم تتلق حتى مساء أمس بالتوقيت المحلي أي أخبار جديدة تتعلق بقرب إفراج المسلحين الذين يحتجزون السفير الأردني عنه.
وكان الأمين يعلق لـ«الشرق الأوسط» على ما أعلنه موسى العبد اللات محامي التنظيمات الإسلامية في الأردن من أن المعتقل الليبي محمد الدرسي تم نقله أمس إلى ليبيا وأنه قد وصل بالفعل إلى الأراضي الليبية، وذلك لإتمام إجراءات صفقة التبادل.
وقال العبد اللات لـ«الشرق الأوسط» إن عملية النقل التي تمت فجر يوم أول من أمس الخميس جاءت في إطار اتفاقية الرياض لتبادل المحكومين في السجون العربية وقضاء بقية المدة في السجون الليبية، في إطار صفقة للإفراج عن السفير الأردني المختطف فواز العيطان.
ولم يتسن على الفور الحصول على تأكيدات سواء من وزير العدل الليبي صلاح الميرغني أو سعيد الأسود الناطق باسم وزارة الخارجية الليبية، على الرغم من محاولات «الشرق الأوسط» المتكررة، الاتصال بهما عبر هواتفهما الجوالة.
كما لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات الليبية حتى الساعة الثامنة من مساء أمس بالتوقيت المحلي يؤكد عودة الدرسي، المحكوم عليه بالسجن المؤبد منذ 2006 بعد إدانته في محاولته تفجير مطار الملكة علياء الدولي، وتم القبض عليه بعد محاولته الهروب إلى العراق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».