بعد 33 عاما من الانقطاع... المغرب حاضر في قمة «الأفريقي»

العاهل المغربي محمد السادس خلال خطاب له أمام قمة الاتحاد الأفريقي (م.ا.ب)
العاهل المغربي محمد السادس خلال خطاب له أمام قمة الاتحاد الأفريقي (م.ا.ب)
TT

بعد 33 عاما من الانقطاع... المغرب حاضر في قمة «الأفريقي»

العاهل المغربي محمد السادس خلال خطاب له أمام قمة الاتحاد الأفريقي (م.ا.ب)
العاهل المغربي محمد السادس خلال خطاب له أمام قمة الاتحاد الأفريقي (م.ا.ب)

حضر عاهل المغرب الملك محمد السادس مراسم اختتام قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، غداة موافقة المنظمة على اعادة عضوية بلاده بعد 33 عاما من خروجها منها على خلفية قضية الصحراء.
وخاطب الملك المغربي نظراءه الافارقة خلال حفل اختتام القمة الثامنة والعشرين للاتحاد "كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب. (...) فافريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد".
واعتبر الملك محمد السادس ان "الدعم الصريح والقوي، الذي حظي به المغرب، لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعنا".
وأيدت 39 دولة من اصل 54 يوم أمس (الاثنين)، بعد حملة دبلوماسية كثيفة، عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي.
وأوضح العاهل المغربي في خطابه أن الوقت حان للعودة الى الاتحاد الافريقي، معتبرا ان "قرار العودة إلى المؤسسة الإفريقية (جاء) ثمرة تفكير عميق. وهو اليوم أمر بديهي". واضاف "في الوقت الذي تعتبر فيه المملكة المغربية من بين البلدان الأفريقية الأكثر تقدما، وتتطلع فيه معظم الدول الأعضاء إلى رجوعنا، اخترنا العودة للقاء أسرتنا".
ومع اقراره بـ"أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد الموقر"، شدد العاهل المغربي على انه "بمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل والدفع به إلى الأمام".
وخلال هذه القمة التي كان جدول اعمالها حافلا، انتخب القادة الافارقة ايضا هيئة تنفيذية جديدة للاتحاد على رأسها وزير الخارجية التشادي موسى فقي محمد.
من جهته، سلم الرئيس التشادي ادريس ديبي الرئاسة الدورية للمنظمة لرئيس غينيا الفا كوندي الذي دعا دول الاتحاد الى التضامن مع الصومال وليبيا والسودان المستهدفة بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب في شأن الهجرة.
وقال كوندي "علينا ان نتضامن مع هذه الدول الثلاث".
وذكر بتبني القارة السمراء لاصلاح عضوية مجلس الامن الدولي بحيث يكون لافريقيا فيه مقعد دائم.
وكلف رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما التفاوض مع الامم المتحدة في هذا الشأن وحول عمليات حفظ السلام في افريقيا.
وكلف كوندي ايضا رئيس اوغندا يويري موسيفيني ان يبحث باسم القارة ملف المهاجرين مع الاتحاد الاوروبي. وقال "لن نقبل بأن يتفاوض الاتحاد الاوروبي بوصفه اتحادا اوروبيا مع هذا البلد او ذلك. اذا كان الاتحاد الاوروبي (يفاوض) فينبغي ان يتم الامر مع الاتحاد الافريقي. علينا ان نتكلم بصوت واحد حول مشكلة الهجرة".



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.