جاهدة وهبي غنّت لعمالقة الفنّ فأعادت الحضور إلى الزمن الجميل

حفلة موسيقية على أنغام الأوركسترا الوطنية اللبنانية

الفنانة جاهدة وهبي خلال إحيائها حفلتها الغنائية على مسرح بيار أبو خاطر في الجامعة اليسوعية ({الشرق الأوسط})
الفنانة جاهدة وهبي خلال إحيائها حفلتها الغنائية على مسرح بيار أبو خاطر في الجامعة اليسوعية ({الشرق الأوسط})
TT

جاهدة وهبي غنّت لعمالقة الفنّ فأعادت الحضور إلى الزمن الجميل

الفنانة جاهدة وهبي خلال إحيائها حفلتها الغنائية على مسرح بيار أبو خاطر في الجامعة اليسوعية ({الشرق الأوسط})
الفنانة جاهدة وهبي خلال إحيائها حفلتها الغنائية على مسرح بيار أبو خاطر في الجامعة اليسوعية ({الشرق الأوسط})

تألقت العاصمة اللبنانية بسهرة غنائية، أحيتها الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي على مسرح «بيار أبو خاطر» في «الجامعة اليسوعية». واستمتع الحضور الذي فاق عدده 600 شخص بسماع أغانٍ أعادته إلى زمن الفنّ الأصيل الذي بات يفتقده على الساحة الغنائية حاليًا.
رافق وهبي في هذه الأمسية الغنائية أعضاء فرقة الأوركسترا الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو عبد الله المصري، فشدت بصوتها العذب لأكثر من ساعة أغنيات لعمالقة الفنّ العربي أمثال فيروز ووديع الصافي وأسمهان وعوض الدوخي، لوّنتها بواحدة للفرنسية إديت بياف. واستهلّت الحفلة التي حضرها وزير الثقافة غطّاس خوري وحشد من أهل الفنّ، وفي مقدّمتهم مارسيل خليفة، بمعزوفة من مقام الراست لملحّنها عبد الله المصري اختارها من مجموعة مؤلّفات «بوليفيونيّة العربية»، تلاها عزف لأغنية «زوروني كلّ سنة مرة» لسيد درويش، رافقها أداء متناغم لكورال الكونسرفاتوار الوطني الذي أشرف على تدريباته مديرته عايدة شلهوب.
بعدها أطلّت جاهدة وهبي على المسرح الذي اكتظّ بمحبّيها وقد افترش بعضهم أرض المدرج، فيما بقيت شريحة أخرى واقفة في ظلّ عدم وجود أماكن تتسّع للجميع. وكانت ترتدي زيًّا أسود طعّمته بشلحة مخمليّة مطرّزة ألقتها على كتفها، فاتّسمت المشهدية بخطوط شرقية تراثية. وصدح صوتها في أداء متمكّن لأغنية الراحل وديع الصافي «رح حلّفك بالغصن يا عصفور»، لامست فيها الحضور بصوتها الدافئ والمتناغم مع طبقات غنائية مختلفة، فشكّلت بذلك العنوان العريض للحفلة، ألا وهو الفنّ الأصيل.
واختارت الفنانة اللبنانية أغنية «طلعلي البكي» لفيروز، مؤدّية إياها على طريقتها مع فريق الكورال، مختتمة بذلك القسم الأول من الحفل. ولتطلّ إثر عزف مقطوعة موسيقية لمارسال خليفة بأغنية «دخلت مرة الجنينة» لأسمهان تلتها أغنية «صوت السهارى» للمغني الكويتي الراحل عوض دوخي، فأطربت سامعيها الذين راحوا يصفّقون لها إعجابًا بأدائها المحترف.
بعدها ألقت جاهدة وهبي كلمة مقتضبة رحّبت فيها بالحضور، مبدية سعادتها الكبيرة لوقوفها على المسرح وللمرة الأولى بمعيّة المايسترو عبد الله المصري، وقالت: «أهدي هذا الحفل لوطني لبنان لإظهار الوجوه الثقافية والحضارية الحقيقية له، وفي ظلّ كل هذه الغوغائية على الساحة الفنية وازدياد منسوب السخف والملح في حنجرة الأغنيات، كان لا بدّ من تقديم حفلة مماثلة لتسليط الضوء على جمال تراثنا الفنّي».
وخلال الاستراحة، عزفت الأوركسترا الوطنية اللبنانية أغنية «رح نبقى سوا»، من كلمات الشاعر جوزيف حرب وألحان زياد الرحباني، رافقها فيها أداء جوقة المعهد الوطني للموسيقى، فتفاعل الحضور معها مصفّقًا حماسًا ومشاركًا في الغناء جماعيًا، وفي مقدّمتهم فنانون معروفون أمثال سميّة بعلبكي وأميمة الخليل.
وفي الجزء الأخير من الحفلة أدّت جاهدة وهبي أغنيتها «أنجبني» لأحلام مستغانمي، وقد ختمتها بتوجيه تحيّة لها من على المسرح (كانت من بين الحضور)، ولتقدّم بعدها «في ظلام الليل» لفيروز التي كان قد لحّن كلماتها لجبران خليل جبران الموسيقار الراحل زكي ناصيف.
أما مسك الختام فكان مع أغنية «je ne regretterien» لإديت بياف التي شكّلت مفاجأة الحفلة، لا سيما أن الجمهور كان توّاقًا لسماعها تغنّي للفنانة الفرنسية الراحلة بعد أن أعلنت أكثر من مرة أنها في صدد تحضير حفلة غنائية كاملة تؤدي فيها أغاني بياف بعد أن طعّمت كلماتها بالعربية.
وبعدها دعت الفنانة اللبنانية مديرة جوقة المعهد الوطني للموسيقى عايدة شلهوب إلى المسرح، شاكرة إياها على تدريبها المحترف للجوقة. وكان قائد الأوركسترا عبد الله المصري قد طالب الجمهور بالتصفيق للفنان مارسيل خليفة تحية له، وذلك إثر انتهائه من عزف إحدى مقطوعاته الموسيقية خلال الحفل، فوقف هذا الأخير شاكرًا له مبادرته.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.